التربيه والتعليم بالقدوة بصلاح الآباء يكون صلاح الابناء
كتبت /عفاف كمال الدين.
الابناء دائما في الصغر، يقلدون الاباء،فهم بالنسبه لهم المدرسه. التي منها التعاليم ،والسلوك والمعرفه،خلال مراقبتهم لسلوك الاباء.
فالمناهجُ والنظرياتِ التربويةَ في حاجةٍ دائمة إلى من يُطَبِّقهَا ويعملُ بها، وتظلُّ تلك المناهجُ نظرية ـ فقط ـ، ولا تحقق جدواها ما لم تتحول إلى سلوكٍ ،عَمَلِيٍّ للمربين أنفسهم، ولذا كان المنهجُ النبوي في« إصلاحِ البشريَّةِ »وهدايتها يعتمد على وجودِ القُدْوَةِ التي تحوِّل تعاليمَ ،ومباديء الإسلام ،إلى سلوكٍ عمليٍّ، وحقيقةٍ واقعة أمام الناس جميعاً، ولذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا أمر بشيء عمل به أولا، وإذا نهى عن شيء كان أول المنتهين عنه، فكان – صلى الله عليه وسلم – هو القدوةَ والأسوة العملية التي تترجم الإسلام إلى حقيقة وواقع، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب
فلما كان الأولاد ثمرة الآباء، وعملهم الصالح، ونعمة من الله تستحق الشكر؛ كان على الآباء، واجب التربية والتعليم. والتوجيه والإرشاد، وإنه ينبغي على الآباء ،ألا يغفلوا عن أسلوب القدوة، الذي هو من أهم أساليب ،التعليم والتوجيه التي جاء بها الإسلام؛ فقد بُعث ﷺ ليتمم مكارم الأخلاق.
وقيل: إنما يتعلم الناس بعيونهم، لا بآذانهم، وإن مثالًا واحدًا أنفع للناس من مئات الكتب والمجلدات، وليعلم الأب أن كل توجيه يوجِّه به أولادَه لا بد أن يصاحبه تطبيق عملي لهذا التوجيه، ولو ظلت الأم تعلم ولدها، وتحثه على الصدق وتنهاه عن الكذب؛ ووجد والده أو والدته تكذب مرة أمامه؛ فإنه سيأخذ الفعل ولا يلتفت إلى الأقوال أبدًا، فإن ذاكرة الطفل -كما يقول المختصون- تبدأ مبكرًا في حفظ الصور والمواقف التي تحدث أمامه، ويقوم العقل بترجمتها إلى سلوك.
وإن الطفل في أولى مراحل وعيه وإدراكه يرى والده أعظم إنسان، ويحاول تقليده في كل صغيرة وكبيرة؛ فإن أحسن الوالدُ؛ أحسن الولد، وإن أساء الوالدُ؛ انطبع هذا السوء في ذهن الولد، ورآه حسنًا لا بأس بأن يتخلق به، ويظهره أمام الناس.
وليعلم الآباء أن الرجل في بيته يكون بعيدًا عن أنظار الناس لذلك يعيش بطبعه، ولا يخشى ملامةً ولا انتقادًا، ثم لا ينتبه أن معه في بيته ذاكرة تخزينٍ لطباعه وأخلاقه، سيحولها أولاده فور اختلاطهم بالمجتمع الخارجي الي افعال واقوال.