يوم البيئة العالمى
التنوع البيولوجى (حان وقت الطبيعة)
مهندس محمد جمال البابلى
لقد صدق من قال أن الإنسان بدأ حياته على الأرض وهو يحاول أن يحمي نفسه من غوائل الطبيعة وانتهي به الأمر بعد آلاف السنين وهو يحاول أن يحمى الطبيعة من نفسه.
لم تعد البيئة فى عالمناً المعاصر ترفاً أو تحتل مكاناً متأخراً فى قائمة أولوليات حياتنا، بل أصبحت تحدياً كبيراً يستلزم تضافر كافة الجهود الحكومية الرسمية والشعبية لإعادة صياغة منظومة متكاملة تسمح للأجيال الحالية بالحصول على حقوقها الطبيعية فى التنمية المستدامة وكذلك الحفاظ على هذه الموارد والثروات للأجيال القادمة.
ويمكن تعريف البيئة بأنها كل الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة: الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم.
كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقائنا في هذا العالم الصغير والتى نتعامل معها بشكل دورى.
والتلوث هو إضافة الإنسان لمواد أو أشكال للطاقة إلى البيئة بكمية يمكن أن تؤدى إلى أحداث نتائج ضارة ينجم عنها إلحاق الأذى بالموارد الحية أو بصحة الإنسان أو تعيق بعض أوجه النشاط الإنساني أو تؤثر علي عناصر الطبيعة من أرض وماء وهواء بما يقلل من إمكانيتها .
وقد تضمنت إحدى وثائق مؤتمر استكهولم ما يلى “تؤدي النشاطات الإنسانية بطريقة حتمية إلى إضافة مواد ومصادر للطاقة إلى البيئة علي نحو يتزايد يوما بعد يوم وحينما تؤدي تلك المواد أو تلك الطاقة إلى تعريض صحة الإنسان ورفاهيته وموارده للخطر أو يحتمل أن تؤدي إلى ذلك مباشرة أو بطريقة غير مباشرة فأننا نكون بصدد تلوث” .
فالتلوث كلمة ذات معني عام وهى تعنى ظهور شئ ما في مكان غير مناسب وغير مرغوب فيه بالرغم من أن هذا الشيئ قد يكون مرغوباً فيه إذا وجد في مكان آخر، ومما لا شك فيه إن الإنسان هو العامل الأساسى والمصدر الرئيسى للتلوث ، والعنصر الوحيد القادر على إحداث التغير البيئى والإخلال بالتوازن الأيكولوجى الطبيعى ، فعلاقة الإنسان بالبيئة علاقة إعتمادية فهو يتأثر بها ويؤثر فيها.
وقد نص دستور جمهورية مصر العربية على أن لكل شخص الحق فى بيئة صحية سليمة وحمايتها واجب وطنى ، وتلتزم الدولة بإتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها وعدم الإضرار بها ، والإستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها.
في عام 1972، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 يونيه يوماً عالمياً للبيئة وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية. كما صدقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة. إن يوم البيئة العالمي الذي نحتفل به كل عام في 5 يونيه، يشكل إحدى الوسائل الرئيسية لشحذ الوعي البيئي، وتعزيز الاهتمام والعمل على نطاق عالمي. وشعار هذا العام 2020 هو التنوع البيولوجى (حان وقت الطبيعة).
كولومبيا ستستضيف يوم البيئة العالمي لعام 2020 مع التركيز على موضوع التنوع البيولوجي
وقد تم الاعلان عن ذلك فى أواخر ديسمبر 2019 حيث أعلنت كولومبيا انها ستستضيف يوم البيئة العالمي لعام 2020 بالشراكة مع ألمانيا وأنها ستركز على التنوع البيولوجي .
في يوم البيئة العالمي لعام 2020، الجميع مدعو لمشاركة (حان وقت الطبيعة). حيث إن الطبيعة على وشك الانهيار، ومن المرجح أن يختفي مليون نوع من الحيوانات والنباتات – في القريب العاجل فكن جزءًا من الحل وانضم إلينا.
إنشروا المعرفة، وبخاصة بين الأطفال والشباب، فهم قادة المستقبل في الحفاظ على الحياة ، ولهم حقا في أن يعيشوا مستقبلاً يصبغ العلاقة بين البشر والحياة البرية بصبغة الوئام.