لحظات الرعب في حريق كنيسة الأنبا بولا
تقرير عن مصراوى
ما إن وصلت عقارب الساعة للثانية عشرة من صباح الأربعاء، حتى فوجئ “مينا فرح” بألسنة لهب مرتفعة من الطابع الأخير من كنيسة الأنبا بولا في حدائق القبة، فزع مينا، هرول مسرعًا رفقة أصدقائه إلى مصدر النيران: “لقينا الحريق مرتفع جدا بشكل مخيف.. حسينا إنه جحيم”.
ظلت نظرات أبناء الكنيسة، وأهالي المنطقة عالقة نحو الألسنة المتصاعدة، ظلوا ساكنين في أماكنهم دون محاولة لإخماد الحريق “الولعة كانت في الدور التالت محدش يقدر يطلع ليموت”، لم يدر بخلدهم حينها سوى إنقاد الأنبا ميخائيل، وعدد من العمال المتواجدين داخل المبنى، مينا فرح، شاهد عيان يقول لمصراوي.
بخطوات حثيثة، انتقل عدد من الشباب إلى بوابة الكنيسة، ترجلوا للداخل، أخرجوا الأنبا ميخائيل، ومن بعده حوالي 5 عمال مصابين باختناق، وعادوا على مسافة بعيدة من الكنيسة من جديد يشاهدون الجدران تتآكل من شدة اللهب “مكنش قدمنا غير إننا نستعجل المطافي كل شوية”.
أصوات مدوية تصك آذان المتواجدين، لم يتمكن الأهالي من معرفة مصدرها، إلى أن صاح أحدهم “التكييفات بتضرب لازم نفصل الغاز والكهربا عن المبني”، لم يستجب أحد لنداء الرجل نظرًا لصعوبته وسط ألسنة وأدخنة النيران، حتى تنامى إلى مسامعهم أصوات “سرينة” سيارات الإطفاء بعد حوالي 30 دقيقة من الحريق، وفق محمود حسين، شاهد عيان.
10 سيارات إطفاء تراصت بطول شارع الكنيسة، وشرع رجال الحماية المدنية في تجهيز الخراطيم والسلالم في غضون دقائق، للسيطرة على النيران. صعدوا السلالم، فتحوا أقفال المياه، وبدأوا في تصويبها نحو الشعلات النيران الكثيفة، ومن حولهم كردون أمني فرضته قوات الأمن؛ لمنع تسلل أي أحد نحو الحريق.
لم تفِ السيارات وحدها بالغرض، فلجأوا إلى 3 خزانات مياه استراتيجية، لتساعدهم في إنهاء الحريق. بعد ساعة ونصف من التعامل معها تم إخمادها، ومن ثم بدأت مرحلة التبريد حتى السيطرة عليها نهائيًا.
كنيسة الأنبا بولا، مكونة من 3 طوابق بالدور الأرضي؛ الأول مكتبة، الثاني حضانة، الثالث دار مناسبات مكتظ بالأخشاب و”السجاجيد”؛ لذلك يري رفعت عزيز، مُتردد على الكنيسة، أن ماس كهربائي حدث في أحد التكييفات تسبب في وقوع الحريق بأخر طابق، والأخشاب و”السجاجيد” حفزت النيران على زيادة كثافتها.
وأيد حديث “رفعت”، مصدر أمني- رفض ذكر اسمه- لمصرواي، قائلًا: “ماس كهربي سبب الحريق، ولا يوجد شبهة جنائية”.
تواجد خلال عملية الإطفاء عدد من القيادات الأمنية، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، لمتابعة السيطرة على الحريق.
وتجول المحافظ والقيادات الأمنية، في محيط المكان لمعرفة أسباب الواقعة، وبعد إخماد النيران التقوا بقساوسة الكنيسة، واعدًا إياهم بمتابعة الحريق لحطة بلحظة حتى انتهاء عملية التبريد، وحصر الخسائر.
وحضر فريق من النيابة العامة، لمعاينة موقع الحريق، وأمر بانتداب رجال المعمل الجنائي، لفحص آثار الحريق والوقوف على أسبابه.