“هنا القاهرة”
كتب _ اسامه محيسن
مدير فرع الغربية
فى ظل الاحتفال باليوم العالمى للإذاعة الذى يوافق الثالث عشر من فبراير وكذلك يوم31 مايو1934 نتذكر الاذاعة المصرية .. صوت بلدنا.. زمن الفن الجميل .. عندما كان الراديو جزءًا أساسيا من الروتين اليومى للأسرة المصرية.. ذلك الصندوق السحري الذي جمع المصريين حوله وكانت برامجه سببا فى تشكيل وعى الكثير من الأجيال ، بل كانت شاهداً على مراحل هامة من تاريخ مصر، واشتركت في بعض الأوقات في صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها
برامج وحوارات تمثل كنوز الإذاعة المصرية.
هنا القاهرة كانت أولي الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية عند افتتاحها في 31 مايو عام 1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية .. ساعة لقلبك، كلمتين وبس، همسة عتاب، أبلة فضيلة، ربات البيوت، لغتنا الجميلة ..الأغانى الصباحية والصور الغنائية ..الدندرمة وعوف الاصيل وألف ليلة وليلة .. أصوات أم كلثوم وعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والشيخ الباقورى ومحمد رفعت وغيرهم من العظماء
*اليوم العالمي للإذاعة طبقا لليونسكو*
تقوم الإذاعة حاليا بدور مشهود وملموس رغم ما تموج به الساحة من وسائل إعلامية كثيرة سواء كانت مقروءة أو مرئية، إلا أن الإذاعة تظل هى المحور الرئيسى فى عالم الإعلام، فالإستماع إلى الإذاعة يُطلق لدى المُتلقى طاقات الخيال والتصور ويحمله على الإنصات بتركيز أكثر إلى الكلمات والمقاطع والنغمات ، وقد وافقت اليونسكو على اعتماد اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، و جاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة وجرى تقديمها رسميا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في سبتمبر 2011.
وأطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاحتفال السنوي بداية من ديسمبر 2012 فأصبح بذلك يوماً تحتفي به جميع وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها وشركاؤها، حيث دعمت شتى الوكالات الإذاعية هذه المبادرة وحثت المحطات الإذاعية في الدول المتقدمة على مساعدة المحطات في البلدان النامية بهدف الانتباه إلى مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي
*تطور الإذاعة عبر العصور*
تمثل الإذاعة منذ نهاية القرن 19 وسيلة إعلام هامة أكثر من أي وقت مضى، وقد بدأت تكنولوجيا الإذاعة تحت صيغة “البرق اللاسلكي” ويعود هذا الاختراع إلى اختراع تكنولوجيتي الهاتف والبرق.. ومع مجيء التكنولوجيات الجديدة وتلاقي وسائل الإعلام المختلفة، أخذت الإذاعة بالتحول والانتقال إلى منصات بث جديدة، مثل الإنترنت ذات النطاق العريض، والهواتف الخلوية والصفائح الرقمية.. وتبقى الإذاعة ملائمة في العصر الرقمي بفضل الاتصال الدائم للناس عبر الحواسيب والأقمار الصناعية ووسائل التواصل المتحركة، وترى اليونسكو أن الإذاعة موائمة بشكل خاص للوصول إلى الجماعات المحلية النائية والمهمشة ، و تلعب الإذاعة دورا هاما في حالات الطوارئ ولا ننسى الكلمة الشهيرة،الدواء فيه سم قاتل، فى احد الافلام المصرية جميعنا يعرف هذه الجملة الشهيرة فى فيلم الممثل القدير عماد حمدي فيلم – حياة أو موت – والذي تم إنتاجه عام 1954
كما أنها إحدى الوسائل الأكثر توفيقا لتوسيع الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، و تشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم ما بين الثقافات. فما زالت الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأكثر نشاطاً والأكثر تفاعلاً مع الناس والأكثر إشراكاً للجمهور، إذ تتكيف الإذاعة مع التغيرات التي نشهدها في القرن الحادي والعشرين وتوفّر سُبلاً جديدة للتفاعل والمشاركة. وتملك الإذاعة قدرة فريدة على الجمع بين الناس وتيسير إقامة الحوار البنّاء فيما بينهم من أجل إحداث التغيير المنشود، بينما يرى البعض أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤدى إلى تشتت الجمهور وتشرذم الناس وحبسهم في فقاعات إعلامية مع من يشاطرونهم الآراء.. وتعمل الإذاعة على إعلامنا وتغيير أحوالنا عن طريق برامجها الترفيهية والإخبارية، وكذلك البرامج الحوارية التي تُشرك فيها المستمعين.
