هل الأصل فى الإنسان البراءة وسوء الظن امر مكتسب
كتبت/عفاف كمال الدين
هناك قاعدة فقهيه مشهورة وهى أن الأصل فى الإنسان البراءة حتى يثبت العكس لكن للأسف كثير من الناس يرى عكس ذلك فالأصل عندهم الإتهام وسوء الظن. ،«قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ» الحجرات
وعنْ أَبي هُرَيرةَ أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ« إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإنَّ
الظَّنَّ أكذَبُ الحَدِيثِ متفقٌ عَلَيْهِ». فلابد من حمل الناس على
أحسن محاملهم وإحسان الظن بهم والتماس العذر لهم فالمؤمن
هو من يلتمس للناس المعاذير والمنافق هو الذى يلتمس لهم
الزلات وقد أمرنا أن نقبل من الناس علانيتهم ونكل سريرتهم
إلى الله وهو يتولى السرائر قال تعالى — ياأيها الذين آمنوا
اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن أثم — والإنسان لا يطمئن
ولايرتاح إلا إذا أحسن الظن بالخلق وأساء الظن بنفسه وليس
معنى إحسان الظن بالناس أن يخدع الإنسان ويلدغ من جحر مرتين وتكتنفه الغفله بل يكون يقظا وأن يكون كيسا فطنا كما جاء بقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه — لست بالخب ولاالخب يخدعنى فهو ليس بمكار يخدع الناس ولكنه أيضا لا يخدعه أحد فهو متيقظ منتبه تماما فلا بد من الموازنة والتفرقة واليقظةبين حسن الظن بالآخرين وبين الغفلة والإنخداع بحلوا الكلام
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بحسن الظن بالناس والتماس الأعذار لهم، وجاء ذلك في العديد من الآيات القرآنية، كما وردت العديد من الأحاديث في السنة النبوية تشجع على إحسان الظن بالآخرين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَباغَضُوا، وكُونُوا إخْوانًا، ولا يَخْطُبُ الرَّجُلُ علَى خِطْبَةِ أخِيهِ حتَّى يَنْكِحَ أوْ يَتْرُكَ)، وفي هذا الحديث دلالة على تحريم سوء الظن بالمسلمين، بالإضافة إلى تحريم العديد من الأمور الأخرى مثل التجسس والغيبة والنميمة، واحتقار المسلم لأخيه، كما أن سوء الظن بالآخر يسبب العداوة والكره، فوجب على المؤمن أن يحسن الظن بأخيه إلا في حال تبين له غير ذلك، فإذا حدث سوء الظن ثم تجسس الإنسان على من أساء الظن به وثبت له الأمر يجب عليه أن يستر ما رأى وما علم من عورة أخيه، وذلك بغية الفوز بالستر من الله سبحانه وتعالى يوم تكشف العورات، ومن الجدير بالذكر أنّه إذا تأمل الإنسان في حقيقة البشر وجد أنّهم ضعيفون ويجب التماس الأعذار لهم، وعدم مؤاخذتهم على أمور يمكن أن تحتمل الوجه الحسن حتى وإن كان الاحتمال ضعيفًا، إذ إنّ هذا الأمر يسهل على الإنسان ويجعل قلبه سليمًا خاليًا من البغض والكراهية، ويُعدُّ حسن الظن بالناس من الأمور الواجبة والمهمة في الإسلام، ويبدو ذلك واضحًا من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة