فقد كان لامرتين أميرا لشعراء عصره في فرنسا، وكان نجما ساطعا من نجوم المجتمع والسياسة في بلاده ، حتى أنه تولي رئاسة الدولة عام ١٨٤٨ .
إن لامرتين كان يحمل في أعماقه إيمانا راسخا بأصله العربي،
ويتحول هذا الإيمان إلى إلى عشق للشرق وحرص على زيارته،
فقام بزيارة سوريا ولبنان وفلسطين حيث كان يظن أن أصله من تلك المنطقة.
ويواصل لامرتين رحلته إلى الشرق فيسافر إلى تركيا، ويتصل بالسلطان العثماني، فيمنحه السلطان رتبة الباشوية.
يعتمد لامرتين(عندما يتحدث عن أصله العربي) على حقيقة تاريخية لا شك فيها، وهي أن بعض الأسرى العرب ( من غزة بالتحديد ) قد وقعوا في يد الصليبيين ورحلوا معهم إلى فرنسا وعاشوا واندمجوا بالتدريج مع المجتمعات الجديدة.
والنقاد الغربيون الذين ينكرون الأصل العربي للشاعر هم الذين لا يستطيعون أن يتغلبوا علي عقدة في نفوسهم تقول لهم : أن كل ما ليس أوروبا لا قيمة له وأن العبقريةالإنسانية احتكار لأوروبا وتلك عقيدة حضارية كامنة في العقول الغربية ولكن الحقيقة أن العرب دخلوا في صراع حضارى شديد العنف مع أوروبا في أسبانيا، واستطاعوا أن ينتصروا عليها في هذا الصراع، و أقاموا في الأندلس حضارة مذهرة استمرت ثمانية قرون متصلة،
ولكن الذي يهمنا نحن العرب من اهتمام لامرتين بالتأكيد على أصوله العربية هو أن ندرك أننا قادرون مثل غيرنا من أبناء الشعوب، على أن نقدم للبشرية إسهامات حضارية كثيرة وغنية، وها هو لامرتين الشاعر العظيم بكل ما له من عبقرية أصيلة يصر على انتسابه للدم العربي الذي يستطيع أن يفيض على الإنسانية بالخير والفن..