عرضت علي الجبال فابت الجبال ان تحملها
كتبت/ عفاف كمال الدين
حثّ الله -تعالى- عباده على التحلّي بالأخلاق الكريمة الحسنة، ومن تلك الأخلاق الكريمة؛ خلق الأمانة، فإنّه خلقٌ ذو أهميّةٍ عظيمةٍ، أعلى الله -تعالى- من شأن ذلك الخلق، وأمر بحفظه، وذكره في عدّة مواضعٍ في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
والأمانة خلق كريم وخصلة طيبة وسلوك نبيل من اتصف بها نال رضا الله ومحبة الناس ومن حاد عنها غضب الله عليه وابتعد الخلق عنه اتقاء لشره وخيانته وقد يعتقد البعض أن الأمانة هى أن يحفظ المرء مالا لآخر فإذا أنكره صار خائنا للأمانة لكن فى الواقع هذا جزء من مفهوم الأمانة فاللأمانة معنى واسع كبير تكلم فيه الكثير من قبل ولكننا دائما فى حاجة للتذكير به لأهميته القصوى فى حياة المجتمع فالأمانة فى اللغة من الأمان وهو طمأنينة النفس وذهاب الخوف عنها وهى عبارة عن كل ما استحفظ عليه من حقوق سواء كانت لله تعالى أو لخلقه والمراد بالأمانة فى الشريعة الغراء جميع التكاليف الشرعية من عبادات كالصلاة والزكاة والحج والمعاملات والأحكام الشرعية كأحكام البيع والشراء والمواريث إلى آخره وهذا ما أكدته الآية الكريمة — إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا — هذا حق الله تعالى فى الأمانة أما حقوق العباد فى الأمانة فإعطاء كل ذى حق حقه والعدل بين الناس قال تعالى — إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانة إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل – والأمانة بالمفهوم الواسع كل ما يوكل للإنسان من عمل وما يؤتمن عليه فالموظف فى عمله لابد أن يكون أمينا فى ادائه وإن تقاعص عنه فهو خائن للامانة والمعلم فى فصله أمين فى توصيل العلم لطلابه والزارع فى زرعه والصانع فى مصنعه وهكذا يقول الله تعالى فى وصف المؤمنين – والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون — والأمانة صفة من صفات الرسل والأنبياء وعلى رأسهم الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم والذى وصف بالصادق الأمين حتى قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فلم يخن عهدا ولم يكذب قولا ولم ينقض ميثاقا وجاء صلوات الله عليه برسالته التى تدعو إلى الأمانة وتحض عليها وتحذر من الخائنين لها قال النبى صلى الله عليه وسلم – ـآية المنافق ثلاثة إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان – فما أحوج الأمة أن تتحلى بالأمانة وتنبذ الخياتة لتعلوا وترتقى فى الدنيا والآخرة
من علامات الساعة، ويوم القيامة يظهر كلّ ما يفعله العبد، فإن كان مضيعاً للأمانة، فذلك يؤدي إلى خزي صاحبها يوم القيامة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ)،[٣] فليسأل الإنسان الله -تعالى- أن يكون أميناً دائماً، وأن يُعينه على ذلك.