“بابا العرب” لقب سوري يتحول لعمل فني في الدراما المصرية بعد وفاة “مثلث الرحمات” بسبعة أعوام
كتب: ضياء أدم
منذ 23 عاماً أطلقت الصحافة السورية لقب “بابا العرب” على قداسة البابا الراحل شنودة الثالث في حياته عند زيارته عام ١٩٩٧م إلى مخيم اليرموك أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا وقد إلتقى قداسته باللاجئين وأعرب لهم عن ثقته في العودة إلى بلادهم.
ويبدو أن الأعلام المصري قد أعاد اللقب إلى قداسته بعد وفاته ب7 أعوام في صورة عملين فنيين أحدهما سينمائي والآخر مسلسل روائي تلفيزيوني.
فقد تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي “الفيس بوك وتويتر” أنباءاً عن اختيار الفنان ماجد الكدواني في مسلسل “بابا العرب” لتجسيد شخصية الراحل قداسة البابا شنودة الثالث.
وقد ذكر رواد مواقع التواصل الإجتماعي عبر حساباتهم على “فيس بوك وتويتر” أن مخرج المسلسل ساندرا نشأت وبتكلفة إنتاج حوالي 80 مليون جنيه بالإضافة إلى أن حلقات المسلسل 34 حلقة وسيتم توزيعة على القنوات الفضائية عقب الإنتهاء من تصويره، متبادلين منشوراً من الصفحة الشخصية للفنان ماجد الكدواني على الفيس بوك يؤكد موافقته على تجسيد الشخصية.
نفى الفنان ماجد الكدواني في فيديو قصير امتلاكه أية حسابات أو صفحات عبر مواقع التواصل الإجتماعي وذلك في منشور على الحساب الخاص لنجله يوسف الكدواني على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك.
ومع نفي الكدواني امتلاكه حساب على الفيس بوك وعدم تأكيده أو نفيه صحة ما قيل عن المسلسل، انتشر تصميم «بوستر» لماجد الكدواني في زي البابا شنودة، باعتباره «البوستر» الرسمي للمسلسل وقد لقى انتشاراً واسعاً بين الصفحات المسيحية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال بولا ميشيل، مصمم البوستر أن التصميم «غير رسمي» واجتهادي فقط، والدافع خلفه كانت الأنباء المتداولة بشأن العمل الفني المنتظر ولا يعرف أي أنباء عن حقيقة المسلسل سوى المعلومات المتداولة عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك، تويتر، إنستغرام” متمنياً استمرار العمل الفني مشيراً إلى مساعدته في أي تصميمات إذا طُلِبَ منه، لافتاً إلى حبه الشديد للفنان ماجد الكدواني.
وفي ظل ظهور إعلان رسمي، يؤكد إنتاج عملاً فنياً عن حياة البابا شنودة الثالث وهو عبارة عن مسلسل روائي تلفزيوني يعتمد على مادة تاريخية من تأليف نشأت زقلمة، وتحت رعاية البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبمراجعة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، فقد أكد الراهب زكريا الأنبا بيشوي، أن الدير سيُنتج المسلسل بالفعل دون ذكره أي تفاصيل عن العمل الدرامي موضحاً أنه ليس مختصاً بذلك.
وقال المؤرخ نشأت زلقمة ومؤلف “بابا العرب”: “أن مسلسل بابا العرب يتناول قصة البابا الراحل شنودة الثالث، سيناريو الدكتور عطاالله توفيق” مشيراً إلى أن كتابة السيناريو استمر ل ٢٥ شهر من ١٥ اكتوبر ٢٠١٦ حتى ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨، مضيفاً: “ويقوم بانتاج العمل دير الانبا بيشوي، ويشمل المسلسل ٣٤ حلقة ويعد هذا العمل هو أول مسلسل تليفزيوني يحصل على العرض العام في تاريخ الكنيسة القبطية الأرذوكسية”.
أكد نشأت زقلمة أنه تم التواصل مع الكدواني، وأنه المُرشح الأول لتجسيد الشخصية، كما أن الكنيسة وافقت على اختياره، قائلا: «لكنه خائف جداً لأن شخصية البابا كبيرة على أي إنسان عادي، ثم إن الشخصية الدرامية بالتأكيد أسهل في التنفيذ من الشخصية الحقيقية خصوصاً لو كانت محبوبة ولها شعبية كبيرة مثل شخصية البابا»، مؤكداً ثقته من موافقة الفنان الكدواني قائلاً: ” أنا واثق من موافقة ماجد أُقدر خوفه الشديد، وقد تركت له الكنيسة الفرصة للتفكير» مشيراً إلى أنه ليس المرشح الوحيد للعمل والأمر متروك للمخرج.
