728x90
728x90
previous arrow
next arrow
دنيا و دين

بذكرى المولد النبوي هل تعيش الأمةُ رسالتَها الخيرية والريادية

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

طارق سالم

تطل على المسلمين في مشارق الأَرض ومغاربها ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليملا حيث تتزامن تلك الذكرى التأريخية المهمة في عصر البشرية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وسط حالة التكالب الشديد الذي تتعر ض له أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ان الامة الاسلامية وهي تعيش اليوم حالة من التردي ما أحوجها الى التماسك من خلال استذكار سيرة المصطفى العطرة واستخلاص العبر والدروس حتى تستفيق وتنهض من عثرتها التي طالت اعتقد انه سيكون خير احتفال بذكرى مولد الهادي البشير

إن الكلمة التي نوجهها إلى الأمة العربية والإسلامية بهذه المناسبة الكريمة وفي ظل هذه الظروف الراهنة هي أنه عليها أن تدارس سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتقتدي به وتسير على نهجه وهداه ويجب عليها في ظل هذه الظروف الراهنة والتي يساء فيها إلى الإسلام والمسلمين في كل مكان أن توحد الصف وتجتمع على كلمة الحق ونبذ الفرقة والخلاف والشقاق بينها تنفيذًا لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»

• إن ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فوق أنها تجدد في الأذهان والقلوب ذكرى الهادي البشير والسراج المنير فإنها تذكر الأمة الإسلامية بانها خير أمة أخرجت للناس وأنها أمة الوسط والاعتدال وأنها الأمة التي نالت الشرف العظيم بأن جعلها الله آخر الأمم وأمة خاتم الرسل إنه لفضل لا يدانيه فضل وشرف لا يطاوله شرف.

• كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغلهم من شغل إلا الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم السنة رواية وتحقيقا ومجالس ودراسة ولم يخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم أما عندما انشغل المسلمون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها ووجد بعضهم في ذكرى مولده الشريف سبيلا لتجديد الايمان وتقوية حب الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس وكلنا يعلم مدى اهمية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين»

• لا شكَّ أن ميلاد الرسول- صلى الله عليه وسلم- هو ميلادٌ للهداية العامة وإظهار للصراط المستقيم وإحياء للبشرية وبعثٌ لها من رقاد طويل كما كان ميلادا لأمة ملَكَت الدنيا وطوَفت في المشارق والمغارب تحمل لواء الحق وتجاهد في سبيله وبالحديث عن هذا الميلاد فإننا نستشفّ العبرة ونأخذ القدوة استرشادا بالقرآن الكريم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

• يجب أن تعيش الأمةُ رسالتَها إذا أرادت أن تعود إلى خيريَّتها وريادتها وهذه الخيرية بشروطها كما ذكرها الحق سبحانه ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه)

• يجب أن تعيش الأمة رسالتها إذا رغبت أن تحيى عزيزةً مهابةَ الجانب وإلا عوقبت وسلَّط عليها طغاتها وأهواءها وأعداءها وهذه سنة الله في المتنكِّبين للطريق والمتنكِّرين له وصدق الله: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَأوينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)

وقد كان أمير الشعراء احمد شوقي صادقاً عندما خاطب ذلك النور في قصيدة الاجلال والإكبار لنور الإسلام والبشرية جمعاء قائلاً :(ولد الهدى فالكائنات ضياء: ووجهُ الزمان تبسماً وثناءُ) في اشارة واضحة لنبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأن معنى السنة فكراً وممارسة أن نقتدي بهديه ونجعل من المولد النبوي الشريف وقفه إسلامية لإحياء قيم التضامن والتواصل وتقوية الروابط وإشاعة قيم التسامح ونبذ الفرقة وتحاشي ثقافة التعبئة الخاطئة لأن تلك القيم الفاضلة التي يجب ان تبعد المجتمع عن الضغائن والانقسام والفرقة وتدعو إلى وحدة الصف وتنقيه القلوب من الاحقاد وتقويم النفس من الاعوجاج والانحراف هي المعاني الرفيعة السامية التي تعكس جلالة ومهابة وعظمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته السمحاء وتلك القيم أبلغ وأهم الدروس المستفادة من ذكرى المولد النبوي الشريف .

وكل عام والأمة الإسلامية والعربية بخير .

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى