هل يعد الميت بفيروس كورونا شهيدا
متابعه /عفاف كمال
بعد حاله من الجدل والجدال وكثرة الاسئلة فى هذا الموضوع ،علي مواقع التواصل أن المُتوفَّى بفيروس كُورونا، نحتسبه عند الله من الشُّهداء، وله أجر شُهداء الآخرة ويَسرِى عليه ما يسرى على أموات المُسلمين من غُسل وتكفين وصلاة جِنازة
فمن مات بأمراض البطن يرجى له الشهادة، حيث ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ان المبطون شهيد والمتوفى بفيروس كورونا كما هو الحال مع مرض الطاعون الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ان من مات به فهو شهيد، وأن المتوفى بهذا المرض يرجى له الشهادة.
لكن ليس ذلك معناه ألا يتخذ الانسان الاجراءات اللازمة للتعامل معه، فإذا اصيب الانسان بهذا المرض فإنه يحتسب الأجر ويرضى بقضاء الله وقدره ويتخذ الاسباب المؤدية للشفاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم «تداووا فإنه ما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله».
فمَن مات بفيروس كورونا نحتسبه عند الله شهيدًا، له أجر شهداء الآخرة؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «الشُّهَداءُ خمسةٌ: المَطعونُ والمَبطونُ والغَريقُ وصاحبُ الهدمِ والشهيدُ فى سبيلِ اللهِ» [مُتفق عليه]، والمطعون أى الذى أصابه داء الطاعون، ومثله كل من مات جراء الوباء.
ولقوله ﷺ: «ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟» قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن قُتِلَ فى سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ: «إنَّ شُهَداءَ أمَّتى إذًا لقليلٌ»، قالوا: فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «مَن قُتِلَ فى سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومن ماتَ فى سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ فى الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ فى البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ»، وزَادَ فى روايةٍ «والغَرِقُ شهيدٌ». [صحيح مسلم]
ولقوله ﷺ: « فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِى بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ». [صحيح البخاري]
فمَن مات بفيروس كورونا داخل فى حكم من مات بالطاعون، وقد عَرَّف ابن منظور فى (لسان العرب) الطَّاعون بأنه: “الْمَرَضُ الْعَامُّ وَالْوَبَاءُ الَّذِى يَفْسُدُ لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ لَهُ الأَمْزِجَةُ وَالأَبْدَانُ”.
غير أنَّ الشهداء نوعان: شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الآخرة.
فشهيد الدنيا والآخرة هو من مات فى قتال أعداء الدين والوطن، وحكم هذا الشهيد أنه لا يُغسَّل ولا يُصلَّى عليه؛ بل يدفن على حالته.
أما النوع الثانى وهو شهيد الآخرة فهو من مات بسببٍ معين من مجموعة الأسباب التى ذُكرت فى الحديث الشَّريف والتى منها الموت بسبب وباء كفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ ولكنه يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه صلاة الجنازة، ولا يُشترط المسجد لصحّة صلاة الجِنازة، وتجوز صلاتُها فى المشافى أو فى الخلاء وعلى المقابر.
ونسألُ الله أنْ يمُنَّ على كُلِّ مُصابٍ بالشِّفاء، وأنْ يتقبَّل المُتوفين فى الشُّهداء، وأنْ يكشفَ عنَّا وعن العالمين البلاء؛ إنَّه سُبحانه ذو مَنٍّ وكَرَمٍ علي العباد