عقدة الخواجه…..
بقلم سالى فايز البرى
هذه العقده للاسف الشديد معقد بها المجتمع المصرى بصفه خاصه و العربى بصفه عامه
فى حين أن تلك العقده لا وجود لها وسط الامريكان و الأوروبيون و الفرنسيون
و كاءن هذه العقده حكر على متحدثى اللغه العربيه فقط
من دون مئات اللغات الأخرى حول العالم
هذه العقده متوغله فى مجتمعنا العربى فى كل شىء
فى المأكل و المشرب و الملبس و تصميم المنازل و نوع السيارات و لغة الكلام و ….. الخ
حتى فى نظام الحياه دائما ما نعامل كل ما هو مخالف لنا على انه الاشيك و الأكثر اناقه
لكى تبدو ابن اكابر و حاصل على تعليم جيد لازم تتحدث الانجليزيه و الفرنسيه مخلوطه بالعربيه فى كل جمله تتحدث بها
لا يد من اختراع لغه لا وجود لها ضمن اللغات العالميه أسموها الممسوخين معدومى الهويه مرضى عقدة الخواجه بالفرانكو اراب
لا بد من ان ترتدى مثل الاجانب و تقلد تسريحة شعرهم حتى تبدو من أبناء العائلات الكبيره و لابد من التحدث ب ٣ لغات فى الجمله حتى تؤكد لمن يتحدث معك انك متعلم
على عكس تماما الفرنسيين لديهم اعتزاز منقطع النظير بلغتهم مستحيل يتحدثوا مع اى شخص ب اى لغه غير الفرنسيه حتى لو دارسين لها و لو شخص أجنبى سال أحدهم سؤال بالانجليزيه مثلا يرد بالفرنسية أو يدعى عدم فهمه حتى يجبره على التحدث بالفرنسية و يقول له عفوا تحدث معى بالفرنسية
أو عفوا لا افضل التحدث بغير الفرنسيه
و لا يفضلوا ابدا غير منتجات بلدهم و يتحيزون لها تحيز تام و نفس القصه تجدها لدى الأمريكان أيضا
لكن بكل أسف العرب اصحاب اعرق اللغات اصحاب لغة القرآن يتبراون منها و يلوثوها بلغات أخرى و بتباهون بذلك
هذه العقده كلفتنا الكثير و الكثير ماديا و نفسيا و معنويا و اجتماعيا
حقا كلفتنا على جميع الأصعدة
لكى تبدو ابن ناس لا بد من ان ترتدى ماركات عالمية باهظة الثمن حتى لو لم تناسبك أو افتقدت الاناقه
فى حين أن اغنى اغنياء العالم فى أوروبا وأمريكا ملابسهم غايه ف التواضع و بأسعار ضئيله جدا و لا يجدون ابدا احراج فى ذلك لأنهم مدركين ان قيمة الشخص الحقيقيه ليست فى مظهره الخارجي و لكن ف عقله و مدى نفعه للمجتمع
و لكن بكل أسف لدينا الموظف كل ما يزيد راتبه الف جنيه لابد من تغيير سيارته الا اكلت الناس وجهه و وصفته بالبخيل الشحيح أو ناكر النعمه
و على صعيد آخر و على سبيل المثال لا الحصر نجد المدرب الالمانى يورغن كلوب مدرب فريق ليفر بول في الدورى الانجليزى الذى راتبه الشهرى ما يقرب من نصف مليون يورو يركب سياره اوبل لا يتعدى ثمنها ١٨ الف استرليني
مدرب فرقه من أكبر الفرق ف العالم
هذا الرجل امكانياته الماديه تسمح له و بجداره ركوب اغلى سيارة في العالم
و لكن هو يعتز ب اوبل لانها ببساطه سياره المانيه انتاج بلده
و هو حريص كل الحرص ان العالم كله يعرف ان يورغن كلوب مدرب اغنى فرق العالم يركب اوبل لانه يراها الافضل
فيجعل كل من يشجع ليفر بول أو يتحيز لهذا المدرب و يريد شراء سياره ان يقتنى اوبل الالمانيه دون اى نوع ثانى اخر لكى يكون لديه مثل ماركة سياره يورغن
و بالطبع العرب سبكونون اول من يقع فى تلك المصيده لاصابتهم بعدى الخواجه يركبون اوبل ليس لانها الافضل أو الأنسب لهم و لكن لانها السياره التى يركبها يورغن كلوب
و بالطبع يورغن ليس هو المثال الوحيد فى ذلك
دعونى أسرد لكم مثال آخر
هذا المثال يخص بيل جيتس
اغنى رجال العالم
بيل جيتس فى إحدى الحوارات الصحفيه معه الصحفى سأله سؤال يبدو غريبا
السؤال كانت ترجمته بالعربيه كالاتى
الا ترى أنه غريب و غير منطقى ان تكون من اغنى رجال العالم و ملابسك متواضعه لهذا الحد فى أغلب ظهورك
رد عليه بيل جبتس و هو مبتسم اجابه صادمه
قال له دعنى اوفيك بالتفاصيل
هذا التيشرت الذى ارتديه ثمنه ١٢ دولار و هذا البنطال ثمنه ١٨ دولار و الحذاء ١١ دولار
انا لا اجد انى محتاج أكثر من ذلك
انا انسان لست متحف أو محل مجوهرات
انا انسان بمعنى أن قيمتى فى عقلى و أشار إلى رأسه و ما اقدمه من نفع للبشريه
عار على اى انسان ان يحصر قيمته أو يجعل الناس يحصرون قبمته فى قميص أو حذاء
دعونا ننتقل للنموذج العربى و نتخيل أن سفير أو وزير مثلا ظهر حتى فى مناسبه عائليه بسيطه مرتديا تيشرت قطن متواضع صناعة بلده و بنطال زهيد الثمن و حذاء ليس من الماركات العالميه اعتقد سيكون صوره على جميع المواقع شاهد فضيحة فولان ستكون فضيحة بجلاجل حتى وسط اسرته
و على سيرة يورغن كلوب السابقه
دعونا نتخيل أن مدرب نادى مصرى متواضع و مديون يركب سياره نصر مثلا اعتقد انه سيكون اضحوكة المدينه
هذه العقده ضربت الامه العربيه ف مقتل على جميع الأصعدة
بيوتتا نلهث فيها وراء المطبخ الامريكانى الذى لا يناسبنا و لا يناسب طبيعة أكلنا بالمره و لكن لا بأس من أن يمتلئ الشقه بأكملها بطشة الملوخيه أو رائحة الباميه المسبكه أو الباذنجان المقلى أو حتى السمك مقابل ان نكون لدينا مطبخ على الطراز الأمريكى الذى ادسم وجبه لديه هى البرجر
و ليس ذلك فحسب
بل إن عقدة الخواجه جعلت حلم آلاف بل ملايين الشباب فى الوطن العربى يلهثون وراء الزواج من أجنبية لهثا وراء ربما الشعر الاشقر أو العيون الملونه
مغيبين مساكين لا يعرفون الحقيقه
لا يعرفون أن العدسات اللاصقة الملونه بجميع ألوانها متاحه ب ٢٠ ج اما العيون السود غير متاحه سوى ف اغلى الماركات ثمنها الاف الدولارات حقا
لا يعرفون أن الاجنبيه لا تقف بجانب زوجها و لا تحتمله فى اى وعكه ماديه أو صحيه و لو طلبت الطلاق ستطلق على الفور حتى لو عكس ارادة الزوج
لا يعرفون انها بلمحةبصر تاخد نصف ثروته فور الطلاق و اذا كان الطلاق بسبب قوى مثل الخيانه تاخذ ثروته كامله لتترك له ملابسه الداخليه ان تكرمت عليه
لا يعرفون انها بلحظه لا يستطيع أن يراها هى و لا اولاده ثانيه و لا حتى ثروته
صحيح الاجنبيه ممكن خاتم زواج متواضع لها لانها لا تبيع ذهبها اذا احتاج الزوج لان خاتم الزواج بالنسبه لها اكسسوار و ليس مال مختزن لوقت حاجه
لا يعرفون أن الأجنبيات لا يعرفون شىء عن الطهاره
لا يعرفون أن الزواج لها حصه فى جدول كل شىء بموعد و الزوج ليس اهم من باقى الحصص
لقد عقدنا نحن العرب عقدة الخواجه على رقبتنا حتى خنقتنا
حتى قضت على هويتنا و عربيتنا
قال اجدادنا من فات قديمه تاه
حقا صدقوا القول بالفعل تركنا اصولنا ف توهنا
و قال أيضا اجدادنا من خرج من داره اتقل مقداره
حدث بالفعل يوم خلعنا ثوبنا العربى الأصيل لنرتدى الزى الغربى لتصبح مثل محمد هنيدى فى فيلم صعيدى ف الجامعه الامريكيه حينما أراد أن يلتحق بالجامعة الامريكيه ورأى أن الجلابيه الصعيدى لا تناسب الجامعه الامريكيه ف ارتدى بدله برتقالية اللون ليطبق المثل بحذافيره
الصعيدى لما يحب يتمدن يجيب لأهله العار
اصبح اضحوكة الجامعه ببدلته البرتقالى
و عار لاهله بخلعه جلابية ابوه و أجداده و تبرأه من هويته ف أصبح مسخ بلا هويه
كفانا فجاجه… و فكوا عن رقبتكم عقدة الخواجه