شهدت الاذاعة تطورات متلاحقة زادتها انتشاراً عندما ظهر الترانزستور كثورة حقيقية في مجال الاتصال فأصبح جهاز استقبال الراديو رخيص الثمن وفي متناول يد الملايين، هذا التزايد والانتشار لأجهزة استقبال الراديو تأكيدا لفكرة أن الراديو هو أكثر وسائل الاتصال انتشاراً في كل وقت وفي كل مكان.
يستمع الناس حاليا إلى محطات AM وFM عبر أجهزة الراديو أو الهواتف المحمولة أكثر من الاستماع إليها عبر الأقمار الصناعية (الساتلايت) أو الإنترنت . . بل إنه فرض نفسه كوسيط على الهواتف المحمولة التي أصبحت أداة لبث محطات إذاعية كثيرة، تجذب عددا كبيرا من المستمعين في بلدان كثيرة. *هنا القاهرة* .. عبارة حماسية تحمل مشاعر الانتماء للوطن وكانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم في إفتتاحها عام 1934 وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية التي انطلقت في السنوات التالية ..”أحمد سالم” أول مذيع في الإذاعة المصرية و كان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسؤولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس العمل بها ، وهم : محمد سعيد لطفى باشا ، محمد فتحى، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم ، و عفاف الرشيدي.. رغم دراسته لهندسة الطيران بانجلترا إلا أنه لم يعمل في به إلا فترة وجيزة، وأتاح له صوته المميز وإطلاعه بأن يترأس القسم العربي بالإذاعة المصرية.. لم تمكن أدوات التسجيل القديمة آنذاك من حفظ تراث “أحمد سالم” وأحالت بين وصوله إلى الآجيال المعاصرة، قدم استقالته بعد أن عرض عليه “طعت حرب” أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل، وبنى استوديو مصر على أحدث طراز آنذاك وقدم باكورة إنتاجه فيلم “وداد” لكوكب الشرق “أم كلثوم”.
وقد عرفت مصر الإذاعة في منتصف العشرينيات من القرن الماضي واستمرت الإذاعات الأهلية في إرسالها حتي توقفت عن الإرسال في29 مايو1934 لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت يوم31 مايو1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية .
*الأفندية والبكوات* فى يوم افتتاح الإذاعة المصرية
بدأت الإذاعة المصرية افتتاحها في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم31 مايو عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها إنطلاق صوت الآنسة أم كلثوم التي تقاضت ٢٥ جنيهًا نظير إحيائها للإفتتاح، وغني أيضًا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب وشمل برنامج الاذاعة حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، والمونولوجست محمد عبدالقدوس، والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا”، ومع أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي الذي عرف بلقب “كروان الإذاعة”.
تطور البث الإذاعى.. قصة نجاح
وقد مر تاريخ الإذاعة في مصر بعدة مراحل لكل مرحلة سماتها وهي: الإذاعات الأهلية و عهد شركة ماركوني البريطانية و مرحلة التمصير وعهد الثورة ومرحلة الشبكات الإذاعية والسيادة الإعلامية حتى الآن .
*الإذاعات الأهلية*..ذات صبغة تجارية
عرفت مصر الإذاعة قبل عام1926 وتميزت المحطات الأهلية بتركز معظمها في مدينتي القاهرة والإسكندرية, وكانت معظم برامجها باللغة العربية بينما كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية للأجانب فى مصر ، وكان معظم أصحاب تلك المحطات من التجار الذين يرغبون في ترويج سلعهم بصفة عامة وتجار أجهزة الراديو بصفة خاصة الذين أقاموا المحطات الإذاعية للترويج لتجارتهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية, مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس ومحطة راديو فاروق التي أنشأها إلياس شقال، كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد، وكانت ضعيفة الإرسال لا تغطي أكثر من الحي الذي تذيع منه ومعظمها أقيمت في غرفة أو شقة صغيرة، وكانت تتعرف علي رغبات مستمعيها عن طريق الخطابات والمكالمات ..وتراوح إرسال معظم هذه المحطات الأهلية ما بين2 – 4 ساعات يوميا سواء علي فترة ارسال واحدة أو علي فترتين وكان الجزء الأكبر من المضمون الإذاعي الذي تقدمه معظم هذه المحطات ترفيهيا مما دفع الجمهور الي الشكوي من بعض المضامين الإذاعية وكانت المهاترات بين المحطات الأهلية من أهم أسباب إغلاقها وتوقفت عن الإرسال في29 مايو1934 لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت ارسالها في31 مايو1934.
الإذاعة في عهد شركة ماركوني
وافق مجلس الوزراء في يوليو1932 علي أن تتولي شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية كوكيل عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين, وبدأ العمل في إقامة محطات الإرسال وكذلك الاستوديوهات الإذاعية في مبني شركة ماركوني في شارع علوي خلف البنك الأهلي المركزي حيث أقامت الشركة خمسة استوديوهات، وشهدت هذه المرحلة إشراف وزارة المواصلات علي الإذاعة حتي إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية في20 أغسطس1939 فأصبحت الإذاعة إحدي اداراتها، وفي19 ابريل1942 أصبحت الإذاعة تابعة لإشراف وزارة الداخلية وعاد الإشراف علي الإذاعة لوزارة الشئون الاجتماعية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية علي أن يبقي لوزارة المواصلات اختصاصها المتمثل في الإشراف علي صيانة أجهزة المحطة وادارتها من الناحية الفنية وتحصيل رسوم الرخص والتفتيش عليها.
وشهد المضمون الإذاعي خلال هذه المرحلة ارتفاعا ملحوظا في مستواه وكانت هناك محطتان اذاعيتان هما البرنامج الرئيسي بمتوسط ساعات إرسال 14 ساعة والبرنامج الأوروبي المحلي وكان يقدم مواد ترفيهية وإعلامية للأجانب المقيمين بالقاهرة والاسكندرية لمدة أربع ساعات يوميا باللغتين الانجليزية والفرنسية
*تكوين المجلس الأعلي للإذاعة*
يعود ارتفاع مستوي المضمون البرامجي في هذه المرحلة مقارنة بمرحلة الإذاعات الأهلية,الي عدة عوامل منها استقلال الإذاعة وتكوين المجلس الأعلي للإذاعة الذي أوكل اليه الإشراف علي البرامج وإقرارها والوعي الذي تميز به جيل الرواد الذين تولوا مسئوليات العمل الإذاعي في هذه المرحلة وقامت الإذاعة بتأدية وظائفها الاخبارية والإرشادية حيث تمثل دور الاذاعة في هذه المرحلة في رسم وتقرير القيم الحقيقية للشخصية المصرية من جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكان للأحاديث الإذاعية لطه حسين والعقاد وفكري أباظة وأحمد أمين وسهير القلماوي دورها المهم في توجيه الرأي العام
*تمصير الإذاعة* .. “الإذاعة اللاسلكية المصرية”
تأزمت الأمور بين مصر وبريطانيا بسبب عدم جلاء القوات البريطانية وتقديم مصر شكوي ضد بريطانيا فى مجلس الأمن، وقيام خلاف بين الحكومة المصرية والشركة البريطانية علي سياسة الأخبار الإذاعية, تم تسلم الإذاعة من شركة ماركوني في27 مارس1947 وأصبح الجانبان البرامجي والإداري في يد المصريين, وأنشئت في18 مايو1947 ادارة الاذاعة اللاسلكية المصرية, وتشكل مجلس ادارة للإذاعة وأصبح للإذاعة ميزانيتها المستقلة التي تعطي لمجلس الإدارة اختيار المذيعين والكتاب والأدباء والموسيقيين وغيرهم دون التقيد باللوائح المالية العادية وتسلمت الحكومة المصرية محطة الإذاعة وأصبحت مصرية شكلا ومضمونا منذ31 مايو1946 وشهد عام1948 انتقال الإذاعة من مقرها في شارع علوي الي شارع الشريفين بطاقة13 استوديو, وشهدت هذه المرحلة أيضا صدور تشريع للإذاعة وهو القانون رقم98 لسنة1949 وأصبحت بمقتضاه الإذاعة هيئة مستقلة ذات شخصية معنوية تلحق برئاسة مجلس الوزراء وتسمي الإذاعة المصرية.
