وداعاً مصر الجديدة.
عماد رياض
تأسست مصر الجديدة علي يد المهندس المعماري البلجيكي المحب لمصر 1906 البارون هو و من ساندوه في هذا الوقت من السادة الداكترة في العمارة امثال د.فهيم رياض ، انطوان باكه ، الياس توفيق و غيرهم و سموها بهليوبلس اي مدينة الشمس. اراد البارون جعلها حي ذو طابع خاص طابع معماري بلجيكي مميز ادخل اليها خمس خطوط للمترو لربطها بالمناطق المختلفة.
حافظ المصممون علي التدرج الهرمي لتخطيط الشوارع من حيث العروض للشوارع طبقاً للحركة المتوقعة و مستوي الشارع من مفهوم المخططون كما حافظ علي الطابع المعماري و هوطابع بيئي و الارتفاعات التي تتناسب مع التصميم المعماري و مدي ملاءمته و شبكة المرافق و المطر التي تتناسب معهم.
و صحي ساكني مصر الجديدة بتخطيط ناسف لكل ذلك بدءاً من اول رفع خطوط المترو مع العلم ان المترو ذو الطابع المعماري الفريد كان من السهل تطويره بعربات جديدة بتقليل عدد المحطات و زيادة سرعته، حفر انفاق مكانه و استخدامه كمسار لمترو الانفاق و لكن اذ نفاجئ بالقرار برفع شبكات المترو و الاستغناء عن شبكة تقدر بالمليارات دون تمييز!!
متعللاً بتوسعة الشوارع و هل الشوارع يمكن توسعتها حتي تصبح محاور مرورية تربط مدن ببعض هل هذا معقول!!؟؟
كيف يا سادة ان يصبح محاور مرورية اقليمية داخل حي سكني تصل الي 5 و 6 حارات في كل اتجاه و امام مدرسة عريقة للاطفال في سن السادسة اعوام ؟؟!! و كذلك امام محطة مترو للانفاق – ميدان المدرسة الانجليذي احد العلامات المتميزة العريقة في شارع ابو بكر الصديق فهل هذا معقول.
نجد بعض الحلول التخطيطية ذات الظروف المماثلة بالرغم من افتقارها لطابع معماري يميزها انها حافظت علي التدررج الهرمي للشوارع وعند انشاءها للكباري اقامتها متصله و ليس فقط لعبور الميادين المذدحمة مما يحول الي الشوارع المتوسطة العروض الي محاور اقليمية – مثال ذلك مدينة بانكوك التي اقامت شبكة من الانفاق للمترو و شبكة من الكباري العلوية الملتحمة تكاد تكون كوبري واحد يربط المدينة ببعض دون المثاث بالشوارع اسفلها للحركة الهادئة و حركة المشاه ووسائل الانتقال مثال الاتوبيسات و التاكسي و الملاكي الذي ظل كما هو في الاسفل.و قد حافظ علي خصوصية كل حي و لم يحول الاحياء الي محاور اقليمية بل اعتمد علي الكوبري العلوي انه مار بالشوارع الرئيسية دون المثاث بالاحياء السكنية و السياحية.
هل كل ما تراء لكم هو انشاء مجموعة من الكباري و اقتلاع المسطاحات الخضراء التي تتوسط الشوارع و اقتلاع شبكة المترو ذو الطابع المعماري و البصري لمصر الجديدة لكي تتحول الي محاور مرورية الي كل بقاع الارض .
فهل من التخطيط السليم ان نشرح الحي السكني بمجموعة من المحاور ، فهل من المنطقي ان اصل مدخل القاهرة الشرقي ” طريق السويس” بمحور ابو بكر الصديق لكي يصل الي مدخل ميدان المطرية ثم لاحقاً الدائري هل نحول مصر الجديدة الي معبر او محور و هل من المعقول ما نراه الان من توك توك يجول الشوارع بلا رقيب قادماً من الكيلو 4.5 و المطرية !!
