بقلم /عبدالله رجب
بداية أقول: إن من لا يعرف مصر، فهو لا يعرف الحضارات والثقافات، والأدب والفن، فمصر تمتلك مخزونا كاملا مما ذُكر، كما أن لها دورا كبيرا في حفظ وحماية الدين الإسلامي، ومع ذلك فهي تتعرض إلى أسوأ الهجمات والمؤامرات الدنيئة من فئات تريد أن تهدم لمصر العريقة صوامعها وآثارها وحضاراتها ومعالمها.
هناك أشخاص وأحزاب وكيانات مختلفة تريد أن تنتهك سيادة مصر، ويحاولون بشتى الطرق الإضرار بها وبشعبها، واختراق جدرانها المحصنة بدروع أهلها وشعبها، وكلها فئات موجهة لتنفيذ أجندات معينة لصالح أطراف محددة معلومة ومجهولة.
وقد ذكرت وسائل إعلامية مختلفة ان هناك أشخاصا من جنسيات مختلفة، ينتشرون في بعض محافظات مصر، ويقومون بأعمال مشبوهة من تجسس للحصول على المعلومات، ونشر الأكاذيب، والاشتراك في تقويض الأمن المصري، لكن الأجهزة السيادية الأمنية المصرية كانت لهم بالمرصاد، وألقت القبض على الكثير منهم، وتبين أنه مدفوع لهم ويقومون بتنفيذ أوامر وأجندات لصالح جهات. فالمرتزقة لا دين لهم، ومصر دائما مُستهدفة من قِبَل تيارات ومنظمات وأحزاب وجماعات تريد إسقاطها والعبث بمقدراتها، وللأسف كثيرا ما يكون من هؤلاء أحد أبنائها.
وقد أخذت تلك الجماعات على عاتقها تقويض الأنظمة العربية والإسلامية من خلال تأسيس العديد من التنظيمات السرية والتيارات التابعة لها بوسائل شتى وطرق متعددة ومسميات كثيرة، وهدفها هو السيطرة وفرض النفوذ وجمع الأموال على حساب الشعوب والأوطان، ولا مشكلة عندها إذا تعاونت مع دول الغرب، ووضعت أيديها مع من يخالفها مادام ذلك في سبيل مصلحتها وأهدافها.
إن العالم الإسلامي يصل تعداده إلى نحو مليار و600 مليون نسمة، مقسمين على أكثر من 57 دولة، وقد تم إنشاء المؤتمر الإسلامي في عام 1969، وأنشئت الجامعة العربية التي تضم 22 دولة عام 1945، ورغم ذلك تتكالب علينا الأمم، وتستبيح حرماتنا، وتريد تقسيم أراضينا، ولذلك لا بد من التصدي إلى تلك المخططات الخبيثة، والأجندات الغربية والصهيونية، ولا يأتي هذا إلا من خلال الترابط الحقيقي بين دولنا العربية والإسلامية ونبذ الخلافات ورأب الصدع الذي اتسعت هُوته، أما إذا ظللنا متفرقين فإننا سنكون لقمة سائغة في أفواه أعدائنا.
يقول الله تبارك وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..) (آل عمران- 103).