التخاطر … تواصل روحي أم هلاك نفسي
كتبت / الاء الحسينى
التخاطر … تواصل روحي أم هلاك نفسي
قوة استثنائية خارقة يمتلكها البشر اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي وسببت جدلاً كبيراً عليه تسمى ” التخاطر ” ؛ هل للنوم علاقة بالتخاطر ؟ هل للتخاطر علاقة بجلب الحبيب وحل المشاكل العاطفية ؟ هل للتخاطر علاقة بالدجل والسحر كما يزعم البعض , و هل هو حرام شرعاً ؟ هل للتخاطر مخاطر ؟
يقال أنه إذا تعلق الإنسان بشخص ما وأحبه حباً شديداً فإن أرواحهما تتعلق ببعضها البعض , كما يحدث أن تتصل بشخص قريب منك وتجده يقول لك : ” لقد كنت على بالي وأفكر بالإتصال بك ”
فالأرواح تشبه قطبي المغناطيس يمكنها أن تتجاذب أو تتنافر , وكما قال جبران خليل جبران : ” ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تأتي بالمعاشرة الطويلة , إن المحبة الحقيقية هي إبنة التفاهم الروحي ” .
يشير التخاطر إلى القدرة على التواصل وتوصيل الأفكار ونقل رسائل معينة ومختصرة من شخص إلى آخر تربطهم معرفة سواء في الماضي أو الحاضر, بدون استخدام أي وسيلة إتصال مادية وبدون أي وسيط سوى العقل .
وهذا المصطلح ظهر منذ الثمانينات فقد أشار إليه الباحث النفسي فريدرك مايرز عام 1882 وتم استخدامه في الماضي للتعبير عن انتقال المعلومات والرسائل من شخص ما لآخر .
كما يمثل النوم عنصراً مهماً مؤثراً في عملية التخاطر ؛ فالعشر دقائق الأخيرة قبل النوم تمثل 50 % من نجاح عملية جذب الهدف وتوصيل الرسالة الذهنية له .
على الرغم من أن الهدف الأساسي من التخاطر ليس جلب الحبيب وحل المشاكل العاطفية بل توصيل رسائل ذهنية مختصرة من طرف إلى آخر ؛ إلا أننا نجد الكثير من تجارب الفتيات التي تمت مشاركتها عبر السوشيال ميديا عن استخدامهن للتخاطر في حل مشكلات سواء مع الزوج أو الحبيب أو الخطيب , وعن إحداهن التي تحب شخصاً كان لا يراها سوى أختاً له فقامت بإيصال رسالة له عن طريق التخاطر بأنها تحبه ومن ثم يفاتحها في الزواج … إلخ .
وبالرغم من ذلك إلا أن التخاطر لم تثبت واقعيته حتى الآن .
اختلفت الآراء حول تعلق التخاطر بالدجل والشعوذة , فالبعض يرى أنه بداية هلاك الإنسان وتعلقه بالعالم الآخر , وخاصةً عندما يلجأ للمشعوذين ويسخر الجن من أجل تحقيق مطالبه , وعندما يمارس الإنسان التخاطر بإستمرار فقد يصل إلى مرحلة إدعاء معرفة الغيب عن طريق التمارين التي يمارسها , والبعض الآخر يرى أن التخاطر لا يرتبط بالسحر أو تسخير الجن, فهو يعتمد إعتماداً كلياً على التركيز من الشخص وتفكيره في شخص آخر لإرسال له رسالة ذهنية معينة مختصرة , ويشبه إلى حد ما اليوجا , وتلك التمارين البسيطة يمارسها الشخص بمفرده دون الحاجة إلى مساعدة من شخص آخر أو دجال أو غيره .
وكما هو الحال في كل أمر لم تثبت صحته علمياً ودينياً فللتخاطر أضرار ومخاطر ؛ فقد يجعل الإنسان يبتعد عن الواقع ويصبح تائهاً وعالقاً في عالم التخاطر , ويجد صعوبة في التعامل مع الأشخاص في مجتمعه , وإذا بالغ الإنسان في ممارسة التخاطر قد يمر بأزمات نفسية نتيجة رغبته في معرفة المزيد والمزيد , فليس في كل الأوقات تكون المعرفة نعمة فقد تضر الإنسان معرفة بعض الأمور ومحاولة الدخول في الغيبيات , كما يجعل التخاطر ماضي الإنسان وذكرياته أمام عينيه دائماً , فقد تعيقه تلك الذكريات من استكمال حياته بشكل طبيعي .