مالاتعرفه عن سَدّ النهضة الإثيوبيّ
كتب /ضاحى عمار
عن الصحف العالميه
هو واحد من أضخم السدود في العالَم، إذ يتمّ إنشاؤه في نهاية نهر النيل الأزرق، وضمن حدود الدولة الإثيوبيّة؛ بهدف تحسين مقدرة إثيوبيا على توليد الطاقة الكهربائيّة، وتصديرها إلى دُول الجِوار؛ حيث يحتلُّ السدّ مراتب مُتقدِّمة من بين سدود العالَم، وذلك من حيث المقدرة على توليد الطاقة الكهربائيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ إثيوبيا قد حوَّلت مجرى نهر النيل الأزرق في أيّار/مايو من عام 2013م؛ لإنشاء جسم السدّ، وفي 26 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2015م، تمّت إعادة المسار الطبيعيّ إلى النهر بعد الانتهاء من إنشاء الأنفاق السُّفلية للسدّ، وقد أعلنت الحكومة الإثيوبيّة عن استكمال نحو 50% من أعمال الإنشاء، وأنّه بحلول نهاية عام 2016م، سيتمُّ تشغيل أولى الوحدات الكهربائيّة للسدّ الذي تبلغُ سعته نحو 14,5 مليار م³.[١] مواصفات سد النهضة يُمكن وصف سَدّ النهضة من خلال النقاط الآتية:[٢] التسمية: أجرى مكتب الاستصلاح الأمريكيّ في عام 1958م دراسةً على حوض النيل الأزرق؛ لتحديد مواقع إنشاء السدود، وقد أطلقوا على هذه الدراسة اسم دراسة سَدّ بوردر (بالإنجليزيّة: Border)؛ أي السدّ الحدوديّ، وهو الاسم الأصليّ للسدّ. وفي شهر شباط/فبراير من عام 2011م، غيَّرت الشركة الإثيوبيّة للطاقة الكهربائيّة اسم المشروع من سَدّ بوردر ليصبح اسمه مشروع إكس (بالإنجليزيّة: Project X)، أمّا في الثاني من نيسان/أبريل من عام 2011م، فقد غيَّر رئيس الوزراء الإثيوبيّ اسم المشروع ليصبحَ سَدّ الألفيّة العظيم (بالإنجليزيّة: Grand Millennium Dam)، وفي 15 نيسان/أبريل من عام 2011م، حوَّل مجلس الوزراء الإثيوبيّ اسم المشروع إلى سَدِّ النهضة الإثيوبيّ العظيم (بالإنجليزيّة:Grand Ethiopian Renaissance Dam). المُكوِّنات الرئيسيّة، وهي: سَدّ رئيسيّ خرسانيّ (الحاجز) يمتدُّ على مجرى نهر النيل الأزرق، بطول يبلغ 1800م، وارتفاع نحو 145م. سَدّ مُكمِّل (سرج) يمتدُّ على طول 5كم، ويبلغ ارتفاعه نحو 50م. بيتان؛ لتوليد الطاقة الكهربائيّة باستخدام توربينات على جانبَي النهر. ثلاث قنوات تُستخدَم؛ لتصريف المياه، والسيطرة على منسوب المياه في بُحَيرة التخزين. الأبعاد: يبلغ طول بحيرة السدِّ إلى نحو 150كم، ونحو 100كم كأذرع، أو خيران، أمّا مُتوسّط عَرضه فيبلغ نحو 8كم، بينما يبلغُ مُتوسّط العُمق حوالي 8م. المقدرة على إنتاج الكهرباء: يضمُّ سَدّ النهضة 15 وحدة كهربائيّة، تُوجَد 10 منها في الضفّة الغربيّة لنهر النيل الأزرق، و 5 وحدات في الجهة المقابلة، حيث تبلغ قدرة كلٍّ من هذه الوحدات حوالي 350 ميجاوات، وبذلك تكون قدرتها مُجتمعة نحو 5225 ميجاوات، وفي عام 2012م، تمّت إضافة وحدة أخرى في الجهة الشرقيّة لتصبحَ قدرتها مُجتمعة 6000 ميجاوات، علماً بأنّ سَدّ النهضة بهذه القدرة الإنتاجيّة يحتلُّ المرتبة الأولى في أفريقيا، والعاشرة في العالَم ضمن قائمة أكبر السدود إنتاجاً للطاقة الكهربائيّة. السعة التخزينيّة: تطوَّرت القدرة التخزينيّة لسَدّ النهضة بشكل ملحوظ منذ بداية العمل في المشروع وحتى الانتهاء منه؛ فقد بلغت سعة السدّ الحدوديّ نحو 11,1 مليار م³ عند مستوى 575م لبُحَيرة السدّ، وارتفاع 84.5م للسدّ الخرسانيّ (الحاجز)، ومع رفع الحاجز إلى ارتفاع 90م، تصبح السعة التخزينيّة للسدّ حوالي 13,3 مليار م³، وعند مستوى 590م للبُحَيرة، ستصل السعة التخزينيّة إلى نحو 16,5 مليار م³، أمّا في عام 2011م، فقد تمّت زيادة ارتفاع الحاجز ليصبح 145م؛ ليتَّسع بذلك إلى نحو 62 مليار م³، وقد استمرّت عمليّات التطوير على السدّ لتصبح سعته 70 مليار م³، ثمّ وصلت في النهاية إلى نحو 74 م³ بحلول عام 2012. الموقع الجغرافيّ: يقع سَدّ النهضة عند نهاية نهر النيل الأزرق، وضمن حدود إثيوبيا، حيث تُعرَف تلك المنطقة ببني شنقول قماز، ويبعد سَدّ النهضة حوالي 14.5كم عن حدود الجمهوريّة السودانيّة على طول مسار نهر النيل الأزرق، ونحو 35كم إلى الشمال من منطقة التقاء نهر بيليس بنهر النيل الأزرق، كما يبعدُ حوالي 750كم إلى الشمال الغربيّ من أديس أبابا، أمّا ارتفاع قاعدة السدّ فيبلغ نحو 505م عن مستوى سطح البحر. الموقع الجيولوجيّ: يقعُ السدّ في منطقة مُكوَّنة من صخور قاعديّة تعود إلى حِقبة ما قَبل الكامبري، ومنها صخور الجرانيت، والجرانوديوريت، والنيس الجرانيتيّ، والميجماتيت، والبجماتيت، والأمفيبوليت، وتحتوي هذه الصخور على تركيزات معدنيّة من الحديد، والنحاس، والبلاتين، والرصاص، والزنك، والمنغنيز، بالإضافة إلى حُبَيبات الذهب. التكلفة الإجماليّة: أوضحت أولى الدراسات على سَدّ النهضة أنّ التكلفة الإجماليّة؛ لتنفيذ المشروع ستصل إلى 4.8 مليار دولار أمريكيّ، وذلك لا يشمل تكلفة الخطوط الناقلة للكهرباء، ومن المُتوقَّع أن تصلَ التكلفة الإجماليّة؛ لإتمام المشروع بالكامل إلى حوالي 8 مليارات دولار أمريكيّ، منها 3 مليارات دولار ستدفعُها الحكومة الإثيوبيّة، و 1.8 مليار دولار من البنوك الصينيّة؛ لتمويل شراء الوحدات، والمَعدّات الكهربائيّة.[١] فوائد بناء سَدّ النهضة والمخاوف الناتجة عنه لبناء سَدّ النهضة الإثيوبيّة فوائد مهمّة لكلٍّ من إثيوبيا، ومصر، والسودان، إلّا أنّ لدى هذه الدُّول في الوقت نفسه بعض المخاوف من إنشاء هذا السدّ، وفي ما يأتي توضيح ذلك:[٣] الفوائد تكمن أهمّية إنشاء سَدّ النهضة لإثيوبيا في إنتاج الطاقة الكهربائيّة؛ فهو سيُساهم في إنتاج نحو 5000-6000 ميجاوات من الطاقة الكهربائيّة، وتكمن أهمّّيته لجمهوريّة السودان في التحكُّم في الفيضانات الحاصلة في نهر النيل الأزرق، كما أنّه سيُساهم في إطالة عُمر السدّ العالي، والسدود السودانيّة، من خلال تخزين الطَّمي الناتج عن نهر النيل، كما ستستفيدُ مصر أيضاً من الطاقة الكهربائيّة التي سينتجُها السدّ، بالإضافة إلى أنّ اعترافها بحقّ إثيوبيا في بناء السدّ بمُوجب الاتِّفاقية، سيجلبُ لها النَّفع، وذلك بتعهُّدات أديس أبابا بمشاركة القاهرة في إدارتها. المخاوف قد يُؤثِّر بناء السدّ في الأراضي الزراعيّة، والمناطق السكنيّة المُجاورة للسدّ؛ فقد يتسبَّب في هجرة نحو 30 ألف مواطن، وبإغراق حوالي 0.5 مليون فدّان من الأرض الزراعيّة، علماً بأنّ مخاوف كلٍّ من مصر، والسودان، تكمنُ في فُقدان كمّيات كبيرة من مياه نهر النيل (حوالي 25 مليار م³)، كما أنّ نقص مخزون المياه للسدّ العالي سيُخفِّض من إنتاجه للكهرباء بنسبة تتراوح بين 20%-40%، ويتوقَّع بعض الخبراء أنّ الخرطوم، والقاهرة ستتَّجهان نحو تقنين فترة مَلء خزّان سَدّ النهضة، لتصبح أكثر من 15 سنة.