دراسات أكاديميـة وفنيــة فى توثيق وترميم الأيقونات الأثرية كتاب للدكتور/ مجدى منصور
عماد اسحاق
متابعة / سامية على
اصدر الدكتور مجدى منصور مدير عام ترميم اثار ومتاحف القاهرة الكبرى اصدارة الجديد كتاب ” دراسات أكاديميـة وفنيــة فى توثيق وترميم الأيقونات الأثرية” وهو كتاب هام جدا جدا لا غنى عنه للباحثين والمهتمين بعلم توثيق وترميم الايقونات فهو يتعرض لأمور هامة جدا في طرق وخطوات ترميم الايقونات ننصح الكل باقتنائه فهو اضافة هامة للمكتبة العربية
ومن المعروف ان الحضارة المصريّة من أعرق الحضارات التي قامت عبرَ التاريخ وأكثرها تنوّعاً وازدهاراً، ونستطيع رؤية ذلك من خلال الآثار التي تركتها الشعوب والحضارات التي قامت في تلك المنطقة والتي تدلّ على ازدهار وتطوّر كبير وصلوا إليه حينها، وتدلّ أيضاً على عبقرية فذة في أوجه مختلفة “اجتماعية ودينية وسياسية وفنية” كانت مادة للعديد من علماء الآثار والمصريات، ونشرت مئات الكتب، التى تحدثت عن أولى حضارات العالم القديم
وفى هذا الصدد يقول الدكتور مجدى منصور فى كتابة ” دراسات أكاديميـة وفنيــة فى توثيق وترميم الأيقونات الأثرية”
الأثار هي تاريخ وحضارة الأمة وذاكرة الشعوب، ولا يقتصر دورها على التعريف بحياة الأجداد وما حققوه من إنجازات، بل هي أيضاً مبعث فخر وإعتزاز للأحفاد أبناء الحاضر وصناع المستقبل، كما أنها وديعة بين أيديهم، عليهم الحفاظ عليها وصيانتها وتسليمها للأجيال القادمة. قد يكون من الصعب إقتفاء أثر الخطوات الأولى التى خطاها الترميم كعلم وفن، وذلك بإعتبار أن المحاولات البدائية التى قام بها الإنسان فى العصور القديمة لإصلاح منزلة (سواء كان كهف أو خيمة) ومقتنياته الخاصة وحتى رتق ثيابه يمكن إدراجها إصطلاحاً تحت مسمى الصيانة، كما يذداد الأمر تعقيداً لعدم وجود دليل توثيقي مدون لهذه المحاولات البدائية الأولى على درب الترميم والصيانة التى قام بها الإنسان الأول وذلك لعدم توصله لوسيلة مناسبة للتواصل وتسجيل ونقل المعلومات والأفكار فيما يعرف إصطلاحاً بالكتابة فى عصور ما قبل التاريخ
ويضيف الدكتور مجدى منصور لقد أرسى المصريون القدماء دعائم حضارة مجيدة مازالت منجزاتها المعمارية ومكملاتها الجمالية تضئ جنبات وادي النيل من متحدية عوادي الزمن، تكون لها الغلبة تارة وتكون للزمن عليها تارة أخرى وحينما تكون الغلبة من نصيب عوادي الدهر تصبح تلك الروائع فى حاجة ماسة للعلاج والصيانة لحمايتها ووقايتها ويجعلها قادرة على البقاء شامخة تنير للأجيال معالم الطريق
وقد شهد القرن العشرين نهضة حقيقية في الإهتمام بعلوم وفنون الترميم في مصر والعالم كله للحفاظ على التراث الثقافي للشعوب، لذلك تم إنشاء وتأسيس عدد كبير من المدارس والمعاهد والكليات والهيئات والمؤسسات المتخصصة في الأثار وعلوم وفنون الترميم في معظم دول العالم. كما أقيمت مئات المؤتمرات والمنتديات العلمية الدولية لعرض الدراسات والأبحاث الحديثة والتقنيات العصرية التي تساهم في تطوير علوم وفنون ترميم الأثار بغرض صيانتها والحفاظ عليها. بالإضافة إلى ذلك كان لإهتمام بعض رؤساء الدول والحكومات والوزارات إسهامات عظيمة في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للشعوب من خلال القرارات والقوانين والتشريعات المحلية والإقليمية التى صدرت في هذا الشأن. كذلك كان للتكامل والتضامن بين الدول من خلال عضويتها في المنظمات الدولية وتوقيعها على المواثيق والأتفاقيات عظيم الأثر في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي
ويشير الدكتور مجدى منصور فى الكتاب الى إهتمام المصريون منذ بداية القرن الرابع الميلادى برسم الأيقونات القبطية حيث برعوا فى تصوير أحداث كثيرة من العهدين الجديد والقديم، وكذلك رسوم السيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين والشهداء وسير حياتهم. كما أقاموا العديد من المراسم بمختلف أنحاء مصر لرسم الأيقونات وتعليم الأجيال المتعاقبة وتدريبهم على هذا الفن الذى إستمر حتى اليوم. ومن أشهر المراسم التى ذكرتها المصادر التاريخية نذكر مرسم أبى سيفين بمنطقة مصر القديمة ومرسم كنيسة القديسة مارينا بحارة الروم ومرسم كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة
الأيقونات ثروة قومية يجب الحفاظ عليها لما لها من أهمية تاريخية وأثرية ودينية، فهى ليس فقط ملك الأقباط والمصريين ولكنها تراث عالمى ملك الأنسانية كلها. وتذخر الكنائس والأديرة القبطية واليونانية وبعض المتاحف فى مصر بعشرات الألاف بل مئات الألاف من الأيقونات الأثرية
