الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج فى شهر رجب جائز، رغم الاختلاف فى زمن حدوثها.
كتبت/عفاف كمال الدين
ويتجدد الجدل فى مثل هذا التوقيت من كل عام حول أن الاحتفال بتلك المناسبة هو نوع من أنواع البدع التى نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لرسولنا الكريم.
أن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج مستحب، إحياء لذكرى احتفى القرآن بها لما قال تعالى (“سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا”)، وفيه إحياء لقيمة السرور والفرح للمسلمين وهذا ما دعا اليه القرآن فى قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون.
وهو يوم من أيام الله الذى جاء فى القرآن الامر بالتذكير بها فى قوله تعالى “وذكرهم بأيام الله”، الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج جائز شرعًا ولا شىء فيه، ما دام لم يشتمل على محرم بل على قرآن وذكر وتذكير؛ وخصوصاً أنه لم يرد نهى عن ذلك”.
النهي عن الاحتفال
فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
“فإن قيل: أن هذا أمر مُحدث، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) [رواه مسلم]، قيل ض: نعم ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ بل هو حسن مقبول، فهذا سيدنا بلال رضى الله تعالى عنه وأرضاه لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلى بعده ركعتين، وهذا صحابى جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبى صلى الله عليه وسلم بذلك وسمعه فبشَّرهما، بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك وتلاوة القران الكريم وذكر الله تعالى من الدين، ولا شك أن هذا الكلام الذى يجعل الاحتفال بأيامنا الدينية والوطنية بدعة سيئة اغلاق الطريق أمام العقل المسلم وإغلاق طريق الإبداع والاجتهاد وإشاعة للكآبة والعبوس فى حياتنا”.