الاشتياق الي ارواحنا القديمه او عالم اخر
عفاف كمال الدين
بما اننا دنيا ودين مقاله عن حال البعض في تلك الدنيا وان الله
يراك الله، ويعلم كيف تشعر بالحرائق والمعارك التي تندلع داخل صدرك، وتلك الغصة الشائكة العالقة في جوفك، يعلم كم بكيت بينما كان يضحك من أبكاك، يراك ويرى من تسبب في كل ذلك، لن ينساك من لطفه.. ولن ينساه
في فترة ما من حياتك سـتكتشف أنّك لن تنتبه مَن يُقدّر جميل صُنعك ومَن لا يُقدّر ،لن تكترث لِـ رحيل البعض من حياتك وكأنّهم بالفعل عابرون منذ أوّل لحظة لوجودهم
لن تأبه بغائب أو عائد …ولن تنتظر أحد أو شيئا …
..سَـ تهدأ الصِراعات بداخلك فور وصولك للإدراك التام أن كل المواقف تُشبه بعضها …وأكثر مَن تربطك بِهم الوعود سَـ يتبخّرون ، وكأنهم فُتات من الندى المُتطاير فوق زجاج نافذة أيامك ….
سَـ تجد نفسك هشّاً وصلباً في آن واحد ..يحكمك العقل ، ويجلدك الضمير ، ويتوقف القلب عن أدواره مُكتفياً بالإحسان والجبر …
سَـ تستيقظ بداخلك أشياء تركتها مُنذ زمن وسَتشعر أحياناً كثيرة أنك طفل يودّ الطيران في قلب أحدهم او عالم اخر ،مُتسائلاً كيف للقلب أن ينبض بعد مرور تلك الأعوام فوق صدرك وجَبينك تاركة أثر شَيب المعارك في خُصلات روحك زاهية بيضاء ، وكيف تتاقلم الروح الغريبه الحائرة كطائر في مهب الريح
سَـ تشيخ روحك مرّة ،و سَـ تزهر مرّة …وستتأرجح ما بين رغبة ورَهبة …وستدور بِك أمنياتك تتعطّش لعودة زمن قديم مرّ بِك ولم تحسن صُنعاً في محاولة اسعاد نفسك …تودّ لو تعود بك الأيام .لِـ تكون فيها أكثر رفقة ورأفة بحالك وأشد لطفاً بقلبك ….تودّ لو يعود بِك ألف شهر للوراء
لتكون رِدة فعلك تجاه الأشياء أكثر صرامة وحَسم …
وأن لا تأخذ شيئاً بمحمل الثقة العمياء والتهوّر والاندفاع فالواقع مؤلم بل مهين لا يابه ابدا بالاخرين او مشاعرهم
في عُمر ما سَـ تشتاق لِـ نفسك الصلبه لا الطيبة التي جَنت على حالها بكثرة الأعباء والأثقال والتحمل والتبرير للاخرين بقصد سير المسير….ولكن ما أثمرت إلا شيئاً وهو تآكل العُمر وغربه وعدم استيعاب لافعالك و لروحك من البعض دون مبرر فحسب يجوز لاننا كنا ضعفاء او هذا الكون ليس مكان لنا غرباء عن اهله
لا والله ما كُنّا ضِعافاً.. وإنما كُنا لُطفاء أكثر مما ينبغي..
لا والله ما كُنّا خائبين.. أو طائشين.. أو فقراء الهوى.. وإنما فقط كُنا جِوعي للأمان..للصدق للثقه للنوايا الصادقه ظاهرا وباطنا فهي اغلي علي ارواحنا من الدنيا
ولا يقطع الأماني بسيف الماكرين.او اصحاب الظنون او اللذين لا يعلمون انها مجرد دنيا لا نريد منها الا حسن سلامه الوصول عند انتهاء الرحله بين يدي رب كريم عالم بالباطن قبل الظاهر