سيناريوهات الأزمة بين إيران والولايات المتحدة (تقرير)
سامية على
شهد الشهر الماضي أحداثا ساخنة، واشتعال التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، الأمر الذي كاد أن يتطور إلى حرب ضارية في المنطقة حين قامت إيران بإسقاط طائرة أمريكية دون طيار، الأسبوع الماضي.
لكن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللحظات الأخيرة عن القرار، خوفا من سقوط ضحايا مدنيين، بحسب ما ذكر في تصريحات صحفية، حال دون اشتعال الحرب، الأمر الذي أدى لسخرية البعض من القرار الأمريكي والذي اعتبره مراقبون وخبراء إضعافا لمكانة الولايات المتحدة في المجتمع الدولي حيث لا تلوح في الأفق أي بوادر انفراجه في الأزمة، في ظل التلاسن واستمرار لهجة التصعيد بين البلدين.
عدد من الخبراء استعرضوا في تصريحات لـ«المصري اليوم»، السيناريوهات المتوقعة لإدارة الأزمة بين البلدين، حيث رجح البعض إمكانية عودة الطرفين لطاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، في المقابل رأي البعض أن النظام الإيراني يعول على تغيير القيادة السياسية في الولايات المتحدة، في المقابل استبعد البعض إمكانية نشوب حرب شاملة بين الطرفين.
محمد حامد، الخبير في العلاقات الدولية، يقول: «لا أتوقع جديدا في الأزمة بين إيران والولايات المتحدة سوى التصريحات والتصريحات المتبادلة».
وأضاف في حديثه لـ«المصري اليوم»: «لا توجد نية حقيقية للطرفين للتفاوض في الوقت الراهن» معللا بأنه لا توجد مؤشرات تدل على أن الرئيس ترامب سيقوم بعمل عسكري أو تفاوضي»، وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن إيران لن تتفاوض مع إدارة ترامب الحالية، وأن إيران تريد تجاوز الأحداث، وتعول على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، التي قد تغير الإدارة الأمريكية.
الأمر نفسه يستبعده هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد، قائلا: «في ظل المعطيات السياسية الحالية من الصعب العودة لطاولة المفاوضات»، وأضاف: «على الرغم من أن لغة الحوار مطروحة من جانب الطرف الأمريكي، وأن الحكومة الإيرانية ورئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني لديهم ميول للجلوس، لكن المرشد الإيراني على خامنئي ليس لديه رغبة للتفاوض مع الولايات المتحدة».
وتابع مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد، حديثه قائلاً: «المواضيع محل المراجعة في الاتفاق النووي عليها خلاف فمن جانب الولايات المتحدة تريد تضمين ملف الصواريخ الباليستية ودعم إيران للجماعات الإرهابية، في المقابل دول تريد الخليج تغيير سياسة إيران الشاملة»، وتوقع البقلي استمرار سياسة العقوبات من الرئيس ترامب، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لحشد دول ضد إيران، لإجبارهم على الجلوس على الطاولة.
كان قد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاتنين، حزمة جديدة من العقوبات على إيران تستهدف مسؤولين بارزين على رأسهم المرشد الأعلى في إيران آية الله على خامنئي، ردا على حادث الطائرة.
على عاطف، الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، يقول: «إن النظام الإيراني من المتوقع أن يتعرض لعقوبات أشد خلال الفترة القادمة بسبب سلوكياته».
وأضاف: «العديد من التقارير الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أثبتت مسؤولية إيران عن أحداث استهداف ناقلات النفط في الخليج العربي» موضحاً أن هذا يضع النظام الإيراني في مواجهة مع دول العلم، حيث إن الخليج العربي يُعد ممراً دولياً تحكمه اتفاقيات دولية، حيث يمر عبر مضيق هرمز ممرٌ حوالي 40% من الإنتاج العالمي من النفط.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني إلى أن العقوبات الأمريكية سيكون لديها بالغ الأثر في سياسات النظام الإيراني من معدلات التضخم، الفقر، والبطالة في إيران إلى معدلات كبيرة للغاية ولا يستطيع النظام الإيراني تلبية الحاجات الأساسية اليومية للمواطنين بالداخل، بل إن العديد من الشركات الإيرانية لا تستطيع دفع رواتب موظفيها.
مجدداً، يكمل هشام البقلي مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد حديثه ويطرح سيناريو آخر يتمثل في ضربات عسكرية محدودة من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتبناه أعضاء الكونجرس الأمريكي، لرفع أسهمهم في الانتخابات الأمريكية، ولفت «البقلي» إلى أنه لن يتم تنفيذ هذا السيناريو إلا في حالة استمرار التحركات الإيرانية العسكرية التي تهدد المصالح الأمريكية، السيناريو الأخير يستبعده «البقلي» وهو اجتياح عسكري شامل معللا بأن سياسة ترامب لا تريد الدخول في صدامات عسكرية خارج أمريكا.
وأضاف أن هذا السيناريو لا تتعدى نسبة تحقيقه الـ1%، خاصة أن أمريكا لا تريد إسقاط النظام الإيراني، وتابع البقلي: «الجميع يعلم عواقب الحرب، لافتا إلى أن الحرب ضد إيران ستكون لها عواقب اقتصادية متمثلة في ارتفاع أسعار النفط، الأمر الذي لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة».