هل 2019 نهايه اردوغان
متابعه / اسماء وحيد
اعتبر معلقون في صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، خسارة مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدرم في إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول “ضربة موجعة” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيكون لها ما بعدها.
ورأى آخرون أن فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو يمثل تغييراً في السياسة التركية ويحمل مؤشرات صعود شعبية المعارضة في مقابل هبوط أسهم الحزب الحاكم.
وفاز أوغلو البالغ من العمر 49 عاماً وهو من حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض في انتخابات الإعادة في 23 يونيو/حزيران الحالي بعد حصوله على حوالي 54 في المئة من أصوات الناخبين.
“رصيد الرئيس ينفد”
قالت صحيفة المدن اللبنانية إن حزب العدالة والتنمية “أخطأ التقدير بقرار إعادة الانتخابات. ولو أنه قبل النتيجة الأولى لكان أفضل له ولصورة العملية الديمقراطية في تركيا؛ ذلك أن سلسلة الانتصارات التي دأب الحزب على تحقيقها منذ عام 2002 قد انكسرت وبقوة وفي أبرز معاقله. لقد اكتسب أكرم إمام أوغلو زخمًا كبيرًا خلال هذه الانتخابات، وأصبح قياديًا مهمًا لدى المعارضة، وهو ما يؤهله ليكون منافسًا محتملًا قويًا في أي انتخابات قادمة”.
وأشارت البيان الإماراتية إلى أن الانتخابات “شكلت هزيمة مدوية وضربة مؤلمة لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، تبدأ من المدلولات السياسية للواقع الجديد، وتشمل نكسات في أكثر من بعد، ليس أقلها حرمانه من ميزانية المدينة الأكبر في تركيا، التي تبلغ نحو 4 مليارات دولار”.
كما أشار سليمان جودة في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن الناخب التركي “قرر أن يبعث برسالة … ملخصها أن رصيد الرئيس ينفد، وأن حزبه الذي قضى 16 عاماً في السلطة، مقبل على فترة صعبة لم يعرفها من قبل على مدى سنوات وجوده في مقاعد الحكم!”
بالمثل، توقع أحمد مصطفى في صحيفة الوطن العمانية أنه إذا أجريت انتخابات عامة أن يخسرها أردوغان وتفوز بها المعارضة. وأضاف: “تلك العنجهية السياسية التي جعلت الرجل يستميت على بلدية اسطنبول أضرت بشرعيته بشكل لا يمكن تداركه. وكما كانت اسطنبول بداية الشرعية السياسية لأردوغان، حين فاز برئاسة بلديتها عام 1994، تكون أيضا بداية نهاية تلك الشرعية وربع قرن من ‘تركيا أردوغان’ ـ إذا جاز التعبير”.
وفي صحيفة اليوم السابع المصرية، رصد حازم حسين “تحوّلاً واسع المدى في السياسة التركية، ليس لأن الحزب الحاكم خسر المدن الثلاث الكبرى .. ولكن لأنّ ما انطوت عليه العملية الأخيرة، سلَّط ضوءًا كاشفًا على وجه الديكتاتور، وفضح حجم الذُّعر الذى يقبض على روحه. فلأوَّل مرّة مُنذ صعوده للحكومة ربيع 2003، فرئاسة الدولة صيف 2014، يتدخَّل ‘أردوغان’ في انتخابات البلديَّات بشكلٍ مُباشر، وينزل ساحة الصراع التي كان يترفَّع عنها”.
وتبنى حسن حردان في البناء اللبنانية رأياً مماثلاً، إذ اعتبر نتائج الانتخابات البلدية “تحوّلاً هاماً في خارطة موازين القوى السياسية على المستوى الشعبي”.
ودعا الكاتب المعارضة إلى “الاستفادة من فوزها في الانتخابات البلدية والحفاظ على تحالفها وتقديم برنامج بديل قادر على التصدّي للأزمات التي تعاني منها تركيا وإخراجها منها.. كما أنّ الأمر مشروط أيضاً في أداء أردوغان وحزبه ومدى استعداده لمراجعة سياساته التي تسبّبت بهذه الخسارة الفادحة في أهمّ معاقله التي صعد منها إلى قمة السلطة”.
وتوقع بكر صدقي في صحيفة القدس العربي اللندنية أن يبدأ حزب التنمية والعدالة “العمل من الآن على تغيير وجهة الانحدار الذي كشفت عنه انتخابات 23 يونيو/حزيران بصورة صاخبة”. كما توقع “أن تحصل تفاعلات متنوعة بين هذه الأحزاب والكيانات السياسية الجديدة المتوقع ظهورها قريباً. وربما نشهد تغييرات في برامج تلك الأحزاب وخطاباتها بما يناسب طموحاتها للمرحلة القادمة”.
كما دعا عبد العزيز الكندري في صحيفة الرأي الكويتية حزب العدالة والتنمية إلى معرفة الخلل وإصلاح الوضع، خصوصاً وأن بعض قيادات الحزب المخضرمين أعلنوا عن تأسيس حزب سياسي … فيجب الجلوس معهم والاستماع إليهم ودعم المجلس الاستشاري الذي تم تأسيسه وذلك لإرجاع القيادات السابقة مرة ثانية، وإذا لم يتم تدارك الأمر فإن الرئيس القادم لتركيا هو أكرم إمام أوغلو، لأن من يفوز في بلدية إسطنبول سيكون الرئيس لتركيا كما يقول أردوغان”.