بقلم / محمد فرحات
مقالي اليوم عن أشباه الرجال، ومادفعني أن أكتب هذا المقال أنني رأيت أشباه الرجال قد انتشروا فى الآونة الأخيرة، وبحسب ما رأيته وقرأته فهم موجودون فى كل زمان ومكان، حتي أصبحوا بكل أسف ظاهرة مخيفة .
وحتي نتعرف علي أشباه الرجال فى وسطنا، لابد أولا من معرفة صفاتهم، فأشباه الرجال لا يلتزمون بأنفسهم، ولاتجد فى رأسهم نخوة أو شجاعة أوغيرة على أنفسهم ووطنهم، يسيطر عليهم الخوف ويعرضون كرامتهم للذل وللإهانة من أجل المصلحة الشخصية فقط ، ويسعون وراء أعراض الناس، وينتهكونها، ويشهرون بها، بل و يستغلون ضعف الناس،وآخرون منهم كل همهم مال غيرهم، عن طريق الابتزاز والتشهير، وهم دائما بعيدون عن الله وعن تعاليم الدين . غالبا مايقوم أشباه الرجال بالضغط على جروح الآخرين، لتنزف حتي الموت، فكل يوم لهم موقف مناف عن اليوم السابق، وهناك العديد والعديد من الصفات السلبية لهذه النوعية من الناس .
ومن أشهر نماذج أشباه الرجال على مر التاريخ، خيانة يهوذا للسيد المسيح، حينما خانه وتواطأ مع الرومان ليسلمه لهم، وهي من أشهر الخيانات في التاريخ البشري، وفى عهد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نجد أن عبد الله بن أبي سلول لم يكن رأسا للمنافقين فقط ، لكنه كان يفتقد الي كل معاني الرجولة والإنسانية ولايملأ قلبه إلا الحسد والحقد والشر والكراهية. فيا ترى ما هو السبب في ظهور أشباه الرجال؟
أعتقد أن أحد هذه الأسباب يرجع الي التربية فى المبالغة بالتدليل، حتي يعتاد الطفل منذ نعومة أظافره علي عدم تحمل المسؤولية تجاه وطنه وأسرته وبيئتة المحيطة به.
وحتي نواجه هذه الظاهرة المخيفة لابد من تغيير أساليب التربية حتي يعتاد الأطفال على تحمل المسؤولية والوفاء بالعهود .
علموا أولادكم صفات الرجل الحقيقي، علموهم الثبات فى المواقف المبني على الأخلاق الحسنة والقيم والمبادىء، علموهم النخوة العربية الأصيلة، علموهم أن حب الأوطنان واجب مقدس، علموهم نصرة المظلوم مهما كلفهم الأمر، والحفاظ على الممتلكات العامة للدولة التي ينعمون بخيراتها، علموهم أن يتخذوا من تعاليم دينهم أساسا ومنهجا للإنطلاق في هذه الحياة.
