أسطورية نزار قباني
(منذ أن استسلم لقدره المحتوم- وهو الشعر- حمل نزار على عاتقه مهمه بعث أمة بأسرها إلى الحياة وتحريرها من كل معتقداتها وموروثاتها البالية وأولها علاقة المرأة بالرجل فى المجتمعات الشرقية الذكورة فاتخذ من قلمه مدافعاً رسمياً عن المرأة ونصرتها ضد العبودية والجهل وتسلط القبيلة،
فكان من الطبيعى أن يهاجمه الرجال وينعتوه بشاعر المرأة حينا وشاعر الرزيلة حينا الشاعر الماجن حينا آخر.
أما نزار فلم يلتفت إلا لقصائده التي باتت قذائفا تصيب العورات السياسية والإجتماعية والثقافية.
فقصيدة قارئة الفنجان التي تغني بها عبد الحليم حافظ ما هي إلا قصيدة سياسية تفضح الديكتاتورية في عصر من العصور. وقصيدة أصبح عندي الآن بندقية التي تغنت بها أم كلثوم.
نزل الشعر على يد نزار قبانى من برجه العاجى ليركب الاتوبيسات ويقرأ الصحف ويمشى فى الشوارع ويجلس على المقاهى – على حد قوله – وذلك لأنه أوجد لغة ( نزارية) بين الفصحى والعامية استطاعت هذه اللغة أن تجعله فى قلوب الملايين الذين وضعوه على عرش الشعر بما أحدثوه من ضجة حول كتاباته
إلى جانب قصائده السياسية التى كانت سبباً فى اغتيال زوجته بلقيس .
وأخيراً أقول أن نزار قبانى صنع لنا أعمالاً أدبية ستظل قادرة على النفاذ للقلوب مسجلة اسمه بين الخالدين .