رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي العملية الحربية التى أطلق عليها كذباً نبع السلام
أيمن بحر
تتواصل على التوالى وتضارب الأنباء على سيطرة تركيا على مدينة رأس العين شمال شرق سوريا، لكن قوات سوريا الديمقراطية وفصائل أخرى تواصل معارك الكر والفر لمنع القوات التركية والمقاتلين المدعومين منها على المدينة قوات سوريا الديمقراطية تنفى أنباء سقوط ثلاثين قتيلاً مدنياً وأربعة وسبعين من المسلحين الأكراد حسب بيان صادر من المصدر السورى لحقوق الإنسان لكن المناطق السورية لم تسلم من قصف قسد، وحدثت أضراراً مادية كبيرة.
المواقع الأمريكية لم تسلم من القصف التركى، فقد إتهم المبعوث الأمريكى السابق لشئون التحالف الدولى بيرت ماكجورك بتعمد إستهداف القوات الأمريكية فى كوبانى وكتب فى تغريدة له القوات التركية قصفت مواقع للجيش الأمريكى شمال سوريا، تركيا تعرف جيداً جميع مواقعنا بما فيها الإحداثيات الدقيقة للشبكة كما أكدت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان المشتركة هذا لم يكن خطأً
على إثر ذلك هرب الأهالى من مناطق الصراع للفرار بحياتهم للنجاة فقد قال برنامج التغذية العالمية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من مائة الف شخص نزحوا من مدينتى رأس العين وتل أبيض السوريتين مع تصاعد العنف بهما، وقد حظرت منظمات دولية من كارثة إنسانية جديدة فى سوريا.
إستمراراً لمسلسل تغريدات ترامب قد تغير المشهد الإقتصادى فى تركيا قال إنه مستعد لتدمير إقتصاد تركيا بالكامل وذلك رداً على الهجوم العسكرى التركى فى شمال سوريا، على إثر ذلك تراجعت الليرة التركية بنسبة 3% وبعد ذلك بثلاثة أيام نشر ترامب تغيرة جديدة أشار فيها الى بالعلاقات التجارية بين بلاده وتركيا ووصفها بالشريك التجارى الكبير تغريدة أردت الى تعافى الليرة التركية ورفعها 7,% لكنه عاد وهدد أنقرة مجدداً فى تغريدة تضمنت عقوبات جديده يهدد ترامب بفرضها على تركيا، أبرز هذه العقوبات زيادة الرسوم على واردات الصلب التركية بنسبة 50% فر عقوبات على وزارات الطاقة والدفاع والدخلية وقف المفاوضات مع أنقرة بشأن إتفاق تجارى قيمته مائو مليار دولار، منع سفر الأتراك الى الولايات المتحدة الأمريكية وقد إعتبر ترامب أن هذه العقوبات مدمرة الا أن تركيا تجاهلتها كما أن أسواق المال تجاهلت التغريدة وقال منتقدوا ترامب أن الخطوات أضعف من أن يكون لها أثر خاصة وأن العقوبات لم تشمل البنوك التركية ترامب كان قد نشر تغريده فى أغسطس عام 2018 فى حينها أدت الى فقدات الليرة التركية اكثر من قيمتها30% خلال أيام، هل سيتكرر هذا السيناريو؟ ومدى إستعداد أردوجان لتحمل تداعيات أى عقوبات أمريكية جديدة.
بناء على طلب المانى.. مجلس الأمن يبحث الهجوم التركى
هل تتخذ الدول الأعضاء بمجلس الأمن موقفاً موحداً من الهجوم التركى على شمال سوريا هذه المرة؟ ثمة مؤشرات كثيرة على إمكانية إصدار بيان أممى يطالب تركيا بوقف عملياتها العسكرية، لكن كلمة السر ربما تكون هذه المرة أيضا فى موسكو!.
ذكرت وكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ نقلاً عن مصدر دبلوماسى أن مجلس الأمن الدولى سيبحث مجددا الهجوم التركى على شمال سوريا يوم الأربعاء (16 تشرين الأول/ أكتوبر 2019)، وأوضح المصدر أن الإجتماع سيعقد بناء على طلب من المانيا، التى تمثل الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبى فى المجلس وهى: فرنسا وبولندا وبريطانيا وبلجيكا.
بدورها نقلت وكالة فرنس برس عن مصادر دبلوماسية قولها إن ممثلى الدول الأوروبية الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى الخمس طلبوا عقد إجتماع جديد مغلق الأربعاء حول الهجوم العسكرى التركى فى سوريا.
وكان أول اجتماع لمجلس الأمن حول هذا الملف إنتهى الخميس الماضى بإنقسامات وبصدور بيان من الأوروبيين فقط يطالب بوقف الهجوم التركى، ثم عرقلت روسيا والصين بعد ذلك بيوم نصاً قدمته الولايات المتحدة ويطلب أيضاً وقف العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا.
ورداً على سؤال حول إمكان إتخاذ مجلس الأمن موقفاً موحداً فى هذا الإجتماع نظراً للتطورات فى شمال سوريا أعرب دبلوماسى رفض الكشف عن هويته عن شكوكه إزاء ذلك مؤكداً أن من الممكن أن تعارض روسيا مرة جديدة هذا الإجماع وأضاف الدبلوماسى أنه سيكون ذلك صعباً” بسبب موسكو، لكن من المفترض أن يخرج بيان جديد من الأوروبيين فى نهاية الإجتماع
وقال مصدر آخر قريب من الملف الهدف هو وقف العملية التركية بأسرع وقت ممكن عبر محاولة بناء ضغط دولى. وأضاف سنواصل إستخدام مجلس الأمن الدولى كعنصر لعرض عواقب العملية التركية وكعنصر للتعبير عن وحدة الأوروبيين
وإستخدمت روسيا حق النقض 13 مرةً ضد قرارات لمجلس الأمن منذ بدء النزاع السورى ويمكن أن تظهر أكثر عزلةً إذ بالإضافة الى الولايات المتحدة، التى تطالب بوضوح أكثر بوقف فورى للهجوم التركى دعت الصين الثلاثاء تركيا الى وقف عملها العسكرى والعودة إلى الطريق الصحيح المتمثل بالحل السياسى
فى غضون ذلك قال مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية اليوم إن الولايات المتحدة ستصعد الضغوط الدبلوماسية على تركيا وتهدد أنقرة بمزيد من العقوبات لإقناعها بالتوصل الى وقف لإطلاق النار وإنهاء عمليتها العسكرية فى شمال سوريا.
وبعد أسبوع من التحول فى السياسة الأمريكية وسحب الولايات المتحدة لقواتها، الذى سمح لتركيا بالهجوم على حلفاء واشنطن من الأكراد السوريين أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حزمة من العقوبات على أنقرة لكن تركيا تجاهلتها وواصلت هجومها، كما تم الإعلان عن زيارة وشيكة لنائب الرئيس الأمريكى مايك بنس الى تركيا لبحث هذا الملف.