ايران ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم متحديه العالم
كتب/أحمدمرسى
شكل رسمي وفي تحدٍّ واضح للإدارة الأمريكية، أخلَّت إيران بأحد بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حيث أعلن مجموعة من المسؤولين الإيرانيين، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة طهران، أن مخزون اليورانيوم المخصب سيتجاوز خلال ساعات، نسبة 3.67% التي يسمح بها الاتفاق النووي، وفقا لـ”سكاي نيوز”
وبحسب الاتفاق النووي الذي جرى توقيعه عام 2015، فإن إيران ملزمة بعدم تجاوز المخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.67 عن 300 كيلوجرام خلال 15 سنة، بالإضافة إلى بنود أخرى مهمة مثل تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي إلى 5 آلاف جهاز “كانت 20 ألفا قبل الاتفاق”، وهي العامل الحاسم في التخصيب.
لاتفاق النووي المبرم عام 2015 أجاز تصدير اليورانيوم المخصب
كما أجاز الاتفاق النووي تصدير اليورانيوم المخصب، لمنع ارتفاع المخزون الإيراني منه عن القدر المسموح، وهو 300 كيلوجرام.
وبحسب تغريدة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عبر “تويتر”: “اليوم إيران تنفذ الجولة الثانية من خطواتها التصحيحية بشأن الفقرة 36 من الاتفاق النووي. نحتفظ بحق مواصلة القيام بإجراءات تصحيحية مشروعة على الاتفاق لحماية مصالحنا في مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأمريكي. كل تلك الخطوات لا يمكن التراجع عنها إلا بعد وفاء الدول الأوروبية الثلاث بالتزاماتها”.
خبير شأن إيراني: امتلاك طهران قنبلة نووية هو التهديد الأكبر
“زيادة تخصيب اليورانيوم يعني امتلاك إيران لقنبلة نووية في غضون 6 أشهر،” ذلك هو التهديد الأكبر على العالم من إخلال طهران ببنود الاتفاق النووي، وفقا لما أكده الدكتور هشام البقلي، الخبير في الشؤون الإيرانية، لافتا إلى أن هذا الأمر يعتبر مخالفا للقانون الدولي الخاص بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.
وأضاف البقلي، لـ”تحيامصرحرة” أن اتجاه طهران لهذا الأمر جاء بعد انتهاء مدة الـ60 يوما التي وضعتها أمام الاتحاد الأوروبي من أجل إنهاء مشكلة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، فضلا عن الآلية الأوربية “آنستكس” التي انتهت بالفشل في نهاية الشهر الماضي.
وأنشأت الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، منذ أيام، آلية لدعم التبادل التجاري مع إيران في إطار جهودها لتخفيف وطأة العقوبات الأمريكية، والآلية الأوروبية تلك لم تلق ترحيبا من طهران، كونها تعتمد على مقايضة النفط بسلع ضرورية مثل الغذاء والأدوية.
البقلي: المفاوضات حول الاتفاق النووي عادت إلى نقطة الصفر
يتوقع خبير الشؤون الإيرانية، رد فعل قوي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تجاه إيران، نظرا لتحديها الواحد، موضحا أن ما فعلته طهران يعني إلغاء الاتفاق النووي بشكل رسمي، نظرا لإخلال أحد بنوده، والعودة مرة أخرى إلى ما قبل 2015 أي نقطة الصفر بالنسبة للاتفاق المبرم.
وقبل توقيع الاتفاق النووي، كانت إيران تمتلك مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب، وحوالي 20 ألفا من أجهزة الطرد المركزي، الأمر الذي كان كافيا لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل نووية، بحسب تقديرات البيت الأبيض، ووقتها قدر خبراء أمريكيون أن إيران إذا قررت إنتاج سلاح نووي سيكون أمامها شهرين أو 3 أشهر فقط للحصول على كمية كافية من اليورانيوم المخصب بحدود 90 في المئة، وهي اللازمة لإنتاج القنبلة، وفقا لـ”سكاي نيوز”.
وبعد 2015، وبموجب اتفاق وقعته إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي “الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا”، بالإضافة إلى ألمانيا، كان لزاما على إيران بيع فائض اليورانيوم المخصب لديها إلى الخارج، بدلا من الاحتفاظ به.