راح يصطاد اصطادوه
بقلم/احمد مصطفي
وأنا المعروف باتزانى وأدبى. أفقد كل سيطرة على نفسى .ورايتنى لشدة دهشتى أتى بحركات وتصرفات لا تصدر إلا عن أطفال أو مجانين . حاولت أن أستعين برشوة الخدم فضحكوا منى. تصديت لها فى الطريق . ألقيت أمامها رسائلى . تتبعتها كظلها . كل هذا وهى لا تتكرم على بكلمة أو بابتسامة . أقسم لكم أننى لا أدرى كم من الزمن مر على وأنا في هذه الحالة . قد يكون أسبوعاً . وقد يكون شهراً . واخيرا ضاق ذرعى وأحسست أن العذاب لو طال لقصفنى الألم ودمر قلبى وقضى ذراعها. لمسة فيها رعشة الغيظ والأمل . وقت لها صارخا. ماذا تظنين ؟ أجرى وراءك طول العمر ؟ أليس لى عمل في هذه الدنيا إلا إن أسير في ركاب حضرتك ؟ العفو! الآن أريد كلمة واحدة: نعم أو لا.
فنظرت إلى وابتسمت…..
زرت معها معالم القاهرة فكاننى سائح يجوس خلال مدينة مجهولة ساحرة لم يكن يعرفها من قبل …
كنت أتلو كالببغاء قصيدة النيل فشرحتها لى بسمة بيتآ بيتا، وأفهمتنى جمال معانيها ولفتاتها فى حديقة الحيوان، التي طالما زرتها فلم أر شيئا ، كلمتنى لأول مرة ، من وراء أعمد السجن المؤبدة عيون صافية جميلة حزينة، وشكت إلى وحدتها وآلامها الفضل لبسمة فى الراحة الكبرى التي شملت نفسى عندما اخيتهم جميعا..
قالت لى ذات يوم:
ما العمل إذا ؟ إن بابا يرفض بتاتاً لأنك موظف صغير، ومرتبك قليل ، ولا يدرى كيف تقوى بهذا المرتب على المعيشة في جاردن سيتي…
ولما رأتنى مطرق الرأس غما ، أضافت تقول:
ولكن ماما في صفى ..
كنت شارد اللب، ثم إذا بى فجاة أبتسم ابتسامة خفيفة ، ظنوها من حرج سؤال المأذون الصريح . لا يعلمون أننى كيف انتبهت إذ ذاك فحسب إلى قسوة الفكاهة، وهى تنطبق على ، في المثل القائل “راح يصطاد.. اصطادوة. “”