الخبير السياسي عميد د. عمرو ناصف يكتب: اليمن أكثر خطورة من السد
اليمن أكثر خطورة من السد :
.. لاشك أن جمهورية مصر العربية الجديدة منذ نشأتها فى العام ٢٠١٤م – على يد مؤسس نهضتها الألفية الحديثة الرئيس عبدالفتاح السيسي – وهى تواجه من التحديات الكثير ، ومن المخططات الحقير ، ومن التهديدات المعقد والخطير ، الداخلية منها والخارجية ، وإذا رحنا نفند هذة التحديات فلن نستطيع لها حصراً ولا نحيط بها سمعاً أو بصراً ، فإن إستطعنا حصرها من حيث النوع والتوقيت والضرورة فلن نستطيع ترتيبها من حيث الأهمية والخطورة .
.. ولكن ..
.. ظننا بالله عز وجل وفضله ثم صلابة رئيسها ، وفطانة أجهزة أمنها ، وقوة شرطتها وجيشها ومؤسساتها ، وما منحه من الوطنية والجرأة والجسارة لشعبها ، قد أخرجنا وبلادنا من تلك المخططات ، وأقامنا من الكثير من الكبوات ، الواحدة تلو الأخرى فى الخارج والداخل ومن الصديق قبل العدو .
.. ولكن ..
.. لو أردنا تناول بعض أو أحد تلك المخاطر وإلقاء الضوء على أهميتها وما قد تلقيه علينا من ظلال القلق والتوتر والإحتراس ، فلن نجد فى هذا التوقيت أهم وأحس من مشكلة ( اليمن ) ، وقد يتعجب البعض من إختيار هكذا موضوع لنصنفه من المخاطر رغم ما يملأ الساحة السياسية ومايجول بأذهان المصريين والسودانيين بل وبعض العرب على حد سواء من ملابسات وأخطار سد النهضة الإثيوبي .
.. ولكن ..
.. رغم حساسية ملف سد النهضة وكثرة أوراقه وتعدد مقترحاته التى بدأناها بالحل السياسي والمساعى الدبلوماسية والتى أيضاً قد تفرض الحل العسكري وغيرها من الحلول طبقاً لما يتفق وتطورات إنشائه ومراحل وطرق تطبيقها ، وأيضاً ما قد يمثله الملف الليبى من طوقٍ للأمن القومي المصري ، وما نعاصرة الآن من تطورات فى مسرح عمليات البحر المتوسط ، إلا أن ملف ( اليمن ) الآن وفى هذا التوقيت يأخذ تصنيفاً اكثر حساسية ودرجة أعلى سرية رغم عدم إتصاله الملحوظ بمصر وعدم تأثيره المباشر بالأوضاع لدينا إلا أنه يعد كبعض الأمراض السرطانية القاتلة فى صمت .
..
.. من غير الملاحظ إلا للمتابع المتخصص والسياسى الدارس المتمرس إتساع رقعة سيطرة الحوثى على الأراضى اليمنية ، بل ولجأ إلى الحروب القذرة والإبادة المدنية الجماعية ، وذلك فى غياب تام من الدول العظمى أو بالأحرى تغايب متعمد لصالح ذلك ( المد الشيعى ) فى اليمن ، ولمن ألقى السمع والبصر وهو شهيد نجد من الواضح تماماً تطاول يد الحوثى وإتساع رقعته تلك و تزايد هذا المد الشيعى فى نفس توقيت مناقشة بنود الإتفاق النووى الإيرانى الأمريكى الأوروبى المزعوم فى ڤيبنا ، والذى يحقق كل معادلته العكسية مع تقدم الحوثى على أرض اليمن ، وتتعرقل جلساته بتقدم الجنود الحوثيين الشيعة على أرض اليمن ، ونجد أيضاً إحراز أكبر تقدم لتلك المباحثات فى توقيت تعطل الهجوم الغاشم على مدينة ( مأرب ) وسكانها المدنيين الموالين للجيش اليمنى ، فهذا الإتفاق النووى المزعوم ماهو إلا مجرد مسرحية هذلية تدعى – أمام العالم – رفض قوى الإستعمار الأمريكية البريطانية الفرنسية إمتلاك إيران لأى سلاح نووى ، بينما هم فى الأصل قد منحوها صك ذلك التسليح النووى من سنوات كثيرة بل وساهموا معها فى تأسيسه بإهداءها أنظمة تبريد النظام من أمريكا منذ أكثر من ٢٠ عاماً ، وأجهزة التنقيب والتخصيب معظمها بأفكار تصنيع بريطانية ، وهم يتابعون الآن تقدم العملية دون حراك بل ويتلون على مسامعنا يومياً اخر تطورات المشروع ، والفاصل الزمنى المتبقى على إمتلاك إيران للقنبلة النووية ، وليس العراق منهم ببعيد .
.. وكأن ..
.. اليمن هى مكافأة إيران حال قبولها أن تكون خيال الظل فى لعبة التوازنات النووية شرق الخليج ، وأن تصبح فزاعةً للهند وباكستان وكوريا النووية جميعاً ، ومن تلك المكافأة تستطيع إيران أن تضع لبنة جديدة إسمها اليمن فى هلالها الشيعى الذى تنبت رأساه فى سوريا شمالاً واليمن جنوباً , ويمر جسده بالعراق والبحرين وعمان ، حتى يتيسر لها ضم الخليج أجمع لاحقاً ، بل وتصبح أيضاً فزاعةً لمصر فى جنوب البحر الأحمر وباب المندب إذا سولت لمصر نفسها مداعبة إسرائيل طفل الإستعماريين المدلل .
.. من هنا فرض التصنيف حساسيته ، وفرضت السرية درجتها ، ومن هنا فرض تحذير ( خطر الموت ) نفسه ولأجل هذا يجب الإستيقاظ .
.. ويبقى الرهان على التحالف وخالص الدعوات .