وللكورونا حسابات كثيرة…!!
كتبت/فيروز نبيل
وللكورونا حسابات كثيرة…!!
سؤال رئيسي يطرح نفسه بشدة هذه الأيام وماذا بعد كورونا؟ وللإجابة عنه يجب الإجابة أولا على عدة أسئلة فرعية ألا وهي:-
هل خريطة القوى السياسية والاقتصادية العالمية ما قبل كورونا سوف تظل كما هى إلى ما بعد كورونا؟
هل ترتيب المهن من حيث أهميتها المادية ومكانتها الاجتماعية ما قبل كورونا سيظل كما هو فيما بعد كورونا؟
هل الإنسان وأفكاره ومعتقداته واهتماماته ما قبل كورونا مثل ما بعد كورونا؟
والإجابة بالطبع لا
فبنظرة سريعة على ما يحدث الآن نرى القوى العظمى التى كنا ننظر اليهم نظرة انبهار وخوف احيانا لأنهم يملكون كل المقومات التى تجعلهم فى مقدمة خريطة القوى السياسية والإقتصادية كالثروات والعلم والثقافة والتحضر نراهم الآن عاجزين تمامًا عن احتواء الأزمة فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما تملك من رؤؤس أموال وإمكانيات علمية وطبية جبارة لا تستطيع السيطرة على فيروس ضعيف لا يُرى بالعين المجردة ونراها تفتح أبوابها لكل الأطباء المتطوعين من كل الدول بما فيها دول العالم الثالث التى كانت تعتبرهم بالماضي أقل علما وثقافة ووعي والآن تحتاج اليهم و بشدة لاستيعاب تلك الأزمة التى تمر بها وفى نفس الوقت نرى دولة مثل مصر تصنف من دول العالم الثالث و ما زالت تقوم ببناء اقتصادها ومؤسساتها بعد سنوات عجاف مرت عليها من ثورات وتقلبات وانهيار اقتصادي وغيره ، تقف فى مجابهة الأزمة بكل قوة وحسم وتستطيع السيطرة على هذا الفيروس اللعين وذلك بفضل الله أولا و حكمة ورزانة قيادتها السياسية بقيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى أثبت للعالم اجمع أن للإنسان المصري قيمه كبيرة تفوق قيمة الإنسان فى كثير من الدول العظمى و التى كانت تَدعى المثالية وتنادى بحقوق الإنسان وفى وقت الأزمة ظهرت عكس ذلك تماما ولا نُنكر ايضا فضل الأداء المتميز والرشيد لحكومة مصر برئاسة رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي الذى أدار الأزمة بإحترافية كامله وحث جميع وزارته على التكاتف والتكامل للعبور من هذه المحنه ولا ننكر ابدا الفضل الكبير لجيش مصر الأبيض وهم فى الحقيقه الجنود الرئيسين فى هذه المعركة متمثلين فى الأطباء والممرضين وكل العاملين بالمجال الطبي ولا ننسى ايضا دور الجيش والشرطة فى الحفاظ على حياة المواطنين وتنفيذ تعليمات القيادة السياسية بكل حزم.
فالحقيقه اثبتت مصر للعالم اجمع انها دوله كبيرة تملك كل المقومات التى تؤهلها قريبا جدا للوصول لصفوف الدول العظمى وسوف تحتل ترتيب متقدم جدا على خريطة القوى السياسية والإقتصادية العالمية فى السنوات القليلة القادمة فيما بعد كورونا
فمن ميزات هذه المحنة أن الله كشف لنا حقيقة الأمور وأن الأسود التى طالما خشيناها متمثله فى صورة بعض الدول التى كانت تدعى انها تقود العالم ما هى الا كذبة كبيرة كشفها لنا فيروس ضعيف وأدركنا أننا لسنا دولة صغيره او ضعيفة كما كنا نظن بل أننا من أعظم الدول وذلك بفضل إيماننا بالله ووحدتنا وانتمائنا لبلدنا وتكاتفنا دائما بوقت الأزمات، فى الحقيقة اثبتنا للعالم اجمع أننا أقوى مما ظنوا واننا قادمون وبقوة الفترة المقبلة ان شاء الله .
اذا نستنتج مما سبق ان ترتيب الدول على خريطة القوى السياسية والإقتصادية سوف يتغير فيما بعد كورونا فسوف تصعد دول وتهبط دول أخرى لطالما تصدرت الصفوف الأولى.
وفيما يخص العلماء والأطباء فمن الأن فصاعدا سوف يكون لهم الكلمة الأولى والمكانة الأولى دائما لأننا ادركنا من خلال هذه المحنه قيمة العلم والعلماء والبحث العلمي فبعد ان كنا نتابع بالماضي ماتشات الكورة ونلهث وراء أخبار الفنانين وننتظر احدث الاعمال السينمائية اصبحنا الأن نتابع بشغف شديد تجارب العلماء على مستوى العالم أجمع لإكتشاف علاج فعال لهذا الفيروس ونلهث وراء اى اكتشافات طبيه جديدة ونتابع فيديوهات التوعية الطبية واصبح العلماء والأطباء هم نجوم هذا العصر وأدركنا أن الجيش الطبي لا يقل أهمية عن الجيش الوطني لأي دوله لذا يجب أن نهتم بالعلماء ونعطيهم المكانه التى يستحقونها سواء ادبيا او ماديا يجب ان يصبحوا هم فقط نمبر وان وليس غيرهم فمع احترامنا الكامل لكل المهن التى لطالما تصدرت المشهد الا أن الصدارة فى الفترة المقبلة لم ولن تكون الا للعلم والعلماء فقط .
وفيما يتعلق بالتغيير على المستوى الإنساني أعتقد أننا جميعا سوف ندرك قيمة النعم التى اعتادنا على وجودها ولم نقدرها حق قدرها سوف نشكر الله فى كل وقت على نعمة الصحة ونعمة الأمان ونعمة الحرية وغيرها من النعم الكثيرة التى لم نشعر بها ونحن نملكها وأدركنا قيمتها جيدًا عندما فقدناها سوف يدرك الأنسان أهمية التكاتف والتراحم وأننا جميعا بسفينة واحدة نريد أن نصل بها لبر الأمان سوف يصبح الأنسان أكثر ايجابية لأنه ادرك ان له دور كبير فى إدارة أى أزمة وأدرك أيضا أن الرزق لا يتمثل فى المال فقط بل فى الصحة والأمان أيضًا.
لذا أعزائي أدعوكم للتحلى بالصبر قليلا فقريبًا جدا سوف تنتهى هذه الأزمة بأمر الله تعالى وسوف يتغير العالم للأفضل والفضل كل الفضل لفيروس كورونا،. حقا وللكورونا حسابات أخرى