مؤسسة سلوى علوان تسلط الضوء علي الإبداع وثقافة الأوطان
بقلم – خالد جعفر
الإبداع الحقيقى لايمكن أن يتم إلا إذا كان المثقف أو المفكر جزءاً من الوطن . ولاتوجد قوة قادرة على التغيير وتوجيه طاقات الشباب إلا الثقافة والهوية ، فهما الشىء الوحيد القادر على توجيه العقل الجمعى للرقى والتحضر ، فكانت مؤسسة سلوى علوان للثقافة والفنون والتنمية وطنا للموهوبين وملاذا آمنا لرعايتهم .
سلوى علوان كاتبة وأدبية وصحفية من طراز نادر وحالة مصرية متفردة من الإبداع . رأيتها تحكى حكايات جميلة فى أوبريت من إنتاج مؤسستها الثقافية التى رصدت فيها تاريخ مصر بمجده وعظمته وانتصارته ، وفي غمرة شعورها الوطني كانت لاتخفى على ملامحها نظرتها الإنسانية نحو ذوى القدرات الخاصة ، فأنتجت مسرحية (علشان إحنا واحد) جمعت كل أبطالها من هؤلاء الذين اعتبرتهم ملائكة الأرض، وأنهم يحملون داخلهم كل طاقات الإبداع والفن الجميل فرأيناهم يمثلون ويرقصون ويغنون ويبدعون .. وكان هذا العمل الفني والعرض المسرحي لذوى القدرات الخاصة بمثابة التحدي وكسر حاجز العزلة لهم ، ودخلت بهذا العرض مسابقة دولية شاركت فيها كثير من دول العالم على مسرح الهناجر .. وهكذا يثاب المرء رغم أنفه وحصلت على المركز الأول على مستوى العالم وجائزة الفنان محمد صبحى في مسابقة إبداع .. كانت تعمل بطيبة قلب استمدتها من قلب أمها ، قلب أخضر ورثته من الزمن الجميل . وكنت أخشى عليها من هذه المفاجأة التي غمرت حياتها ، لأنها أضاءت طريقاً لجيل جديد موهوب، أهملته كل طوائف البشر إلا هى .. أصرت بإخلاص وقلب الأم الموروث أن تأخذ بأيديهم .. أحسست بفرحتهم عندما كشفت عنهم غبارا كان قد غطى على عمرهم الوليد وأشعرهم بالعجز فى عز الشباب ، كانت طاقة نور أضاءت لهم طريق الأمل. وقفوا أمامها جميعاً كل يحمل موهبته ووضعها بين يديها . بدأت تغزل منها ثوبا فنيا ناصع البياض كى تهديه لأعظم أم فى الدنيا فى عيد انتصارها. وتفننت فى تطريز هذا الثوب الجميل وكأنها تصنع فستان زفاف لأجمل عروس . كانت تعلم أنها لاتملك إلا قلباً نقيا وإخلاصا . كنت أراها بابتسامتها الجميلة تمتزج مع لمعان الدموع فى عينيها أنها تبنى جيلا جديداً ، وتملأ قلبه بحب الوطن ، وكلما تمر الأيام تزداد يقيناً بفكرتها مهما كانت الصعاب .. لم تكن تسعى من وراء ذلك شهرة ، فهى ملء السمع والبصر .. كانت تبغي وجه الله ، كنت أرى الله يربت على كتفها وأسمعه يقول لها أنا معك .. كنت أخشى عليها من شياطين البشر ، ولكننى أعرف أنها معه وفى رعايته . كنا نخشى عليها من حلاوة الحلم الجميل الذى كانت تعيشه . ولكن مثلما ينسيك الحلم الجميل واقعك المزعج قليلاً قد توقظك صفعة غدر من شياطين الإنس .. ورغم ذلك أعلم أنها دائماً هى الأقوى ، لأنها تجمع قلب أمها ورعاية الله .