السودان تغرق من جديد، ومصر تساند شقيقة النيل
السودان تغرق من جديد، ومصر تساند شقيقة النيل
كتبت إسراءجمال طوخي
قامت الحكومه السودانية بإعلان الطوارئ لمدة 3 اشهر ، معتبرة البلاد باكملها” منطقة الغام “، وبلغت رقعة الفيضانات لتشمل 16 من ولايات البلاد ال 18 .
كما اعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ( اوشا)، أن اكثر من نصف مليون سوداني تضرروا من الفيضانات التي تسببت بها الامطار الغزيرة وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياة نهر النيل الي مستويات قياسية.
شكل الفيضان خطرا كبيرا عندما لقي أكثر من مئة شخص وعشرات الجرحي بالإضافة الي انهيار أكثر من 27 الف منزل بشكل كلي ، وأكثر من 42 الف منزل بشكل جزئي.
ارتفع منسوب النيل الأزرق الي 17.62 مترا في السودان وهو مستوي غيرمتوقع منذ بدء رصد النهر قبل اكثر من مئة عام .
لا يوجد تاثيرات سلبية …..
صرح محمد السباعي المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري “لا تاثيرات سلبية من فيضان السودان بسبب كفاءةوقدرة السد العالي الذي يحمي البلاد من أضرار الفيضانات والسيول ”
كما وضح أن السد العالي وبحيرة ناصر قادران علي استعياب كافة المياه وصرف الزيادات من خلال مفيض توشكي الذي يعتبر ضمن أدوات صرف المياه أن تجاوزت حدود معينة “.
صمم السد العالي الذي بدء العمل في 15 يناير عام 1971 ، بحيث يكون اقصي مياه محجوزه أمامه 183 مترا ، فيما تبلغ سعه البحيرة التخزينية عند هذا المنسوب 169 مليار
وجري تنفيذ مفيض لتصريف مياه البحر اذا ارتفع منسوبها عن اقصي منسوب مقرر للتخزين الذي يبلغ 183 مترا
وفي عام 1981 انشات مصر مفيض توشكي لوقايه البلاد من اخطار الفيضانات العالية ، وقد دخلت المياه الي مفيض توشكي عام 1996 حيث بلغ منسوب المياه 178.55 مترا
الإستعداد والتنبؤ بالفيضان ….
أكد محمد السباعي أن وزارة الري علي استعداد للتعامل مع كافة أشكال الطواري المختلفة ، وليس فقط فيضان النيل .
في اجواء الاستعدادات لتعامل مع اي طوارئ تتعلق بفيضان النيل ، قال ” السباعي ” إن مركز التنبؤ بالفيضان التابع للوزارة علي دراية كاملة بشكل الفيضان ومياة الأمطارمنذ سقوطها علي منابع النيل الي أن تصل بحيرة ناصر والسد ، خلال السنه المائية التي تبدا من 1 اغسطس حتي أكتوبر .
كما اشار ان المياة الإضافية التي تاتي من منابع النيل مرورا بالسودان تصل حتي بحيرة ناصر خلف السد العالي .
وأكد أن جميع المؤشرات تقول أن” فيضان النيل فوق المتوسط هذا العام وهو أمر مبشر علي كافة النواحي بالنسبة لفائض المياه “.
والجدير بالذكر ،
أسباب حدوث الفيضان وعوامل زيادة تأثيراتها الكارثية :
الامطار الغزيرة التي تهطل في أعالي الجبال في مواسم الهطول الغزيرة , حيث تتجمع المياه في قنوات صغيرة ثم تبدأ بالتعاظم كلما نزلت الى اسفل وتنحصر في مجموعة من القنوات الضخمة التي تغرق المناطق المنخفضة وتسبب الدمار فيها.
ذوبان كميات كبيرة من الثلوج المتراكمة في الشتاء اثناء الربيع والصيف , حيث يؤدي ذوبان الثلوج في أعالي الجبال بمعدل كبير الى غمر مساحات شاسعة من المناطق المنخفضة كما يمكن ان يؤدي الى فيضان مجاري الأنهار.
الأمواج العاتية التي تجتاح السواحل وتعرف بالتسونامي , كذلك أمواج المد التي تسبب الفيضانات في المناطق المنخفضة واشهر الأمثلة على ذلك في العالم هولندا وكذلك مدينة البندقية الإيطالية وقد زادت حدة تأثير امواج المد في غالبية سواحل العالم بسبب ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري المصاحبة للتغير المناخي لكوكب الأرض.
هناك عوامل تزيد من حدة التأثيرات الكارثية للفيضانات بكافة اشكالها ومن أهمها :
– قطع الغابات وستعمال الأراضي الخاصة بها لزراعة المحاصيل الموسمية وهذا يضعف التربة ويجعلها قابلة للانجراف مما يعني زيادة كميات الوحل المصاحب للمياه اثناء حدوث الفيضان
– الاحتباس الحراري الذي أدى الى ارتفاع منسوب سطح البحر بفعل ذوبان الجليد في منطقة القطبين وهو ما أدى الى زيادة القوة التدميرية للأمواج البحرية بكافة اشكالها وخاصة في المناطق الساحلية المنخفضة.
والجدير بالذكر أن الفيضانات كارثة طبيعية منذ فجر التاريخ هددت العديد من المجتمعات البشرية والفيضانات لها عدة مسببات وهناك عوامل مساعدة تزيد من اثارها المدمرة.