سياسي كويتي: الرئيس السيسي هو الضمان لاعتدال مصر السياسي وتطورها الاقتصادي
سامية على
قال الكاتب السياسي الكويتي أمين عام مجلس التعاون الخليجي الأسبق عبدالله بشارة، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو الضمان لاعتدال مصر السياسي وتطورها الاقتصادي، ليظل إسهام مصر في استقرار المنطقة، عاملاً أساسياً في منظومة الأمن العالمي الجماعي.
وقال بشارة، في مقاله بجريدة “القبس” الكويتية اليوم الاثنين 30 سبتمبر، تحت عنوان (ضرورات السيسي .. عربيا وعالميا)، إن مصر عادت إلى سلوكها الأليف المدون في سجلات التاريخ منذ عصور الفراعنة وربما قبلها، في المسار المعتدل الذي يضع أولوياته في تنمية المواطنة الشاملة، انتماء واقتصاداً واستقرارا، مع البحث عن شبكة واسعة من الصداقات، تغنيها عن المشاحنات، وتفتح لها منابع متجددة من الدعم المتميز بالتفاهم والاطمئنان.
وأضاف بشارة قائلا ” مصر لم تكن مؤذية لأحد، ولم يكن أصحاب السلطة فيها من النشالين من حقوق الآخرين، ولم يحملوا البنادق لابتزاز الجوار، بهذا الوعي المدرك لضرورات التطور، جاء الرئيس السيسي، وبعزم ليفتح ملف الأولويات التي يحن لها شعب مصر، وأبرزها إغلاق الأبواب التي تحد من الانطلاق نحو التقدم، ومن أهمها التراث الذي سجلته ثورة يوليو 1952، والتي تحمل طموحات الوهج السياسي الإقليمي بكل ما فيه من جوانب مخابراتية وإذاعاتية تنطلق منها حملات تشويه بمقاطع التعالي ونغمة النفوذ، ومن الطبيعي أن يتحسس الآخرون ويتحصنون، حماية من تلك القذائف غير المألوفة، التي أدت إلى تباعد بين مصر والعرب الآخرين القادرين على الانضمام إلى صفوف المؤازرين لتنمية مصر”.
ولفت بشارة إلى أنه من هدايا التاريخ التي حصدها الرئيس السيسي، أنه شهد نهاية تلك المرحلة الممجوجة، وتمعن في مسبباتها، وأيقن بأن تخلي مصر عن هويتها التاريخية في الاعتدال والاحتضان، أهم مسببات التعطيل، واحتكم في قراراته إلى العقلانية الراشدة في توفير عائد من العلاقات المتميزة مع الجميع خارج حدود مصر، تستند على منفعية متبادلة وجهد مشترك، لعلاج المعلقات المعطلة، بالإضافة إلى أنه تعرف على الواقع الداخلي في جانبيه الاقتصادي والاجتماعي، واتخذ قراره غير المسبوق في تبني منهجية اقتصادية واجتماعية جديدة، وأبعد الايديولوجيات عن الشأن الاقتصادي وفتح القنوات المغلقة، مع تعويم العملة، ومع تبني عوائد الاستثمار الخارجي بكسر القوانين الطاردة، مع سعي جاد لوحدة وطنية اجتماعية، ليس فيها معزولون ولا مبعدون، مؤكدا أنه من أكبر إنجازاته، الخروج من أثقال الدعم، الذي شكل نسبة عالية من دخل الدولة، وذلك دون أن ينكر أحد، أن الضغوط الاقتصادية زادت، لاسيما على الطبقة الفقيرة، لكن لا مفر من حتمية ضرورات الإصلاح، مع إجراءات تخفيف من الأعباء على تلك الطبقة.
وأكد أن الرئيس السيسي أنهى حكم “الاخوان” في الوقت المناسب، قبل أن تتحول مصر إلى منصة تصفيات لا تبتعد عما يرى في أفغانستان، وأعاد إليها الهوية المنحوتة في هيكل مصر المتوارث، وبدعم شعبي جامع، كما أكد أنه رغم استمرار موجات الإرهاب الذي يسعى لتعطيل الدولة وتدمير بنيتها، يظل الرئيس السيسي ملتزماً بما يمكن أن يسمى “استراتيجية الصد والتعطيل”، دون أن يلجأ إلى تصفيات ارتجالية، وإنما حافظ على وقار الدولة رغم الاستفزازات المتواصلة.
وأضاف بشارة قائلا “الواضح أن الرئيس السيسي يسعى لتحقيق ما نسميه “الدور المصري المحوري الإقليمي”، ويعرف الرئيس عندما يقرأ مسار ثورة يوليو، بأن أهم شروط الحصول على ذلك الدور الذي كان ملازماً لطموحات الدبلوماسية المصرية، تطبيع العلاقات المصرية -العربية الشاملة، المؤسسة على الاحترام المتبادل، واحترام شرعية الأنظمة العربية، وإغلاق ملفات الشطحات المخابراتية، والابتعاد عن التدخل في الشأن الداخلي، هناك قضايا عربية شائكة، تحمل مصر مسؤوليات خاصة تجاهها، حماس في غزة، وأبومازن في الضفة، وقضايا الجارة ليبيا، والاسهام في استقرار السودان، هذه قضايا لها معان خاصة للأمن الوطني المصري”.
وأكد الكاتب السياسي الكويتي أمين عام مجلس التعاون الخليجي الأسبق، أن هناك من يشجع آليات التخريب، ويدفع نحو الفوضوية الصاخبة، بقصد إعياء صبر النظام وتعطيل إرادته، مشددا على سلامة موقف الرئيس السيسي، الذي يتمتع بحرص عربي وعالمي على حماية أمنه وإدامة استقرار مصر التاريخية، التي استأنفت مسيرتها بعد عقود من الدوران المربك.