كما صرح ماجد الكدواني بأنه لا يزال يدرس العمل، مؤكداً أنه متردد ولم يعطي الموافقة النهائية على المشاركة مبدياً خوفه الشديد وقلقة من تمثيل شخصية عظيمة مثل “البابا شنودة الثالث”.
وفي ذات السياق كان قد سبق إعلان عن عملاً سينمائياً يحمل نفس الأسم “بابا العرب” من إخراج ألبير مكرم.
من جانبه أوضح المخرج ألبير مكرم، عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، أن فيلم «بابا العرب» هو مشروع قائم بذاته، قائلا: «بخصوص اللغط اللي حاصل اليومين اللي فاتوا بخصوص فيلم بابا العرب، أولا أنا بعمل فيلم اسمه “بابا العرب” مش مسلسل، والبرومو التشويقي بتاعه نزل من شهر فبراير 2019، وهو من إنتاج شركة الريماس، ومش بنلم أي تبرعات للعمل، التبرعات للمحتاجين مش للأعمال الفنية».
وأكد مكرم أن الفيلم غير متوقف ولا ممنوع مشيراً إلى حصوله على كل الموافقات الرقابية وموافقة الكنيسة موقعة ومختومة من نيافة الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد ورئيس لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وتابع المخرج ألبير مكرم قائلاً: “أن اسم (بابا العرب) أنا مستخدمه من 2012، وفي برومو موجود على يوتيوب بتاريخ 17 ديسمبر 2012، وتم إثباته في وزارة الثقافة بتاريخ 15 يوليو 2015، في حقوق الملكية الفكرية، وغير مفهوم على الإطلاق استخدام نفس الاسم للدعاية لعمل آخر”، مؤكداً البدء في تصوير الفيلم، وجاري استكماله، قائلاً: “بمشيئة الله هنعمل حاجه تليق برمز كبير زي قداسة البابا».
يبدو أن بابا العرب لم يكن المحاولة الأولى لفكرة تجسيد شخصية البابا شنودة، فقد كانت هناك محاولات فنية لتجسيد هذه الشخصية العظيمة، حيث أعلن الفنان حسن يوسف نيته تجسيد شخصية البابا شنودة في عمل فني تحت إشراف الكنيسة، ولكن فشلت محاولاته في إقناع الكنيسة واستكمال العمل الفني ففي فبراير عام 2016، أصدر المجلس الملي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بياناً تحذيرياً لكافة جهات الإنتاج في مصر باللجوء إلى القضاء في حال تجسيد شخصية البابا شنودة في الفن تحت أي ظرف.
واعتبر المجلس الملي أن تاريخ البابا شنودة ملك للكنيسة القبطية وهي الجهة صاحبة الحق في الإشراف وإعطاء الموافقة على أي نص فني يتناول سيرة البابا شنودة الثالث سواءً كان العمل سينمائياً أو درامياً أو مسرحياً وحتى وثائقياً، مؤكداً أن الكنيسة لن تحرم الشعب من أعمال فنية تتناول قصة حياة البابا شنودة، مطالباً الفنان حسن يوسف بالتريث.
كان دير الأنبا بيشوي قد أنتج فيلم «الراعي» عن حياة البابا شنودة منذ مولده حتى تعيينه أسقفًا للتعليم عام 1962 م، وجسد شخصيته الممثل القبطي أيمن أمير إلا أن الراعي قد فشل ولم يلاقى ترويجاً جماهيرياً كبيراً بين الأقباط، فاضطر دير الأنبا بيشوي إلى تكرار تجربة أخرى فأنتاج فيلم المزار وكان فيلماً وثائقياً يجسد شخصية قداسة البابا شنودة الثالث وقد أُذيع على قناة «CTV» في 16 مارس عام 2016 م، ولقي الفيلم نجاحاً نسبياً عن فيلم الراعي، إلا أنه إلى الأن لم يرضى الجمهور المصري وخاصة الجمهور المسيحي عن تمثيل شخصية البابا راجيين أن يكون الخلاص في “بابا العرب”
قال مينا زكريا 30 سنه مشرف في شركة سياحية: “أتمنى أن ينجح الكدواني في تجسيد قداسة البابا وأن نجد في العمل الدرامي شفاءاً لصدورنا”.
بينما ذكر الدكتور وائل فؤاد مترجم وأستاذ في كلية التربية في جامعة عين شمس: “ننتظر على شوق إنتهاء بابا العرب وبمشيئة الله لن يكون مثل الراعي، غير أننا نثق في ثقافة نشات زلقمة وإبداع ماجد الكدواني”.