” شخلل علشان تتعلم ” شعار جديد ترفعه الجامعات الخاصة حالياً في وجه خريجي الثانوية العامة وأولياء أمورهم ، على طريقة قاطعي الطرق في فيلم سلام يا صاحبي للزعيم عادل إمام ، ليكون شعارا لها هذا العام والأعوام المقبلة .
الجامعات الخاصة والدولية رفعت هذا الشعار مستغلة الورطة التي وضع طلاب الثانوية العامة أنفسهم فيها بتفوقهم وحصولهم على نسب مجاميع مرتفعة تترواح بين 95%الى 100% ، ومن ثم تؤدى إلى إرتفاع الحد الأدنى للقبول بكليات القمة التى يقبل عليها طلاب المرحلة الأولى ، وخاصة الحاصلين على أكثر من 95% ، وبالتالي أصبح الطلاب مجبرون على البحث عن أماكن بهذه الكليات فى الجامعات الخاصه ، التي فتحت خزائنهما لهم ، في إنتظار تحصيل المبالغ الطائلة التي سيدفعها الطلاب من دم قلب أولياء أمورهم .
لا تتعجب اذا مررت هذه الأيام أمام أي جامعة ، ووجدت مئات بل آلاف الآباء والأبناء يتزاحمون على باب هذه الجامعة ، يتسولون الدخول للحصول على ملف للتقديم أو موعد لإختبار القدرات ، يساورهم القلق ألا يجدوا لأبناءهم مكاناً في هذه الجامعة ، فيضيع حلمهم وحلم أبناءهم في دخول الكلية التي سهروا الليالي من أجل دخولها طمعا في مستقبل أفضل .
أغلب الجامعات وضعت شروطاً غاية في العبقرية لاستنزاف أموال أولياء الأمور ، من بينها دفع مبالغ تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف جنيه قيمة ملف التقديم ، غير قابلة للاسترداد في حال عدم قبول الطالب في الجامعة لأي سبب ، في الوقت الذي حددت مبالغ تتراوح بين 600 وألف جنيه ، قيمة أداء اختبارات القدرات ، وبالطبع هي أيضاً غير مستردة سواء إجتاز الطالب الاختبار أم رسب ، علاوة على المصاريف الإداريه وغيرها من الرسوم ، التي تسلبها تلك الجامعات بطريقة أو بأخرى هرباً من رقابة وزارة التعليم العالي غير الموجودة أصلاً .
أما مصروفات الدراسة هذا العام ، فقد فاقت كل التوقعات ، حيث عمدت الجامعات الخاصة على رفع نسب تحصيل المصروفات من 7 الى 15 % ، بالمقارنة بالعام الماضي ، وتراوحت قيمة المصروفات بين 80 و150 ألف جنية لكليات القمة ، خاصة المجموعة الطبية ” طب بشري وطب أسنان وصيدلة وعلاج طبيعي غيرها ” فضلا عن الرسوم الأخرى الخاصة بالمعامل والتجهيزات وغيرها ، التي تحصل بشكل منفرد .
للأسف يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من مسؤولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، المشغولة أصلا بورطة كيفية استيعاب أصحاب المجاميع المرتفعة في كليات القمة في الجامعات الحكومية .
اضافة لكارثة المصروفات الدراسية قامت تلك الجامعات – بالمخالفه لقرار الاعلي للجامعات الخاصه – برفع الحد الأدنى للقبول بكليات المجموعه الطبيه الخاصه ٩٠٪الي ٩٦٪ هكذا دون ضابط أو رابط .
الغريب في الأمر ، أنه لايوجد أي اختلاف بين مختلف الجامعات الخاصه سوى قيمة المصروفات الدراسيه المبالغ فيها ،ببعض الجامعات دون مبرر ، وقد تكون الجامعه ذات المصروفات المرتفعه أقل كثيراً في المستوي ، سواء من جانب توافر أعضاء هيئة التدريس ، أو من ناحية التجهزات اللوجيستية بها ، فيكون أغلب القائمين بالتدريس بها معيدين او مدرسين مساعدين وعدد محدود من الاساتذه يعملون بالقطعه بها .
ونظراً لأن شعار شخلل علشان تتعلم ، سيسود خلال الأعوام المقبلة وقد أصبح شرا لابد منه ، فإنه من العقل أن توجهوا أبناءكم للبحث عن التميز في التخصصات الموجوده بالجامعات الخاصه والكليات، التي تسمح قدراتكم الماليه بسداد مصروفاتها ، و توافر المستشفي الجامعي بها ، لضمان تدريب أبنائكم بها ، في حال الالتحاق بكليات المجموعه الطبيه ، ولا تختارو إسم الجامعه علي حساب توافر أعضاء هيئة التدريس ، وجدية الدراسه ومستلزمات التدريب في الكليات العمليه ، كما أن المبالغه في مصروفات الجامعه لا يعني تميزها عن باقي الجامعات الاقل منها في المصروفات ، وهناك جامعات ذات المصروفات مبالغ فيها و لا تتناسب مع مستوي ما تقدمه لطلابها من تعليم وتدريب .