هل المطلوب هو تشريح مصر الجديدة الي مجموعة من المحاور الاقليمية و هي محور فريد سميكة، محور ابي بكر الصديق متصلا بالمدخل الشرقي “طريق السويس ” “ميدان المطرية – مطلع مستطرد” ، محور الحجاز، محور المرغني ، محور عثمان بن عفان، محور النزهة، محور الثورة …
و هل تغافل المصمم حركة المشاه في تلك المناطق و هل تم دراسة اعداد المشاه و عابري الطريق و اماكن العبور لتلك المحاور الاقليمية طبقاً لاحتياجاتهم اليومية و التوزيع الجغرافي لأستخدامات الحي و مدي ترابطه او استقلاليتة اجزاء منه؟؟
هل عملية انشاء انفاق للمشاه مثل انفاق كورنيش الاسكندرية، انفاق باريس، برشلونا، … تصعب علينا و هل هي اكثر من اقل حقوق ساكني مصر الجديدة الذي سلب خصوصيتهم في ضحية يوم؟
فعلي سبيل المثال و ليس الحصر منطقة هارون الرشيد و هي المنطقة الخدمية لمصر الجديدة و ترابطها بمحطه مترو الانفاق و المدرسة الانجليزي ذات رياض الاطفال و المرحلة الابتدائية فهل من المعقول اغفال المصمم لعمل نفق حضاري او كوبري ذات طراز معماري يليق بالحي السكني ، فهل من المنطقي ان نتركها بدون حل جزري لثلاثون حالة الوفاه حتي الان!
هل من المنطقي عبور محور فريد سميكة امام الكلية الحربية او امام استاد نادي الشمس !!
هل من المنطقي عبور محور المرغني !! هل من المنطقة عبور عمر بن الخطاب امام منطقة المطاعم بالماظة !! محور الثورة !!
فهل من المنطقي لحل ازمة المرور و المشاه اننا نقوم بعمل ردارات و لجان في محور ابي بكر الصديق و محور الثورة لتقليل الحوادث فهل نصلح خطأ بخطأ؟؟
هل من المعقول ازالة 90 فدان حدائق لعمل كتل خراسانية !! هل اننا بالفعل نغفل اهمية المسطحات الخضراء في حياتنا!!
و هل زراعة بعض جوانب الكباري و الاعمدة عند التقاطعات الرئيسية يعد بديل كاف؟؟!!
و هل نثق في الصيانات لتلك العمارة الرأسية الخضراء لجوانب الكباري؟؟!! تعالوا نري الآن الحالة بعد مضي ثلاثة شهور فقط متيبسة و في طريقة الي التلف التام فها هي اعمال الصيانة و الري في مصر للاسف يا سادة و خصوصا مع الجهات الحكومية.
و لتاتي الفاجعة في بناء اكشاك اسفل الكباري و المحلات لخلق كل ما هو اعاقة للسيولة و كل ما هو مخلفات نتيجة تلك الاكشاك، معذرا لاجل اي توصيات او دراسات لمحاولة الاستفادة من المناطق اسفل الكباري الا لجلب المصاري دون وعي.
و كيف نقرر ازالة كافة السيارات من المحاور المستجدة دون فتح الجراجات المغلقة او ايجاد حلول اخري فما الوسيلة لركن السيارات اسفل العمارت فهل وجب علي قاطني تلك المحاور ركن السيارات علي بعد 15 دقيقة علي الاقل !!
فاذا اخذنا بعين الاعنبار و الدراسة و المتابعة بعد اذالة السيارات من محور فريد سميكة هو ركن السيارات في الشوارع الجانبية صف ثاني و غلق كافة الدورانات و الركن فوق الارصفة و ذلك لعدم وجود اماكن جراجات اسفل العمارات و التي محولة الي مخاذن ان وجدت و احيانا محلات تجارية او مخاذن لها.
فهل يصعب علينا ان نستغل طاقات الشباب المبتكر في كليات الفنون الجميلة و الهندسات لحل تلك التقاطعات اسفل الكباري و المحاور و خلافه…
هل من المعقول ان الشوارع التي تم تصميمها و تنفيذها من اكثر من مائه عام تكون شبكة الصرف للمطر مدروسة بوعي هندسي اكثر من مثيلتها الآن و هل نغفل في ايامنا هذه عمل شبكة للصرف؟! فاننا امام كارثة بكل جوانبها ان كارثة الاعصار كان له اعظم التاثير علي الشوارع الجديدة فقط.
هل من المنطقي ان نجد مجموعة من المحلات و الكافيهات الجديدة في محور مستشفي مصر الطيران و ميدان الجلاء دون الاخذ في الاعتبار بتوفير مكان للركن او حرم خاص!! فهل المقصود توسعة الشوارع لكي نعيد ملئها ثانياً؟؟ فمن السهل اجبار الاحياء لهم اما بتوفير جراجات اسفل الارض اما نوفر خط تنظيم للخلف..
