728x90
728x90
previous arrow
next arrow
أخبار مصردنيا و دين

الرجوع إلى الله هو الطريق لإعادة الأخلاق الحميدة للمجتمع

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

بقلم /المستشار محمد دعوه

سْم الله الرحمن الرحيم وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) !!!!! أن حضور البعد الإيماني وتحقيق الفهم السليم هو الضمانة الحقيقة لشرعية علاقتنا ، والملاذ الأخير لتصفية خلافتنا ، ونزع أغلال قلوبنا ، أن المشكلة التي نعاني منها اليوم، هي ضعف فهمنا بمرامي ما نعلم ، وقصور إدراكنا لغاياتة ومقاصده وما أكثر مافوتت علينا خلافاتنا حول مندوب أو مباح وآمرا مفروضا أو واجبا أو غايه عظمي .اتقنا فن المبارزة والمحاججة والخلاف وافتقدنا آدابه وأخلاقياته فكان أن سقطوا فريسة سهلة للتآكل الداخلي والتنازع والتناحر الذي اورثنا معيشه ضنكا وحياة فاشلة وانتهي بنا الحال الي الفشل وذهاب الريح مصدقا لقوله تعالي(لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) الأنفال :٤٦ لقد قص الله سبحانه وتعالي علينا تاريخ أهل الأديان السابقة للعبرة والحذر فبين كيفية نهوض الامم وبناء الحضارات ووضح لنا أسباب التدهور والانحطاط وحذرنا من السقوط فى علة التفرقة وداء الخلاف والتحزب الضيق ((ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون))الروم :٣١::٢٣ ان إلاختلاف في وجهات النظر وتقدير الأشياء والحكم عليها أمر فطري طبيعي وله علاقه بالفروق الفردية والبشرية إذ يستحيل بناء الحياة بين الناس ذوي القدرات المتساوية والمتطابقة وكاًًًًًًن حكمه الله تعالي اقتضت أن بين الناس بفروقهم الفردية وكل ميسر لما خلق وعلي ذلك فالناس مختلفون والمؤمنون درجات فمنهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين )) هود ١١٨ومما يوسف له أن تتحول الخلاف في الرأي من ظاهره صحية تغني العقل المسلم بخصوبة الرأي وعمق وتحميصه واطلاع أوسع علي وجهات نظر متعددة وزوايا رءوية مختلفه وامعان ونظر وتدقيق لزيادة الفكر .تتحول كل هذه الإيجابيات عند مسلمي عصر التخلف الي مرض عضال وسم إدي الي التآكل والتفتت والتشتت والتناحر حتي كاد يصل الأمر عند بعض المختلفين الي حد التصفية الجسدية وتطرف البعض الآخر منهم حتي أخذ يري أن أعداء الدين وأهل الكتاب اقرب اليه من المخالفين له في الرأي من إخوانه المسلمين الذين يلتقون معه علي أصول العقيدة وصفاء التوحيد وهناك شواهد كثيرة يوسف لها في التاريخ القريب والبعيد والحاضر الآن .لقد اختلف السلف الصالح رضوان الله عليهم ولكن اختلافهم في الرأي لم يكن سببا لافتراقهم أنهم اختلفوا لكنهم لم يتفرقوالان وحدة القلوب والغايات والأهداف كانت أكبر من ينال منها شئ وانهم تخلصوا من العلل النفسية وان أصيب بعضهم بخطأ الجوارح وكان الرجل الذي بشر الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابه بطلعته عليهم وأخبرهم انه من أهل الجنة فسألوا عن أمره وعمله فتبين انه لا ينام وفي قلبه غل علي مسلم . أما نحن اليوم فمصيبتنا في نفوسنا وقلوبنا والهوى الذي يتضخم ويتعمق في القلوب فيسيطرعلى الشخص ويتملك عليه حواسه وعقله حتى ينسي معها المعاني الجامعة والكليات العامة والصعيد المشترك والغايات والمقاصد والقواعد الأصيلة للإسلام فيعدم صاحبه البصيره والأبصار وينسي أبجديات الخلق الإسلامي فتضطرب الموازيين وتختل الروية وتختلط الأوراق وتختفي الأولويات وييسهل القول بغير علم والفتوي بغير نور والعمل بغير دليل وينتشر التفسيق والتكفير والاتهام . ان أزمة امتنا ازمه فكر ومشكلتنا في جدية الانتماء وانه ما من سبيل للخروج من الخلل الفكري الذي أصاب العقل المسلم والأزمة الأخلاقية التي يعاني السلوك المسلم إلا بمعالجة جذور الأزمة الفكرية وإصلاح مناهج التفكير ًاعادة الترتيب المفقود للأولويات ،وتربية الأجيال علي ذلك وتغير الخطاب الديني في المساجد والتركيز علي العقيدة والمعاملات وتغيير مناهج التعليم وتربية أطفالنا علي الصدق والأمانة واحترام الآخرين وان اختلفوا معهم في الرأي ولا سبل الي ذلك إلا بالرجوع الي ماكان عليه الصدر الأول من أسلافنا في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ووضع ضوابط وقواعد للمقاييس والاستنتاج لضبط الرأي وضمان مسار الفكر وقرن العلم بأخلاقه والمعرفة بادابها ولابد من تنمية الدراسات التي توكد وحدةالامة وقواسمها المشتركة بإذن الله .

 

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى