مفهوم الدولة واليات القوة الذكية ضمن فعاليات استراتيجية الأمن
كتبت هبه الخولي
تميزت العصور القديمة والوسطى بغياب مفهوم الدولة بشكلها الحالي، حيث انتشرت مسميات مختلفة منها، الإمبراطورية، والسلطنة، والممالك. إلا أن أغلب الممالك التي حكمت في العصور الوسطى في أوروبا حكمت باسم الدين، كفرنسا على سبيل المثال، وكان لسلطة الكنيسة أثر سلبي في التحكم بالدولة وسياستها، وإمكانها في عزل الملوك والأمراء عن طريق سحب الثقة منهم وفصلهم من الكنيسة، ما يعني إفتقادهم لثقة وطاعة الشعب الذي يثق بالكنيسة وتعتبر الدولة منذ نشأتها الحديثة إحدى حقائق الحياة السياسية المعاصرة التي رسخت تدريجيَّاً حتى أصبحت تشكل اللبنة الأولى في بنية النظام الدولي الراهن. وبالرغم من اعتبار الدولة مؤسسة عالمية ضرورية، إلا أن تعريفها واسع ومتنوع لا يكاد يجمع عليه اثنان، بل ويمكن أن يُقال أَنَّ إيجاد تعريف واحد لمفهوم الدولة هو صراع إيديولوجي بحد ذاته؛ كون التعاريف المختلفة ناتجة عن نظريات مختلفة لوظيفة الدولة، مما يولد استراتيجيات سياسية ونتائج مختلفة، فمصطلح “الدولة” يشير إلى مجموعة من النظريات المختلفة والمترابطة والمتداخلة في كثير من الأحيان، لمجموعة معينة من الظواهر السياسية. حول مفهوم الدول حاضر لواء أركان حرب بهجت فريد محاضرة اليوم ببرنامج “الدراسات الاستراتيجية والامن القومي“ الذي تقدمه الادارة المركزية للتدريب وإعداد القادة الثقافيين بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية كما حاضرت الدكتورة ألاء فوزي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرةثاني محاضرات اليوم حول ” القوة الذكية ”موضحة ضرورة توظيفها بالشكل الصحيح الذي يحقق مصالحها ويحافظ على مكتسباتها قائلة:إذا لم تعرف حجم قوتك والطريقة الأمثل لتوظيفها فمن المنطقي بمكان ألا تنتظر من الاخرين أن يخبروك بها لأن تراجع دور الحرب والقوة العسكرية يعد أحد أبرز ملامح العقود المقبلة فاستخدام القوة لعسكرية سيكون عالي الكلفة في الالفية الجديدة وشعوب هذه الألفية شعوب تبحث عن الرفاهية وليس عن المجد بينما طبيعة الشعوب سابقاً كانت تخرج في مظاهرلتأيد الجيوش مضيفة أن الحروب في المستقبل لن تكون بالشكل المألوف في الماضي بل ستكون بل ستكون ذكية قصيرة الأمد مستخدمة أسلحة تتسم بالذكاء والدقة.