انت عدوك اللدود
أنت عدوك اللدود
مهندس / محمد جمال البابلى
يشكو الإنسان من المجتمع حوله وأن لا شئ يعوقه عن تحقيق السعادة والتقدم والنجاح سوى الآخرين .. فهو يشعر بإستمرار أنه الوحيد الكامل .. بينما العيوب والأخطاء نابعة من الآخرين لأنهم السبب فى كل المشكلات .. المدهش فى الأمر أن القليل من الناس هم من يلاحظون أن متاعبهم فى الحياة نابعة من داخلهم وأنهم هم أعداد أنفسهم وهم وحدهم المسؤولون عما يحدث لهم.
إذا كنت من الغالبية الجاهلة بنفسها، فعليك أن تعرف أن معظم المشكلات التى تقع فيها لأسباب داخلية. وإذا كنت لا تصدق هذا إليك بعض التصرفات المدمرة للذات التى يفعلها معظمنا – إن لم يكن كلها – وأسباب قيامه بها.
لاشك أن تأنيب الضمير والإحساس بالذنب يميز الإنسان عن الحيوان .. فالتمتع بالمقدار الصحى من هذه الصفة يجعل النفس البشرية تنتبه لأخطائها ، فى تضئ اللون الأحمر بداخلنا عندما نتجاوز خط المبادئ والقيم والأخلاق المتعارف عليها. لكن عندما تظهر مشكلات مثل القلق والتوتر وتزعزع الثقة بالنفس. ويسير علماء النفس إلى أن الإنسان الذى يؤنب نفسه بإستمرار للأسباب التالية:
• يعتقد الإنسان أن البكاء على اللبن المسكوب وتأنيب الذات يطران النفس من أخطائها وذلك فى محاولة فاشلة لمسامحة نفسه.
• يفضل بعض الناس البكاء على الماضى بدلاً من المضى قدماً .. فالماضى فى إعتقادهم بكل مساوئه أفضل لأنه معروف ومضمون بعكس المستقبل الغامض.
• يؤنب الأنسان نفسه بإستمرار حتى يسبق الآخرين فلا يصبح عرضة لإنتقادهم وتأنيبهم.
الخوف من الفشل يلجم الإنسان ويجعله عاجزاً عن إتخاذ أى قرارات صائبة ، فيبدأ فى تعظيم الخسائر والآلام المتوقعة وتحقير المكاسب المحتملة .. حتى يمتنع عن الإقدام والإلتزام .
أنت الوحيد القادر على تقييم نفسك وتحكم على نفسك بالمعيار الصحيح لأنك لن تخدعها مهما حاولت ، حيث يظن بعض الناس أن إكتساب الثقة بالنفس وتقدير الذات منبعه الأوحد هو الآخرون.
لاتترك الآخرين يحركونك مهما كان لابد أن تكون الفعل وليس رد الفعل ، الغريب فى الأمر أن الكثير من الناس يشعر بالراحة عندما يتنازل عن حريته وإرادته. وذلك لأن من وجه نظرهم أن تحمل مسئولية أفعالنا يتطلب شجاعة نادرة لا يتحلى بها إلا قلة من البشر.
إذا قارنت نفسك بأى شخص فى هذا العالم ، لن تجنى شيئاً سوى إهانتها .. فنيران المقارنة لن تحرق سواك.
إساءة ترتيب الأوليات يؤدى إلى الفشل وتضييع الوقت والجهد المبذول على تنفيذ الأهداف قصيرة المدى بدلاً من الأهداف الحقيقية الأكثر أهمية وفائدة.
يتعرض الإنسان لمواقف يحتاج فيها إلى التعبير عن رفضه بشكل حاسم إلا أنه لا يفعل ذلك لأنه لا يريد أن يفقد حب من حوله ، فنحن نحاول فعل مايريده الآخرين لا ما نريده نحن، وعندما تسوء الأمور نلومهم على خطأ ليس خطأهم فى المقام الأول.
نحن نخدع أنفسنا ونوهمها بأننا نحب من أمامنا لذلك نعطى وعندما لا يعاملنا الآخرون بهذا المثل نشعر بالإحباط، فيجب ان لا نخلط بين مفهومى “حب الآخرين” و”إسعاد الآخرين” .. فالحب ليس من الضرورة أن تسعد من حولك بصفة مستمرة دو مراعاة مشاعرك وإحتياجاتك الشخصية.
غالباً ما يستخدم الإنسان عينه ليرى عيوب الآخرين فيتغاضى عن عيوبه التى يحتاج إلى رؤيتها بوضوح لتحسين ذاته وإصلاح أخطائه ، وتحقيق أحلامه.
وأخيرا … أغلب الناس يعيشون ويموتون دون إستغلال – أو حتى معرفة – إمكاناتهم ومواهبهم.