*دور ورسالة الإذاعة*
تمثل الدور المهم للإذاعة المصرية في هذه المرحلة في غرس القيم الحقيقية للشخصية المصرية من خلال الكوادر المصرية فلغة الإذاعة العربية الفصحي, والدين له مكانته المرموقة في البرامج والتاريخ المصري والعربي والإسلامي موضع عناية واهتمام، والعلم يلقي اهتماما متزايدا واستخدمت الإذاعة ساعة جامعة القاهرة لتعلن الوقت عدة مرات كل يوم للإعلان وتوجيه الأنظار نحو هذه المنارة العلمية، كما أنشأت قسما للأخبار وبدأت ملامح التمصير تظهر حيث عدل الأسبوع الإذاعي ليبدأ يوم السبت من كل أسبوع اعتبارا من11 فبراير1949 وحل المصريون محل الأجانب
الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية
نقلت تبعية الإذاعة المصرية من رئاسة مجلس الوزراء إلى وزارة الارشاد القومي في10 نوفمبر1952 وفي15 فبراير1958 صدر القرار الجمهوري رقم183 لسنة1958 باعتبار الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وإلحاقها برئاسة الجمهورية، وأصبحت عام1961 من المؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادي وسميت المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون وفي عام1962 تم ضمها الي وزارة الإرشاد القومي وصدر عام1971 القرار الجمهوري رقم1 لسنة1971 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون،
و شهدت تلك الفترة تطورا حيث زادت ساعات الإرسال وأصبحت برامج الإذاعة بأربع وثلاثين لغة وأنشئت اذاعة صوت العرب(1953) اذاعة الاسكندرية الإقليمية(1954)، البرنامج الثاني(1957)، اذاعة الشعب(1959)، إذاعة فلسطين(1960)، اذاعة الشرق الأوسط(1964)، اذاعة القرآن الكريم(1964)، البرنامج الموسيقي(1968)، واذاعة الشباب(1975)، بالإضافة الي الاذاعات الموجهة التي أنشئت عام1953.
في ابريل1981 تم تطبيق نظام الشبكات الإذاعية, بالإضافة الي وجود الاذاعات المصرية علي القمر المصري النايل سات101, والنايل سات102 وبدأ البث الرسمي للشبكات الاذاعية: البرنامج العام، صوت العرب، الشرق الأوسط، وسبع اذاعات موجهة من خلال أول قمر صناعي اذاعي( افريستار) اعتبارا من30 أكتوبر1999، كذلك امتداد ارسال بعض الشبكات الاذاعية علي مدي أربع وعشرين ساعة حتى لايصمت صوت الاذاعة المصرية ولو للحظة واحدة خاصة مع وجود أحداث عالمية وعربية تهم المستمع المصري والعربي ويرغب في متابعة تطوراتها من خلال الإعلام المصري.
الإذاعات الإقليمية والمتخصصة
تم الاهتمام بالإذاعات الإقليمية وبتوظيف الإعلام لخدمة التنمية حيث بدأت شبكة المحليات وتضم عشر اذاعات هى القاهرة الكبري(1981)، وسط الدلتا(1982)، شمال الصعيد(1983)، شمال سيناء(1984)، جنوب سيناء(1985)، القناة(1988)، الوادي الجديد(1990)، مطروح(1991)، واذاعة جنوب الصعيد(1993) كذلك مواكبة العصر وبدء الاذاعات المتخصصة والإذاعات الجديدة مثل : نجوم اف ام – – إذاعة الأغاني – إذاعة نايل أف أم – الإذاعة التعليمية – راديو مصر- إذاعة الأخبار والموسيقى- إذاعة نغم FM .
رواد الإذاعة
تولى سعيد باشا لطفي أول رئيس للإذاعة المصرية من عام 1934 حتى 1947، ثم جاء محمد بك قاسم من 1947حتى عام 1950، ثم محمد حسني بك نجيب من 1950حتى عام 1952 و عبد الحميد فهمي الحديدي من 1966حتى 1969، محمد محمود شعبان من 1972إلى 1975 ، صفية زكي المهندس من 1975إلى 1982 ثم فهمى عمر من 1982حتى 1988، أمين بسيوني من 1988 إلى 1991 وحلمي مصطفي البلك من 1991إلى 1994 وفاروق شوشة من عام 1994حتى 1997، حمدي الكنيسي من 1997 إلى 2001 ، عمر بطيشة من 2001 إلى 2005، إيناس جوهر من 2005 إلى 2009، انتصار شلبي من 2009 إلى 2011، إسماعيل الششتاوي من 2011 إلى 2013، عادل مصطفى من 2013/2/7 إلى 19 / 7 / 2013 وعبد الرحمن رشاد ثم نادية مبروك .
