متابعة / إيمان عبد الفتاح
*سلسلة بناء الشخصية المصرية*
يسعدني أن أضطلع بدوري في المساهمة بتسليط الضوء على قضية بناء الشخصية المصرية، من خلال سلسلة من المقالات التي تعمل على رفع الوعي وشحذ الهمم لتبني هذه القضية وإعطائها الأولوية الأولى في سبيل بناء الإنسان المصري وذلك في حلقات مسلسلة تبرز القضية من كافة جوانبها من خلال تشخيص الوضع الراهن لسمات الشخصية المصرية في مقابل السمات التقليدية للإنسان المصري، الشخصية المصرية كمؤثرة ومتأثرة، طبيعة الشخصية المصرية بين التعددية والتناقض، مفاتيح الشخصية المصرية، أبرز التحولات في الشخصية المصرية، إعادة بناء الشخصية المصرية.
وانت بدورك كقارئ عليك أن تساهم في تبني هذه القضية ونشرها إذا كنت مؤمن بها.
بقلم: عبدالعزيز سعد
*الحلقة الأولى: أما أن الأوان؟*
آن الأوان أن نعمل بشكل جاد على بناء الشخصية المصرية، بل تأخر وقت البدء، ولأن تبدأ متأخراً خيرًا لك من ألا تبدأ أبدا، فهناك ضرورة ملحة لإعادة هيكلة الشخصية المصرية لما ألم بها من شذوذ عن أصولها وقيمها ودورها الإنساني والحضاري، وإعادة برمجة شخصية الإنسان المصري بسوفت وير *جديد قديم* مقاوم للفيروسات والملوثات والتشوهات التي أصبحت دخيلة على مجتمعنا التقليدي الأصيل، وعلى الرغم من أنها دخيله إلا أنها أخذة في الانتشار كالنار في الهشيم. وفي نفس الوقت لابد أن تشمل هذه البرمجة التسلح بسلاح العلم والتكنولوجيا ومهارات العمل الفريقي المنتج الحقيقي في كافة المجالات، والتدين الجوهري الحقيقي الذي يتصدى لكافة أشكال التطرف والتفريط، والتذوق الجمالي والفني الذي يلفظ كل قبيح وشاذ.
والموضوع ليس ببساطة هذه الكلمات، وليس تنظيرًا نقراه ثم نقف متحسرين على أنفسنا وعلى مآلاتنا، عاجزين على أخذ خطوات للأمام الآن قبل بضع دقائق.
الموضوع يحتاج تبني حقيقي من كافة مؤسسات الدولة ومن قيادتها، وإنشاء كيان سيادي يولى هذه المهمة القومية لبناء البشر الأولوية الأولى عن بناء الحجر، وتمكين ذوي الكفاءات الحقيقية من الاضطلاع بهذه المهمة القومية في كافة قطاعات الدولة، وعلى رأسها التعليم والصحة والبحث العلمي والإعلام والتضامن الاجتماعي، ولا تقل باقي القطاعات أهمية بل دورها هو المكمل والمتمم لبناء الشخصية المصرية، جنبًا إلى جنب مع تبني المواطن المصري هذه القضية والاضطلاع بها كل بدوره.
وكما ذكر جمال حمدان في كتابه شخصية مصر: ” في هذا الوقت الذى يضطرب فيه الفكر في مصر ويضطرم بحثا عن شخصيتها ودورها الإنساني والحضاري … فإننا في حاجة إلى فهم كامل لوجهنا ووجهتنا , لكياننا ومكانتنا , لإمكانياتنا وملكاتنا … وأيضا لنقائصنا ونقائضنا، بلا تحرج ولا تحيز أو هروب “.
انتظروني في الحلقة القادمة لنسلط الضوء على سمات الشخصية المصرية بين التقليدية والآنية.
تحياتي: عبدالعزيز سعد