يقتنى دير سانت كاترين بسيناء 1500 أيقونة أثرية . وبكنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة المعروفة “بالكنيسة المعلقة” بمصر القديمة يوجد 110 أيقونة، وبكنيسة أبى سيفين الأثرية بمصر القديمة يوجد 175 أيقونة أثرية ، ويوجد بالمتحف القبطى أكثر من 185 أيقونة
ويضيف الدكتور مجدى منصور فى كتابة إننا لا نستطيع تتبع تاريخ ترميم الأيقونات فى مصر دون الإشارة إلى العلماء والباحثين الذين أبرزوا الأهميـة التاريخية والفنية والدينية لها. ونخص بالذكر علماء الأثار القبطية ومؤرخو الفنون القبطية اللذين ساهموا فى هذا المجال مساهمة فعالة مهدت الطريق أمام علماء وأخصائيو الترميم المهتمون بالنواحى الأكاديمية والتطبيقية لترميم وصيانة الأيقونات. ويعد مرقس سميكة باشا، مؤسس المتحف القبطى بالقاهرة وأول مدير له، أول من إهتم بتجميع بعض الأيقونات من الكنائس والمنازل فـــى بدايـة القـــرن العشرين( 1908 ـ 1910م)، ثم قام بأول محاولة لتصنيف وتبويب الأيقونات عند إصدار أول دليل لمقتنيات المتحف القبطى عام 1938م. وفـى عام 1965 م نشر الدكتور فيكتور جرجس دليل أخر عن بعض أيقونات المتحف القبطى. أما أكبر عدد من أيقونات المتحف القبطى نشر فى كتالوج خاص بالأيقونات قام بإعداده الدكتور رءوف حبيب عام 1967.
وقد شهدت الأيقونات فى مصر خلال الثمانينات من القرن العشرين نهضة علمية حيث ساهمت بعض المؤسسات العلمية الهولندية المتخصصة فى القبطيات بإسهامات علمية جديـرة بالإحترام والتقدير، حيث قام فريق القبطيات بجامعة لايدن الهولندية وعلى رأسهم الأستـاذ الدكتور بول فان مورسيل ومؤرخو الفنون القبطية كارل إنمى ولندا لانجن ومات إميرزيل وبمشاركة الدكتور جودت جبرة ـ مدير المتحف القبطى أنذاك ـ وباحثوا المعهد الهولندى للأثار المصرية والدراسات العربية قاموا بالدراسات التمهيدية لإعداد كتالوج شامل متكامل يضم جميع أيقونات المتحف القبطى عام 1994 بعنوان: “ Catalogue Generale du Musee Copte , The Icons”.
وعن بداية ترميم الايقونات فى مصر يؤكد الدكتور مجدى منصور فى كتابة انها بدأت منذ عام 1920م، حيث قام بعض الرهبان بالأديرة الأثرية بإزالة طبقات الورنيش الداكنة من سطح بعض الأيقونات. ولم يكتب لهذه المحاولات أن تستمر كثيـراً. وفى السبعينات من القرن العشرين كانت هناك محاولات أخرى قام بها بعض فنيو الترميم بمصلحة الأثار لترميم عدد كبير من الأيقونات خاصة فى كنائس منطقة مصر القديمة، وكان ترميم الأيقونات فى هذا الوقت مجرد تطبيقات حرفية إجتهادية ليس لها سند علمى أو أكاديمى. وبدأ قسم ترميم الأثار بجامعة القاهرة تدريس مادة ترميم وصيانة الأيقونات
المؤلف فى سـطور ولد بالقاهرة عام 1965 حصل على ليسانس ترميم الأثار من كلية الأثار – جامعة القاهرة عام 1987 بتقدير عام جيد جداً حصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1996 بتقدير ممتاز حصل على درجة الدكتوراة من جامعة القاهرة عام 2001بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. التحق بالعمل كأخصائي ترميم أثار بالمجلس الأعلى للأثار عام 1989 أسس أول قسم لترميم الأيقونات بالمجلس الأعلى للأثار عام 1994 أسس أول أدارة لترميم الأيقونات تحت أشراف أ.د. نادية لقمة المدير العام أنذاك عام 2004 باحث زائر بجامعة كاليفورنيا – معهد الفيزياء التطبيقية عام 2007 باحث زائر بجامعة كاليفورنيا – معهد النانو تكنولوجى 2014-2015 أسس أول إدارة لبحوث وترميم الأثار بالليزر بوزارة الأثار عام 2008 اشترك فى العديد من مشروعات الترميم الكبرى فى إطار التعاون المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعض المؤسسات والجامعات المحلية والأوروبية والأمريكية. شارك بالعديد من الأبحاث فى المؤتمرات الدولية داخل وخارج مصر. عضو فى منظمة المتاحف الأمريكية (AAM) عضو فى المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عضو فى اللجنة الدولية للترميم (ICCROM) عضو مجلس إدارة المتحف القبطي عضو مجلس إدارة المتحف المصري عضو مجلس إدارة متحف الفن الاسلامى عضو مجلس إدارة قطاع المتاحف عضو لجنة المعارض الدولية بالمجلس الأعلى للآثار. الإشراف على العديد من رسائل الماجستيرو الدكتوراة الاشتراك تقييم ومناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة
المناصب الحالية: مدير عام الترميم بالمتحف القبطي مدير عام بحوث وترميم الآثار بالليزر أستاذ بقسم ترميم الآثار بمعهد الدراسات القبطية