وعلى مدى تاريخها حمل رواد الإذاعة على عاتقهم نشر الثقافة والإبداع بين جموع الشعب المصرى،وكان منهم على سبيل المثال وليس الحصر محمد محمود شعبان “بابا شارو”، صفية المهندس أول صوت نسائي إذاعي انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فحسب بل في إذاعات المشرق العربي كله، وجدى الحكيم، جلال معوض، نجوى أبوالنجا، أمنية صبرى، آمال العمدة، سامية صادق، على خليل، طاهر أبوزيد، نادية توفيق ،صالح مهران، أحمد سعيد، سناء منصور، هالة الحديدى ، محمد مرعى، سلوان محمود، صبرى سلامة، آيات الحمصانى، سامية صادق، نادية صالح، أحمد الليثى، عبده دياب، محمد يوسف، جمالات الزيادى، إكرام شعبان، ، على فايق زغلول، محيى محمود، إمام عمر، صديقة حياتى، نجوان قدرى،ايناس جوهر وغيرهم من رواد واساتذة ورموز الاعلام المصرى.
الإذاعة فى عصرها الذهبى.. شكلت وعى الجماهير
برامج إذاعية رغم أنها سجلت فى أربعينيات القرن الماضى إلا أنها لا تزال تعيش فى وجدان الناس حتى الآن..كانت “الإذاعة المصرية” مصدر الترفيه والتثقيف الأول لدى المصريين.. تميزت بأنها تقدم الكثير من البرامج الجماهيرية التى كانت تجذب الجمهور إليها، فقد حفر الكثير من عمالقة الإذاعة المصرية أسمائهم وأصواتهم في أذهان وأذان المستمعين على مر السنين، من خلال تقديم مضامين هادفة ذات رسالة ومن هذه البرامج :
برنامج المنوعات الشهير (ساعة لقلبك) برنامج إذاعي فكاهى مصري بدء في عام 1953 ، ويعتبر أحد أهم العلامات في تاريخ الإذاعة المصرية، ضم العديد من نجوم وكتاب الكوميديا والفكاهة في مصر .. الراحل يوسف عوف وأحمد طاهر وأمين الهنيدي وأنور عبد الله ومحمد يوسف كما شارك في كتابته عبد المنعم مدبولي ، وضم كوكبه من النجوم : الفنان فؤاد المهندس ومحمد عوض وخيرية أحمد وجمالات زايد ومحمد أحمد المصري المشهور بأبو لمعة وفؤاد راتب المشهور بالخواجة بيجو ونبيلة السيد وأحمد الحداد، ويعتبر برنامج ساعة لقلبك المدرسة التي تخرج منها عمالقة الكوميديا في مصر.
برنامج “على الناصية” أشهر برنامج إذاعى التفت حوله الأسر المصرية عبر إذاعة البرنامج العام كانت تقدمه آمال فهمى واعتاد المستمعون أن ينتظروه فى الواحدة والنصف بعد ظهر يوم الجمعة، وبدأ البرنامج عام 1957 عرضت من خلاله مشكلات المجتمع وواجهت بها المسئولين واستمر لمدة تجاوزت 50 عامًا.
برنامج “كلمتين وبس بدأ عام 1968 و كان يقدمه الفنان الراحل فؤاد المهندس واهتم بعرض السلبيات والروتين، وكثيرا ما كان يستعين هذا البرنامج بالأسلوب الدرامى فى عرضه لسلبيات المجتمع المصرى والمؤسسات الحكومية، وكان البرنامج يبدأ كل صباح فى الساعة الثامنة الإ خمس دقائق يوميا، وكان يكتبه أحمد شفيق بهجت وإخراج يوسف حجازى لمدة 35 عامًا .
برنامج “همسة عتاب” كان يقدم يوميًا فى تمام الثامنة والنصف صباحًا بإذاعة البرنامج العام إخراج رضا سليمان وكان يتناول الهموم اليومية للمصريين خصوصًا صراعهم مع البيروقراطيه الحكومية، فاهتم البرنامج بعرض شكاوى المواطنين فى قالب درامى على مدار أيام الأسبوع.