فهل من الصعب توفير اماكن لانظمة الجراجات الميكانيكية و توضع في بعض الساحات بشكل جمالي لائق مثال سور الكلية الحربية مع دراستها بصريا و تصميمها بشكل لاءق دون المساس بالجانب الامني، منطقة مستشفي مصر الطيران ، منطقة محور ابو بكرالصديق او سور نادي النصر، فهل من الصعب عمل تلك الجراجات علي اسوار النوادي و هي تتوسط جغرافيا مصر الجديدة مما يسهل انتشال تلك السيارات المتناثرة في الشوارع دون جراجات لها، و من السهل طرح تلك الجراجات بنظام ال BOT
هل من الصعب تكليف الطلبة و اساتذتهم بدراسة كل محور علي حدي كمشروع تخرج و ذكر اسماءهم عليهم و اعطاءهم جوائز مالية.
هل من الصعب تغير قانون البناء و تعديله لعمل جراج من دورين او ثلاثة اسفل العقارات الجديدة بحيث نوفر ساحات للركن بنظام الساعة.
هل من الصعب الاراضي الفضاء المتروكة للتسقيع حتي الآن ان نجبر اصحابها الي تحويلها الي مشاريع جراجات متعددة الطوابق.
هل من الصعب دراسة شبكة كباري مشاه يتم تصنيعها من الحديد سابق التتجهيز و يتم تركيبها علي تلك المحاور مع الاخذ في الاعتبار تصميمها ذات سلالم متحركة مراعيا الحالة الصحية و المعل العمري لساكني تلك المنطقة و هو اقل حقوقهم بعد تدمير الحي السكني الراقي لهم.
هل من الصعب اعادة تنمية ما تبقي من حدائق للشوارع الداخلية و طرحها كمثابقات للطلبة ايضا للعملية التثميمة مع مراعاة تصميمها بشكل يصعب التعدي عليها و سهولة الصيانة و ذات التصميم المستدام، اعادة دراسة اسوار النوادي و خلافه من منشأت ذات اسوار طويلة من هدم اجزاء منها و عمل مجموعة من الخلخلة الفراغية و البصرية لأعادة التوازن التخطيطي و البصري حتي لو علي سبيل التعويض سمح لهم بعمل محموعة من المحال التجارية كنوع من التعويض المادي لما فقدوه من الملكية الخاصة مع دراسة وافية لتوفيرها لاماكن للركن في تلك الحالة.
أما عن الاكشاك اسفل الكباري فسرعة اذالتها و التفكير في حلول بديلة اواستغلالها كجراجات.
أما عن التقاطعات و حركتي المشاه و السيارات فيجب اعادة دراستها و معرفة حركة ساكني الحي نفسه و حركة عابري الحي من الخارج.
تغافل ايضا المصمم توفير اماكن لمواقف الاتوبيسات و الميكروباصات التي تعد وسيلة المواصلات الاولي بتلك المنطقة و تغافل ايضا مواقف صغيرة للتاكسي علي غرار الدول المتحضرة التي تمنع التاكسي من الوقوف الي في منطقة مخصصة في الشارع للوقوف للنزول و الركوب و عادة تاتي في تصميم الارصفة في المحاور المرورية الكبيرة.
أما عن الاسوار الخاصة بالكلية الحربية و اسوار النوادي فيمكن التفكير في استغلالها بصريا و جماليا غلي غرار كورنيش الاسكندرية من عمل بعض الجداريات و يمكن تخصيص بعض الاجزاء كماطق عامة يتم طرحها للعامة للرسم عليها و هو ما تم التوصية به في الدراسات الخاصة بتصميم الفراغات العمرانية الخاصة للاحياء السكنية في رسائل الماجستر الخاصة بالتخطيط العمراني في جامعة القاهرة من 2008.
يمكن استغلال تلك المحاور لعابري الحي من الخارج ان يكون باجرة تحصل منه عن طريق ملصق علي الزجاج يتم شحنه شهريا مثلا و يكون العائد لتنمية حي مصر الجديدة و تكون طبقا لبيانات المركبة لا اجر لسيارات النزهة و مصر الجديدة مثلاً و هذا ليس من الصعب تنفيذه حيث اغلب سيارات مصر الجديدة لديها الملصق الالكتروني علي الزجاج و عليه كافة بيانات السيارة بالفعل.
ارجو مراجعة تلك النقاط السابقة التي تم اغفالها بواسطة المصمم نتيجة السرعة المبالغ فيها و عدم وجود دراسات احصائية مكتملة لأتخاذ القرارات ، فاننا نطالب بدراسة وافية لانقاذ ارقي احياء القاهرة.