فوضى الأعلام .. وكتاب الكوبي بيست
بقلم : طارق فتحي السعدنى
العمل في مجال الإعلام بمختلف وسائله ” مطبوع .. مرئى .. مسموع ” ليس امرأ سهلا ولا هينا وإنما يحتاج الى التعليم والتعلم وتكوين مخزون كبير جدا من الثقافة المنوعة والإلمام بتفاصيل وإحداث كثيرة حتى يستطيع الصحفي التمييز بين النافع والضار وبين الغث والسمين وبين السلبي والايجابي وكيفية التعامل مع الخبر وطرح وعرض المواضيع والقضايا الوطنية وغيرها .
فمن المؤلم أن نرئ بهذه المرحلة التاريخية الصعبة التى تمر بها الأمة , الكثير من أنتهازيي هذه المرحلة الصعبة , الكثير من المتطفلين على المواقع الالكترونية ألإخبارية والصحف اليومية بحجة أنهم كتاب رأي ,
من المؤسف أن شهدت الأوانة الأخيرة بعد ثورتى يناير ويونيو تزايد من الصحف والمواقع الالكترونية الخاصة التى تضع نصب أعينها مصالح ملاكها على حساب مصلحة الوطن ..
ونرى البعض قد لاينظر للمهنية ويقوم بطرد هذه الفئة بحجة أنهم لا ينصاعون لأوامرهم أو لطلباتهم التى تكون فى مجملها غير مهنية وغير شفافة وتفتقد المصداقية من أجل المحاباة لأشخاص نفوسها ضعيفة , وهم بالحقيقة على النقيض من كل ذلك ,فهم يسعون من خلال ذلك الى الوصول الى قمم الشهرة آلاعلامية وعلى اكتاف غيرهم ,
لا يجوز إن يكون العمل الصحفي مشاعا لكل من يعتقد بأنه وسيلة لتحقيق الكسب السهل والسريع ، ومن الضروري ضبط وتنظيم العمل في مهنة الصحافة والإعلام وليس مهما العدد بقدر أهمية المنتج الإعلامي بشكل عام في جميع الوسائل الإعلامية على اختلاف أنواعها وتوجهاتها.
هناك بعض الأشخاص الذين اقتحموا المهنة لا يتورعون عن زج إخبار وإحداث حصلت بالكوبى بيست (النسخ) ، ناهيك عن أساليب الابتزاز والاستفزاز لبعض المؤسسات والإفراد لانتزاع مواد إعلانية منها.
وللأسف فهناك اليوم الكثير من هؤلاء يطلون علينا بشكل يومي من خلال الصحف أو المواقع الالكترونية ,أو مدونات شخصية ,وينشرون من الأخبار و من الكلام أجمله,و تحليل وبدون سابق أنظار نراهم فجاءه يصعدون إلى مصعد الشهرة وبسرعة فائقة لانظير لها,,وكل ذلك بفضل سياسة “الكوبي بيست “,فهؤلاء يعمدون إلى تنميق وجمع أخبارهم من خلال سياسة القص واللصق من هنا وهناك حتى يظهر الخبر كأنما حصل عليه ويقدمه بصورة مكتملة جدا بعين وفكر كل من يقرأها,
واذكر هنا أن أحد الممارسين لهذه المهنة السمية و ألذي يسميه البعض ويلقبه بصفة” الصحفى الكبير ” ومن الملاحظ انه دائم الظهور على أحد المواقع الالكترونية , قد قام بسرقة الأخبار من مواقع أخرى وينسبها لنفسه والغريب بألا مر أن هذا الكاتب الكبير لم يقم حتى بتغيير وتبديل ثنايا الخبر ,,بل اكتفى احيانا فقط بتغيير عنوان الخبر أو الصورة ,,ويقوم بنشره ووضع أسمه عليه وكأنه صاحب الخبر والغريب أنه بالخبر المسروق أصلا يحقق شهرة واسعة وتناقلته الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة,والغريب بألا مر انه للان الكثير من هذه الأشخاص ملئت وسائل الإعلام بمختلف إشكالها وألوانها
إن الجسم الصحفي مطالب بالدفاع عن مهنة الصحافة والإعلام وحمايتها من المتطفلين وعدم السماح لغير المتعلمين والدارسين ممارستها والعمل بها ،ولا يجوز إن يكون العمل الأعلامى مفتوحا دون ضوابط تحكم هذا العمل وتنظمه .
حالة من الإرباك تسود المنتج الأعلامى بسبب كثرة الوسائل الإعلامية وتعدد ألوانها واختلاف مستوياتها وأدائها وصعوبة مراقبتها وتصويب أوضاعها وتوجيهها مهنيا بالشكل الذي يليق بالعمل الصحفي الصحيح والجاد.إن الازدحام يعيق الحركة والفوضى تفشل العمل ، والصحافة ليست لباسا يمكن تفصيله على جميع المقاسات ،صحيح إن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أتاحت المجال لكل شخص إن يكون صحفيا ،لكن العبرة في النتائج
فإن تقمص الصحافة والإعلام ومحاولة التقليد الصحفي أيضا باتت تجارة فاشلة لان الصحافة علم ودراسة ومعرفة وثقافة ودراية وخبرة وكفاءة وقدرات جامعة وشاملة وتعب وجهد ومصداقية وموضوعية ،