عن فلسفة الدوافع
الشاعر والكاتب محمد يوسف
هل كل ما نفعله في حياتنا مهما عظُم أو صغر يحدث بدافع؟
الإجابة: نعم. لا شئ مما نقوم به مهما كان بسيطاً أو حتى تلقائياً يحدث دون دافع.
ولكن ما الدافع؟ وما أنواع الداوفع؟
الدوافع هي كل ما يدفعنا لفعلٍ أو قولٍ معين ولكي نعرف أنواعها يجب أن نعرف الفارق ما بين السبب، والغرض، والهدف، والنتيجة.
السبب: شئ حدث بالفعل في وقت سابق أو موجود في الوقت الحالي، ويجبرنا على أن نقوم بردة فعل مناسبة. كمن يذهب للطبيب لكونه مريضاً أو من يأكل لكونه جائعاً…..إلخ.
الغرض أو الهدف: هو شئ لم يحدث بعد ولكن مرجوٌّ حدوثه ونفعل ما نفعل بغية تحقيقه حتى وإن كان صعباً أو مستحيلا. كمن يقوم بعمله بغرض المال أو كمن يصلّي ليرضي ربِّه أو لينال الجنة أو كمن يجري ليصل لمكان بشكل أسرع…..إلخ.
أما النتيجة: فهي ما تم إدراكه بالفعل أو ما تم الوصول إليه.
ولا تعد النتيجة من الدوافع بل هي مقاييس لكل الأفعال.
بمعنى أن الأفعال يقاس قدرها بما تحققه من نتائج، فلا قيمة لفعل دون أن يحقق نتيجة إيجابية.
وهنا يجب عند تقييمنا لأفعال الآخرين أن يكون قياسنا مبني على نتائج تلك الأفعال دون إهمال لنوايا الفاعل من أسباب دفعته لذلك أو أغراض انتوى تحقيقها حتى وإن فشل.
الخلاصة: لا تجعل الأحداث السلبية في حياتك سبباً في سلوك سلبي فحينها سيكون تقييم فعلك مبني على نتائجه.
أيضاً اجعل أغراضك نبيلة وأهدافك سامية مما سيدفعك لأفعالٍ إيجابية وتحقق منها نتائج إيجابية تجعلك فخوراً بنفسك وتجعل الآخرين راضين عنك.
ملاحظة: فلسفة الدوافع تنطبق على الأفعال والأقوال ولا علاقة لها بالمشاعر. فأعظم المشاعر هي ما لا سبب لها ولا غرض.
وأخيراً: هسمة في أذن من يطلقون الأحكام على الآخرين، اجعل أحكامك مبنية على نتائج الفعل ولا تتغافل عن الأسباب والأغراض التي دفعت لذلك. رزقنا الله وإياكم السداد والحكمة.