ربات البيوت هو أهم وأشهر برامج المرأة في الإذاعة المصرية وقد تتابع على إدارة هذا البرنامج العديد من المذيعات بداية بالإذاعيه صفية المهندس وجمالات الزيادى وكان يتضمن العديد من الفقرات الاذاعيه التي تعد من التراث الآن أشهرها خالتى بمبه وعيلة مرزوق افندى.
غنوة وحدوتة لأبلة فضيلة وتعتبر أبلة فضيلة من أشهر مذيعات الإذاعة المصرية واستطاعت بصوتها وشخصيتها أن تربط أجيالاً من الأطفال بالإذاعة المصرية.
“غمض عنيك وامشى بخفة ودلع الدنيا هى الشابة وأنت الجدع تشوف رشاقة خطوتك تعبدك لكن أنت لو بصيت لرجليك تقع وعجبى”.. هكذا كان يبدأ برنامج “تسالى” على إذاعة الشرق الأوسط، برباعية صلاح جاهين، التى رددها الناس مع الإذاعية “إيناس جوهر” والتى كانت تفتتح بها دائما برنامجها.
قال الفيلسوف” برنامج يومي يذاع على اذاعة البرنامج العام منذ عام 1975 يعرض البرنامج الصفات الجميلة للبشرية والتى يفضل التعامل بها، الحلقات قام ببطولتها الفنان سعد الغزاوى والفنانة سميرة عبد العزيز و من اخراج إسلام فارس.
لغتنا الجميلة.. “أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي”، مقدمة “لغتنا الجميلة” أهم وأعظم برنامج قدمه الشاعر فاروق شوشة في عام 1967 عبر أثير الإذاعة ليبهرنا ويتحفنا بمئات الحلقات التي ظلت راسخة في وجدان ملايين من المصريين والأمة العربية.
برنامج محو اﻷميه فى اﻹذاعه المصريه فى السبعينات .. اﻷستاذ قمحاوى أوعبد البديع قمحاوى.. ياأهل بلدى فى كل مكان..م المنزله لغاية أسوان..يلى إتحرمتوا من التعليم الفرصه لسه قدامكوا…من غير ما تغرموا وﻻ مليم إذاعتنا جايه تعلمكوا.
وبرنامج (طريق السلامة) بصوت الاذاعى الراحل حسن عبد الوهاب، وأغرب القضايا للمخرج عبده دياب وقدم منه 613 حلقة على مدى تاريخه، برنامج “الغلط فين” الذي كان يقدم للمستمع العربي المعلومات من خلال عمل درامي ناجح، زيارة لمكتبة فلان.. يعتبر من علامات الإذاعة المصرية وتقدمه نادية صالح منذ أكثر من أربعين عاماً واستضافت من خلاله رموز الفكر والثقافة والفن فى مصر. . تلك البرامج تم تقديمها على مدار بث الإذاعة المصرية وتركت في وجداننا بصمة كبيرة لما كانت تتميز به من تترات ومضامين هادفة.
أنتجت الإذاعة العديد من الأوبريتات الغنائية المميزة مثل “قسم وأرزاق” “السلطانية” وجملته الشهيرة “أنت فين يا مرزوق”، وكان دوق الدندورمة من أجمل الأوبريتات الذى قدمته الإذاعة ومن الأعمال الفنية الجميلة التي صادفت نجاح شعبي كبير وقام التلفزيون المصري بتصويرها في الستينيات من كلمات محمد متولي وألحان عزت الجاهلي وغناء ابراهيم حمودة و سعاد مكاوي واخراج بابا شارو.
كذلك الصور الغنائية قطر الندى، علي بابا والأربعين حرامى، ألف ليلة وليلة”، عيد القمح، صلوا على الهادى، عيد ميلاد أبو الفصاد، الراعي الأسمر وعذراء الربيع .
كما كانت الإذاعة تجوب محافظات مصر لتقدم كل شهر حفلا غنائيا يتجمع فيه أساطير الغناء، وكانت كل محافظة تعتبر مجىء الإذاعة بهذا الكم من الفنانين والمطربين عيدا لها وارتبط المستمعون كثيراً بالدراما الإذاعية التى أثرت فى وجدان المصريين ونمَّت روح الخيال لدى المستمع، نتذكر منها “قاهر الظلام عن قصة حياة الأديب الكبير طه حسين، ألفها كمال الملاخ وكتب السيناريو والحوار سمير عبد العظيم، بالإضافة إلى مسلسلات ريا وسكينة وسمارة وشىء من العذاب وأنف وثلاث عيون وأرجوك لا تفهمنى بسرعة وأفواه وأرانب .
