الفرق بين التحكيم الدولي والقضاء الدولي
بقلم : د. القاضي شمس عبدالله العمرو
-القضاء الدولي
إنّ المعنى الحرفي لكلمة القضاء هو حكم المحاكم أو تطبيق القوانين، أو القيام بالفصل بين الخصوم سواء أكانوا أفرادا أو كيانات.
أما القضاء الدوليّ فهو عبارة عن الحكم أو الاحتكام للقوانين بين الخصوم على مستوى العالم من خلال طرف دوليّ مستقل أو هيئات قانونيّة مُحايدة ترتكز في أحكامها على القوانين الدوليّة التي تعترف بها أغلب بلدان العالم إذ يلتزم به أصحاب السلطة واتخاذ القرار في أي مكان كانوا، ويلجأون إليه في حالة وجود أي مشكلة مع دولة أخرى على سبيل المثال.
إضافة إلى أنه يختص أيضا بحالات اغتيال أو قتل الشخصيات العامّة العالمية مثل حكام البلدان أو السياسيين وغيرهم، وكذلك باقي القضايا العالمية الأُخرى التي تشمل انتهاك لحقوق الإنسان في دولة ما، أو أي مخالفات للاتفاقيات العالمية المرتبطة بها، والتي تم توقيعها مِن قِبل الكيانات الدولية الكبرى وأغلب بلاد العالم ومنظماته ومؤسساته المستقلّة.
أما الهيئات العالمية التي تمثل القضاء الدولي فهي محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان والذي يعقد اجتماعاته في جينيف بسويسرا.
-التحكيم الدولي
وهو يعتبر السبيل الأساسي من أجل حل وتسوية المنازعات التي تنشأ عن الاتفاقات التجارية أو العلاقات الدولية.
وكما هو الحال في عمليات التحكيم بصورة عامة، فإن التحكيم الدولي يقوم بشكل أساسي على العقود، وهذا معناه أن أطراف النزاع قد اتخذت قرارا أن تقدم المنازعات إليه من أجل أن تصل لقرارات تجعل الجميع يلتزم بها يحكم بها واحد أو أكثر من المحكمين والذين اختيروا من قبل الخصوم أو بالنيابة عنهم.
لقد تم إقرار التحكيم الدولي من أجل أن يتم السماح للأطراف التي قد يحدث بعدها نزاع فيما بعد والتي لها خلفيات قانونية مختلفة بتسوية منازعاتهم، دون الدخول في شكليات النظم القانونية لأي طرف منهم.
وتوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي بالأطراف المتنازعة لأن تحل نزاعاتها الدولية من خلال التحكيم الدولي تلك الأسباب تقوم على رغبة الخصوم في اجتناب انعدام الدقة وتجنب أي ممارسات محلية ترتبط بالمحاكم في دولة ما.