هل القائم بتنظيم النسل أو مؤيده متدخلًا في قدر الله والفرق بين التنظيم والتعقيم وهل عرف الصحابه تنظيم النسل؟
كتبت /عفاف كمال الدين
مسألة “تنظيم النسل” أو “تنظيم الأسرة”، أو “منع الحمل
“وباستقراء آيات القرآن يتضح أنه لم يرد فيه نص يحرم منع
الحمل أو الإقلال من النسل”، إنما الذي نص عليه صراحة هو
تحريم قتل الأولاد لسبب من الأسباب، قال تعالى: (ولا تقتلوا
أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا
كبيراً) (الإسراء: 31)، وقال تعالى: (قد خسر الذين قتلوا
أولادهم سفها بغير علم وحرّموا ما رزقهم الله افتراء على الله
قد ضلوا وما كانوا مهتدين) (الأنعام: 140)، وقال تبارك وتعالى:
(ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) (الأنعام: 151).
أي أن النصوص القرآنية جاءت دالة على تحريم قتل الأولاد
وهم أحياء، وليس “منع الحمل” من هذا القبيل، فتنظيم النسل معناه “أن يستعمل الزوجان أو أحدهما طريقة تمنع من الحمل في وقت دون وقت”، وهو في معنى “العزل” الذي وردت في إباحته أحاديث كثيرة،
احاديث تدل علي العزل اي تنظيم او تحديد النسل وبالقياس عليها فان تحديد النسل ليس محرما .
روي عن صحابته: “كنا نعزل على عهد رسول الله والقرآن ينزل”، أي أنه كان يتخذ وسيلة العزل عند لقاء الزوج مع الزوجة قبل التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، وهذا الصحابي جابر بن عبد الله يقول “كنا نعزل والقرآن ينزل”، وفي رواية أخرى ” كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا”، ومؤدى قول جابر “فعلناه في زمن التشريع ولو كان حراما لم نقر عليه”.ومن الحيث نستدل.
منع الحمل لا ضرر منه ولا بأس، بشرط أن يكون باتفاق الزوجين، وأن تكون هناك أسباب صحية خشية الضرر على الزوجة، ويثبت ذلك طبيباً .وكذلك الغرض ترك فترة لترتاح الام من الحمل .
يعرف تنظيم الأسرة بأنّه إيجاد فترات متراوحة ومتباعدة بين مرات الحمل بطريقة مشروعة لا غبار عليها غير ضارة لاحد من الزوجين،والداعي لذلك او السبب أن يكون هناك خوف على صحة أحد الزوجين وخاصةً الزوجة بسبب الحمل المتتالي. او قد يكون بسبب الضعف الاقتصادي أو عدم المقدرة في رعاية الزوج للأسرة
حكم تنظيم النّسل هو جائز في الاسلام ومباح من حكم العزل الذي كان مباحاً في زمن الرّسول صلّى الله عليه و سلّم ،حيث كانوا الصّحابة رضوان الله عليهم يعزلون في زمن النبي محمد صلّى الله عليه و سلّم.
تنظيم النّسل هي فرصة لإعطاء الطفل الرضيع حقه في الرضاعة و التربية ، إذا كان الوضع المادي للزوج و الزوجة ضائق في فترة معينة حيث يجوز العزل و إذا فرج الحال يجوز الرجوع عن العزل مرة أخرى
راي الاسلام في التعقيم
حكم منع الحمل نهائي بالتعقيم، أن تحديد النسل بمعنى منعه مطلقاً ودائماً حرام شرعا:
التعقيم هو سلب القدرة على الإنجاب و هي عملية جعل الفرد غير قادر على الإنجاب وذلك عن طريق عدد من التقنيات الطبية وهي الطريقة التي تجعل المراه عقيمه .ويتم التعقيم عن طرق جراحية وغير جراحية. عملية التعقيم هي عملية دائمة ومن الصعب أو المستحيل أن يتم عكس مفعولها ويعود الشخص للإنجاب مرة أخرى
والتعقيم محرم شرعا لان الاسلام أباح تنظيم النّسل وفيه تخفيف على الزوج و الزوجة في نفس
اما حديث الرسول :قال الرسول صلى الله عليه و سلم : تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ، تنظيم النسل لا يتعارض مع هذا الحديث فهل اذا انجبنا العشرات والقينا بهم في الشارع ليشحت او يسرق بدون اي تعليم او رعايه فهل هذا يكون مقصد مباهي بكم الامم بالتاكيد لا التباهي يكون بالجيد والحسن من الجيل كما ان الحديث
يدعو إلى الزواج والإنجاب وليس معنى ذلك أن يكون هناك كثرة مُضاعفة في الإنجاب، بل اذا استطعتم الزواج فتزوجوا واذا انجبتم لا تكونوا كالسيل كثرة بلا فائده :
عندما ننظر للأسباب التي دعت إلى العزل(المقصود منع الحمل) في عهد الرسول،
سنلاحظ أن الإمام الغزالي ذكر جملة من الأسباب، منها تحقيق حالة جمالية عند الزوجة بصفة خاصة، بحيث أنه يخشى بأنها لو حملت سيكون هناك أمر معين يخل بالوضع الجمالي لها، فكان يعزل”.
يَحرُمُ الإجهاضُ بعد نفخ الروح في الجنين إلا بمبرر طبي يحذر من وقوع خطر على حياة الأم ببقائه.وكان الطبيب معروف انه ثقه ياخذ بقراره لحفظ صحه الام .
الإنجاب المنضبط حق للزوجين وواجب على المستوى العام والكلي لأنه مطلب وجُودِيٌّ لاستمرار بقاء النوع الإنساني.
تنظيم النسل من المسائل الشخصية التى تتعلق بالزوجين وحدهما، والتى تختلف من أسرة لأخرى حسب ظروفها الاجتماعية والصحية، ولا تعالجه القوانين وإنما خير وسيلة لتنظيم الأسرة فهم الدين فهما سليما وإشاعة ذلك بين جميع أفراد الأمة.
فلا نتشدد بمنع التنظيم .