وثيقة القاهرة للحوار
كتبت / عفاف كمال الدين
يُعد إطلاق وثيقة القاهرة للحوار إحدى ثمار دعوات سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي لحوار دولي متزن وبناء , حيث تلقفت وزارة الأوقاف دعوة سيادته للحوار وأعلنت عن مؤتمرها الدولي الحادي والثلاثين تحت عنوان : “حوار الأديان والثقافات” , وتقديرًا لمكانة مصر كان التمثيل الدولي في المؤتمر غير مسبوق رغم ما يمر به العالم من ظروف مواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 , حيث حضر المؤتمر نحو مائة وزير ومفتٍ وعالم ومفكر من مختلف دول العالم تقديرًا لمصر ودعوة رئيسها الصادقة للحوار .
وبلغت البحوث وأوراق العمل ما يزيد على أربعين بحثًا وورقة عمل ناقشها العلماء والمفكرون في تسع جلسات علمية , وانتهوا إلى الإجماع على إصدار ودعم وثيقة القاهرة للحوار , وإنشاء مركز دولي للحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة .
ومن أهم ما تضمنته هذه الوثيقة من مبادئ جديرة بأن نعمل جميعا على ترسيخها في واقعنا الراهن سواء على المستوى الوطني أم على المستوى الدولي , ما يلي :
1. الحوار مطلبٌ أكدت عليه جميعُ الشرائع السماوية ، وجميعُ الحضارات والثقافات الرشيدة باعتباره صمام أمان للجميع .
2. التأكيد على أن وحي السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة في الدنيا والآخرة , ويعلمه قيم الرحمة والحق والخير , ويحفظ دمه وماله وعرضه , وأن من خرج عن ذلك فقد خرج عن فهم صحيح الدين .
3. التأكيد على أن أوطاننا أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها – أفرادًا ومؤسسات , وشعوبًا وحكومات – وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر .
4. التأكيد على أهمية دور الإعلام في دعم قيم التسامح ونبذ العنف وأهمية التغطية الإعلامية المهنية للأحداث ، وضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي دولي يوفق بين ضرورات حرية التعبير والرأي وبين مقتضيات احترام الثقافات والأديان .
5. التأكيد على الرفض المطلق للتطرف والإرهاب وللكراهية والتعصب ورفض التوظيف السياسي لأي من ذلك كأداة لتفتيت الدول وهدمها أو لحصد الأصوات وكسب الانتخابات , والتأكيد على رفض ربط التطرف والإرهاب بأي دين , ورفض الزج بالأديان والمقدسات في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية والتحذير من أن مخاطر الإساءة للمقدسات والرموز الدينية هي تهديد للأمن والسلم الدولي.
6. التأكيد على أن الهدف من الحوار بين الثقافات ليس محاولة تغيير ثقافة أو هيمنة ثقافة على باقي الثقافات , ولكن أن نصبح أكثر فهمًا ومعرفة واحترامًا لثقافاتنا المتنوعة .
7. التأكيد على أهمية دور المرأة في ترسيخ ثقافة الحوار ، والاستفادة من جهودها الدعوية والثقافية في هذا المجال ، مع تثمين اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بالمرأة وحسن إعدادها وتأهيلها واعظة وقيادية.
8. التأكيد على أهمية إصدار قوانين تجرم الإساءة للأديان والرموز والمقدسات الدينية كجريمة تدخل في خانة التمييز العنصري .
9. ضرورة التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية لتعزيز قيم الحوار وآدابه وضوابطه ، وتفنيد ضلالات الجماعات المتطرفة تجاهه وفق استراتيجية تشاركية دقيقة ومحددة على المستويات الوطنية والدولية .
10. العمل على تدعيم مناهج التعليم في مراحله المختلفة بما يعزز أسس ومفاهيم الحوار وضوابطه ، وغرسها في نفوس الدارسين منذ الصغر .
11. ضرورة التحول بنشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر والخروج بالحوار بين الثقافات من ثقافة النخبة إلى ثقافة عامة في جميع المجتمعات , مع تعزيز أنماط التعليم التي لا ترسخ لأحادية الرأي أو ترفض الحوار مع الآخر .