التضحيه. و الوفاء خلق ثابت باغلب النساء
كتبت عفاف كمال
شهر الام والاسرة
المراه والام هي جنه الارض ونصف المجتمع وعنوان للامان .
عطاء بلا حدود, وبذل بلا مقابل, وستر للعيوب, وحفظ للجميل, وصفح عن الزلات, وثبات على العهد, وحفظ للود…. وإن شئنا القول فهو مفهوم جامع لكل قيمة نبيلة وخلق فاضل!
يعرف الوفاء كذلك بأنه كمال الشيء وتمامه, وهو ركن من أركان البيوت المطمئنة والأسر السعيدة, والوفاء بين الزوجين هو أن يوفي كل منهما للآخر حقوقه كاملة غير منقوصة, وقد جعل الله الزواج آية وجعل عقده ميثاقا غليظا, بل من أوثق العقود التي يجب الوفاء بها, تنبهي يا سيدتي فإن بينك وبين زوجك عقدا, والله سبحانه مطالبكِ ـ كما طالب الرجل ـ بالوفاء به في كتابه الكريم ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )
كانت فاطمة بنت عبد الملك ناعمة مرفهة وغنية مترفة فهي بنت الخليفة عبد الملك بن مروان وأخت الخليفة الوليد بن عبد الملك وزوج الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، ولكن لما تولي زوجها الخلافة دخل عليها قائلا: ابكي يا فاطمة فقد ولي زوجك أمور المسلمين ، وعزم أن يسير في الناس سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , وطلب من زوجته فاطمة أن تشاركه الأجر فأسرعت الزوجة المحبة لزوجها ووهبت ما لديها من جواهر ثمينة وحلي غالية لبيت مال المسلمين عن رضا وطيب نفس وانطلق عمر ينشر في الناس العدل والرحمة والعفة والكرامة متحملا الأمانة ومستشعرا المسؤولية… قرأ ذات مرة في صلاته وهو يصلي بالناس إماما “وقفوهم إنهم مسؤولون” (24) الصافات. فأخذ يرددها مرارا وتكرارا حتى سقط على الأرض مغشيا عليه… مات عمر بن عبد العزيز بعد أكثر من عامين من توليه الحكم ولم يخلف لأولاده وزوجته شيئاً… وفي لحظة فإذا بفاطمة ـ بنت العز وسيدة القصور ـ تجد نفسها بلا زوج ولا مال ولا جاه، حتى رق لها أمين بيت المال وقد رأى ما أصابها فقال لها يا سيدتي إن حليكِ ومجوهراتكِ لازالت كما هي.. إن شئت رددناها عليكِ.. فإذا بالزوجة الوفية تقول: لا، بل أعيش على العهد حتى ألقى ربي فما كنت لأطيع زوجي حيا وأعصاه ميتا! أي قمة في الوفاء بلغت لكنه الإيمان الذي يصنع المعجزات!
إن المرأة بطبيعتها مفطورة على الوفاء وكما قالوا : لو كان الوفاء شخصا لكان أنثى, وذلك أن الله سبحانه أمدك بالمشاعر الفياضة وأفرغ عليها العواطف والأحاسيس ، لذا فالعجب أشد العجب من امرأة لا وفاء عندها! فأنتِ بطبيعتك ـ سيدتي ـ وفية, والزوجة المؤمنة بربها هي أشد وفاءً وذلك لأن الإيمان يصقل المشاعر ويعزز الأحاسيس والعواطف فتزداد الزوجة بإيمانها وفاءً على وفاء…إن الذين عدموا الوفاء عدموا الرحمة والحب, وفقدوا المشاعر والأحاسيس, أصبحوا جمادا لا روح بهم ولا حياة, تماما من جنس الحجارة التي يقذف بها في النار كما قال تعالى” نارا وقودها الناس والحجارة” (6) التحريم.
إن الوفاء خلق ثابت أصيل، حتى لو حصل الخلاف ودبّ الشقاق، أو وقع ـ لا سمح الله ـ الطلاق، فلا يليق بالزوجة إلا الوفاء .