وعلى مدى تاريخها قدمت الإذاعة العديد والعديد من البرامج التى ارتبط بها الملايين، منها « مجلة الهواء» لفهمى عمر، «بصراحة» لوجدى الحكيم، و”فنجان شاى” لسامية صادق، «عصر من الغناء» لجلال معوض، «أسبوعيات» طاهر أبوزيد، «التعليقات على مباريات الدورى العام» لفهمى عمر، «ألحان زمان» لهالة الحديدى، «صحبة وأنا معهم» لآمال العمدة، «رأى الدين» لهاجر سعد الدين، «شاهد على العصر»، «حديث الذكريات» لأمنية صبرى، «كتاب وليلة» ،« عربى علم العالم» لأمين بسيونى، «أضواء على الجانب الآخر» لنجوى أبوالنجا و«صوت المعركة» لحمدى الكنيسى .
أصوات المقرئين بالإذاعة المصرية
ابتهالات وقراءات عدة للقرآن الكريم حظيت بها الإذاعة المصرية من خلال أبرز المقرئين الذين خلدت أصواتهم وكان من أبرزهم الشيخ “محمد رفعت” قيثارة السماء والشيخ ” محمد الصيفي” الذي كان حجة في قراءات القرآن السبع وحصل على عالمية الأزهر، ويُعتبر مدرسة متفردة في القراءة، كما كان الشيخ “على حزين” من أبرز الأصوات التي حفظتها الإذاعة المصرية منذ افتتاحها عام 1934، وتنفرد مصر بأنها أنشأت أول إذاعة قرآن كريم على مستوى العالم بدأت في بث إرسالها في 29 مارس 1964 ومن أشهر قرائها الشيخ عبدالباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل والشيخ عبدالفتاح الطاروطى والشيخ محمد الليثى والشيخ الطبلاوى والشيخ طه الفشن والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ عبدالعزيز حصان وهى مختصه للقراء المصريين كما تعد من أشهر المحطات الاذاعيه و يذاع فيها برنامج براعم الايمان وموسوعة الفقه الإسلامي.
رمضان فى الإذاعة مزاق خاص
يعد رمضان أهم شهور العام لدي وسائل الإعلام فتحرص القنوات الإذاعية علي تقديم أفضل ما تملك من أفكار وبرامج، وشهدت الإذاعة بعد 6591 طفرة نوعية، تمثلت في تقديم العديد من المواد التي تعتمد علي عناصر الإبهار السمعي المتاحة بالإذاعة آنذاك في محاولة لتقديم مواد ترفيهية راقية ومواد ثقافية ودينية في إطار برامج منوعات ثقافية وتمثيليات وغيرها،
ومن أشهر المواد التى منحت الإذاعة نكهة خاصة فى شهر رمضان: ألف ليلة وليلة هذه الرائعة الإذاعية الخالدة التي كتبها طاهر أبو فاشا وأخرجها الرائد الإذاعي محمد محمود شعبان ..بدأت الإذاعة المصرية لأول مرة في بث حلقات ألف ليلة وليلة في الخمسينات، قامت الراحلة زوزو نبيل بدور شهرزاد، وعبدالرحيم الزرقاني بدور شهريار وتربى على سماعها الكثير والكثير من الأجيال المصرية والعربية ، وفوازير رمضان التى ألف حلقاتها الأولي بيرم التونسي وقدمتها بطريقة مميزة آمال فهمي، والسمسميّة من إخراج محمد محمود شعبان وأداها المنولوجست سيد الملاح مستعيناً بآلة السمسمية وتضمنت حلقاتها توجيهاً للالتزام بسلوك أخلاقي رفيع أو نقد سلوك ما ،ورمضان حول العالم وهو برنامج خاص يقدم لمحات من العادات الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان في مختلف البلاد الإسلامية، مع تقديم بعض المعلومات التاريخية والجغرافية عن هذه البلاد ، كذلك من وحى قصص القرآن الكريم وبث مباشر من مسجد الحسين لتلاوة القرآن لمشاهير القراء قبيل صلاة الفجر.