بين دعم الثورة الارترية وإنجاز مشروع وطن..مواقف لوفاء زعماء مصر قنصل دولة ارتريا ..اسمرا والقاهرة تاريخ طويل وعلاقة أخوية متجذرة
خديجة ادريس – القاهرة
قنصل دولة ارتريا بالقاهرة /
إسماعيل ادريس أبو بكر
اتسمت العلاقات المصرية الإرترية بدرجة عالية من التميز على مر التاريخ، حيث بدأ ذلك منذ ما قبل الاستقلال الذي حصلت عليه ارتريا عام 1991م، اذ جاءت التحركات المصرية لتعكس اعترافا بـ إرتريا كـكيان منفصل عن الكيان الأثيوبي آنذاك.
وحول تاريخ هذه العلاقة المتينة بين مصر العربية وارتريا قال قنصل دولة ارتريا بالقاهرة، السيد إسماعيل ادريس أبو بكر في تصريح خاص له لـ(تحيا مصر حرة) أن لمصر دور كبير في مساندة القضية الإرترية والاعتراف بها ككيان ذو سيادة مستقلة ، مشيرا الى أن هذه العلاقات تشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، وأن دورها ليس حديث العهد انما بدأ منذ فترة الاربعينات ، بل ويمكن أن يقال بأن تاريخ هذه العلاقة بدأت منذ الآف السنين عندما بدأت جولات الملوك الفراعنة المصريين في البحر الأحمر ووصول القوافل التجارية المصرية الى الشاطئ الارتري.
” وتابع” بأن كل زعماء مصر كانت لهم بصمتهم الخاصة في دعم القضية الارترية ابتداء من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومرورا بالرئيس السادات ومبارك ووصولا الى عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي اذ تشهد هذه العلاقة في عهده بريقا لم يسبقه مثيل. ففي فترة الستينات كان هنا دور كبير لمصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في دعم حركة الكفاح المسلح في ارتريا وهي الفترة التي شهدت فيه ارتريا المد الثوري، وكانت في أمس الحاجة الى دعم دول الجوار لقضية إقرار مصيرها.
وفي السبعينيات استمرت مصر دعمها للقضية الارترية للحصول على استقلالها بمناشدة الرئيس الراحل أنور السادات للمجلس العسكري الاثيوبي حقنا للدماء الارترية وهذا تأكيدا صريحا لحق ارتريا في الحكم الذاتي. وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ساهمت مصر في اجراء الاستفتاء بعد استقلال الدولة الارترية وإعلان ذلك رسميا في عام 1993م لتصبح القاهرة أول عاصمة عربية ترفع العلم الارتري على أراضيها.
وأما في عهد فخامة الرئيس السيسي شهدت فيه العلاقات أوج بريقها، وأن اسمرة والقاهرة اليوم أصبحتا شريكتان في التنمية والتعاون المتبادل خاصة وأن مصر تتميز بامتلاكها قوة محورية إقليميا ودوليا بسياستها المعتدلة الى جانب توفيقها في حل أزمات بعض الدول وجهودها الحثيثة الذي يصب في مصلحة توطيد دعائم التضامن الافريقي والارتقاء بالقارة السمراء الى المكانة التي تليق بها.
وحول هذا التاريخ العميق والطويل بين مصر وارتريا قال السيد القنصل، بأن دعم مصر لـ ارتريا تمثل في أوجه عديدة، منها تعاون المؤسسات التعليمية والتربوية المصرية ومنح الفرص للدارسين على أراضيها من خلال منح جامعية ومقاعد دراسية تقدمها وزارة التعليم العالي للطلبة الارتريين، وتسهيلات ثقافية وأكاديمية تقدم لـ ارتريا سنويا من مختلف المؤسسات. كذلك تأسيس نادي للطلاب الارتريين بالقاهرة وهو أبرز أشكال الدعم المصري، حيث يمثل الطلبة شريحة عريضة في مصر، وأضاف خلال حديثه، بأن الحديث عن نادي اتحاد الطلبة التاريخي يطول سرده لما كان لمصر والمصريين دور كبير في تأسيسه وتفعيل دوره، وأضاف، بأنه مر على تأسيس نادي اتحاد الطلبة الارتريين أكثر من 60 عاما ، اذ تم تأسيسه في 21 يناير عام 1952م ، وتأكدت شرعيته عام 1957م بعد تسجيله رسميا في وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية، وهذا ما يجعل للنادي تاريخ يسبق الثورة والدولة الارترية.
وحول سؤال وجهته (تحيا مصر حرة) لسعادة القنصل حول دور الجالية الارترية وتفاعلها في القاهرة قال، بأن الجالية الارترية في مصر تأسست في الـ6 من فبراير من عام 1997م وذلك بمبادرة من أعيان إرتريين والشخصيات ذو الاهتمام الاجتماعي والثقافي وبدعم من سفارة دولة إرتريا بالقاهرة ،ويسهم دور الجالية في جهود متعددة خاصة الثقافية والاجتماعية وبالتعاون مع مؤسسات مصرية اجتماعية وتربوية وتعليمية لخلق نوع من التعاون المشترك بين البلدين ، وأن دورها يظهر جليا في حلحلة المشكلات الاجتماعية وتطبيق المعاملة الشاملة للجميع في النظام والالتزام في داخل الدولة المستضيفة.
واختتم القنصل حديثه قائلا: بأن الارتريون يكنون كل الامتنان والوفاء للحكومة المصرية وللشعب المصري المضياف الذي سهل وسعى لخلق هذا الوجود جنبا الى جنب مع أشقائهم الارتريين وتوطيد هذه العلاقة الرسمية والشعبية الثقافية التي قل ما تجدها في دول أخرى.” وأردف ” بأنه يكرر في كل مرة بأن ما بين ارتريا ومصر هي علاقة أخوية دائمة مبنية على الاحترام، الى جانب قصة وفاء يشهد لها التاريخ نحملها نحن الارتريون تجاه دولة مصر العربية وشعبها العظيم.
تجدر الإشارة الى أن مقر الاتحاد الوطني لطلبة وشباب ارتريا الكائن بـ23 شارع شريف لايزال مقرا للأنشطة والفعاليات الثقافية التي ينفذها الطلاب والمثقفين بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المصرية الى جانب وجود مكتبة تحتوي على وثائق ومذكرات تاريخية ثمينة يعود تاريخها لأكثر من 6 عقود.