اهمية الاعلام البيئي في المجتمع المصري
اهمية الاعلام البيئي في المجتمع المصري
بقلم/ د.رشا عبد العزيز
– تأتي أهمية الإعلام البيئي في بناء الوعي البيئي ونشر مفهوم التنمية المستدامة ليس فقط بل و نشر ثقافة الكوارث والوعي بها، وبناء قدرات التكيف لدى الإنسان لمواجهتها مواجهة عقلانية. فمع شكلة التغيرات المناخية اصبحت كل الدول في مواجهة الكوارث الطبيعية.
لذلك يحتاج الان المجتمع المصري إلى الإعلام البيئي بشكل اكبر . وهذه الحاجة ملحة ومستمرة ومتجددة ، وتزداد إلحاحاً عند ظهور مشكلة بيئية مثل التلوث وانتشار الأوبئة والآفات الزراعية وانسكابات النفط في البحار والتصحر وغيرها من المشكلات الخطيرة والتي قد تؤثر علي صحة الفرد وأمنه الغذائي .
– الإعلام البيئي، خلافاً لما يعتقد معظم الناس، انه يهدف الي إثارة الموضوعات المتعلقة بأكوام النفايات ومجاري الصرف الصحي والبناء العشوائي، ولكنه يمتد إلى مجالات الحياة كلها. فهو معني بكل الأحداث المعاصرة التي تتمثل في التلوث بجميع أشكاله . كما أن له دوراً بارزاً في تنشيط السياحة البيئية والترويج لها محلياً وعالميا.
– خلصت بعض الدراسات الي أن هناك عدداً من الدول العربية معرضة أكثر للأخطار الطبيعية. وقد صنفت هذه البلدان بالمناطق الساخنة، ما يقتضي بذل جهد أكبر لدرء هذه المخاطر عبر إجراءات احترازية تساهم فيها كل الجهات ذات العلاقة من مؤسسات حكومية، ومعاهد البحث العلمي، ورجال الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى المنظمات المختصة، مثل الشبكة العالمية للحد من الكوارث (ISDR).
لذا وجب على الدول العربية دعم الإعلام البيئي ليساهم بشكل فعال في نشر ثقافة التكيف في المجتمع.
– ويهدف الإعلام البيئي أساساً إلى حفز الجمهور للمشاركة الفعالة في رعاية البيئة من خلال دفع الناس إلى العمل الشخصي وتشجيعهم على الحوار وإيصال أرائهم إلى المسئولين
فالإعلام البيئي بدفع الجمهور إلى الانخراط في عملية التخطيط واتخاذ القرار وإن مشاركة الجمهور في الحوار البيئي تؤدي إلى تعميم الوعي البيئي للحفاظ على موارد الطبيعة كما تعطي المسئولين صورة واضحة عن اهتمامات الرأي العام.
– كما يهدف الإعلام البيئي إلى تنمية القدرات البيئية وحمايتها بما يتحقق معه تكيف اجتماعي وحيوي للمواطنين، ينتج عنه ترشيد السلوك البيئي في تعامل الإنسان مع محيطه .
– كما يهدف الإعلام البيئي إلى تنمية الوعي والمسؤولية البيئية لدى الجمهور والمسؤولين وتوجيه سلوكهم وأنشطتهم للوصول إلى حال من الوعي الكامل بالقضايا البيئية، ما يؤدي إلى تغيير في نمط حياة المجتمع وسلوكياته الضارة بالبيئة.
-كما يهدف الإعلام البيئي الي الإنذار المبكر، ورصد حدوث أي خلل بيئي، وتحريكه للرأي العام، وإسهامه في إصدار التشريعات الإيجابية التي تخص البيئة.
وسائل تنمية الوعي البيئي لدي المجتمع المصري:
أولا : ضرورة وجود مناهج دراسية للإعلام البيئي، سواء في الجامعات أم في دورات وورش عمل ترعاها وزارة البيئة، أو منظمات المجتمع المدني، وقد قمت باعداد برنامج متكامل ضمن ىسالة الماجستير لجميع طلاب الجامعات للوعي بالتشريعات البيئية فعلي كل طتلب قبل تخرجه ان يعلم ماله وما عليه نحو بيئته التي يعيش فيها وقمت باختيار طلاب الجامعات لانهم شباب المستقبل والذين بعد تخرجهم سوف يحتكون بجميع مجالات المجتمع كما انهم سوف يكونون اسرة ويكون لديهم اطفال يجب ان يربوهم تربية بيئية سليمة للمحافظة علي صحتهم ومواردهم وبالتالي مستقبلهم . فالشباب شريحة كبيرة وفعالة من شرائح المجتمع وهم رجال الغد وعدة المستقبل ولا بد أن يكون لهم دور حقيقي في التخطيط للقضايا البيئية التي تمس حياتهم.
– وتتضمن الاستراتيجية العربية للشباب في إدارة البيئة عدة محاور أهمها نشر الوعي والثقافة البيئية والذي يعد هدفاً مستمراً يركز على أهمية احترام قوانين وتشريعات البيئة مع مراكز الشباب والجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية في رفع الشعور بالانتماء إلى الوطن بحيث يشعر الشباب بأن الوطن ملكاً له حتى لا يكون التعامل مع البيئة سلبياً.
ثانيا : بالإمكان الإعلان عن جائزة سنوية للإعلاميين البيئيين عن أفضل أعمال في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لتشجيع الإعلاميين على الخوض في هذا المجال.
ثالثا: ضرورة إيجاد إعلام بيئي متخصص يستند إلى العلم والمعرفة والمعلومات، ويتطلب إيجاد المحرر الإعلامي المتخصص تخصصاً دقيقاً بالبيئة.
رابعاً: الإسهام الإعلامي في إيجاد وعي وطني بيئي يحدد السلوك، ويتعامل مع البيئة في مختلف القطاعات.
خامساً: أهمية تعاون جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات في معالجة المشكلات البيئية، وبالإمكان الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، وضرورة المشاركة في المنتديات والمؤتمرات الدولية في مجال البيئة، والاستفادة من النقاشات والتوصيات التي تنتج عنها.
سادساً: تعاون مراكز المعلومات البيئية لتزويد وسائل الإعلام المختلفة بالمعلومات الضرورية، فضلاً عن آخر الدراسات والنشاطات الاقليمية والدولية، والتعاون مع الجمعيات غير الحكومية ذات الصلة بالشأن البيئي، ووضع خطة تعاون مشترك لمواكبة نشاطاتها، خصوصاً تلك التي تتطلب حملات توعية للعمل الشعبي التطوعي والاهتمام بالبيئة المشيدة، كالآثار التاريخية والحضارية وغيرها مما ينبغي الحفاظ عليه في مجال التراث الحضاري والإنساني.
سابعاً: ضرورة وجود لجنة عليا للإعلام البيئي لرسم السياسات والخطط والبرامج، وتنظيم حملات إعلامية بيئية للمواضيع المهمة الطارئة، أو ذات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية.
– إن مشكلة البيئة في أساسها وجذورها مشكلة أخلاقية وعلاجها الحقيقي إنما يكمن في الرقي بأخلاق الناس، والعودة إلى إحياء أخلاق العدل والإحسان والرحمة والرفق والاعتدال، وغيرها من الفضائل التي فقدها الإنسان المعاصر .
– واخيرااا يجب ان يكون الاعلام البيئي مستند الي مراجع محدثة وبنوك للمعلومات فالإعلام البيئي غير المستند إلى المراجع يؤدي إلى بلبلة الرأي العام وتشويش أفكاره.