جمال بلماضى: لست مجنوناً حتى أهاجم الجماهير المصرية!
حوارات
أمر عظيم أن تفوز ببطولة قارية وانت مدير فني.. لكن الشىء الأعظم أن تحقق البطولة وأنت مدرب لمنتخب بلادك..فيكون للتتويج طعم مختلف تماما فالسعادة لا توصف والفرحة تغمر القلب..شاهدنا ذلك عندما نجح الجرنال الكبير الراحل محمود الجوهرى فى الفوز ببطولة أمم افريقيا عام 1998 مع المنتخب فى البطولة التى اقيمت فى بوركينا فاسو.. وكرر الانجاز بعد ذلك المعلم الكابتن حسن شحاتة ونجح فى احراز ثلاث بطولات متتالية «هاتريك» من البطولات أعوام 2006 و2008 و2010.
جاء الجزائرى جمال بلماضى لقيادة لمحاربى الصحراء فى البطولة الافريقية رقم 32 والتى نظمتها مصر بجدارة واستحقاق ووسط مشاركة 24 منتخبا افريقيا.. ويحقق اللقب الافريقى الثانى للجزائر وبعد غياب دام 29 عاما منذ اول تتويج للجزائرين عام 1990 فى جيل القدير رابح ماجر.
نجح بلماضى فى عودة الجزائر إلى خريطة القارة الأفريقية بقوة بجيل عظيم من اللاعبين بقيادة المخضرم رياض محرز نجم مانشيستر سيتى وكانت مباريات الجزائر تبهر الجميع منذ البداية ضمن المجموعة الثالثة التى اقيمت باستاد 30 يونيو والتى ضمت بجانب محاربى الصحراء كلا من السنغال وكينيا وتنزانيا.
وكل من شاهد مباراة الجزائر والسنغال فى الدور الاول توقع ان يكون الفريقان طرفا للنهائى وهذا ما تحقق بالفعل حيث نجح الجزائر فى الفوز فى النهائى على الجزائر بهدف مبكر عن طريق بغداد بونجاح وهو الفوز الذى انتهت به المباراة.
وجمال بلماضى يبلغ من العمر 43 عاما بدأ حياته التدريبية ليست طويلة لكنه استطاع ان يعلن عن نفسه بعد الاصابة التى اجبرته على الاعتزال وقاد عدة اندية فى قطر من بينها لخويا واكبر انجاز حققه مع المنتخب القطرى هو الفوز بكأس الخليج عام 2014.
ويمتاز بلماضى بالتركيز الكبير والصرامة فى اتخاذ القرارات.. وجمال بلماضى له تجربة سينمائية وحيدة عندما شارك فى احد الافلام الفرنسية والطريف انه قام بدور رجل يمتاز بالقوة والصرامة وكأنه يقدم شخصيته فى الفليم على غرار نجوم الرياضة المصرية الذين شاركوا فى اعمال سينمائية أمثال المايسترو صالح سليم.
وهذا سر نجاحه فى القيادة التدريبية لمنتخب الجزائر فى الكان ووصوله لمنصة التتويج والفوز بكأس البطولة للمرة الثانية فى التاريخ الجزائرى.
مشوار بلماضى مع الساحرة المستديرة كلاعب بدأ فى سن السادسة عشر عندما انضم لنادى باريس سان جيرمان واستمر معه اربع سنوات قبل ان ينتقل إلى مارسيليا ثم لعب لنادى سلتيلتافيجو الاسبانى ومانشيستر سيتى الانجليزى.
الأخبار التقت عريس الكأس المدرب جمال بلماضى واجرت معه هذا الحوار
فى البداية صف لنا شعورك بعد الفوز بالكأس ؟
– الانجاز حقا عظيم وكبير ولا يمكن ان تعبر عنه الكلمات فالمشوار كان طويلا وصعبا للغاية.. فقد كان هدفى منذ البداية ان اعيد المنتخب الجزائرى إلى مكانته التى اختفت عن المشاركة فى البطولات الافريقية خاصة فى بطولتى 2006 و2008..
فأنا لا يمكن ان احقق الفوز بالكأس لوحدى ولكن جهد متكامل من كل اللاعبين.. فاللاعبون كان لديهم الرغبة والطموح للوصول فى البطولة إلى ابعد مدى وهذا ما تحقق بالفعل.. وكان الفوز على السنغال فى مباراة المجموعة خطا فاصلا معنا عندما نجحنا فى الفوز بهدف.. عقب المباراة شعرت ان حلم البطولة بالفعل تولد لدينا ،فقد انتصرنا على فريق كبير يقوده صديقى سيسيه والذى تربطنى به علاقة قوية جدا.. وبالمناسبة دعنى اقول له من خلالكم :حظا افور ياصديقى.
وأنا الآن اسعد انسان حقا لأننى نجحت فى تحقيق الانجاز الافريقى العظيم الذى تحقق لى خارج الجزائر لأول مرة.
هناك صدمة بين الجماهير المصرية بعد هجومك عليها قبل النهائى ؟
-عفوًا ياسيدى. من يهاجم جمهور البلد المنظم أو جمهور مثل الجمهور المصرى فإنه قد يكون مجنونا.. لكنى كنت واضحا فى اجابتى على سؤال عن احد الاعلاميين عن تشجيع الجماهير المصرية لمنتخب السنغال فى النهائى وكان ردى ان الجماهير المصرية عليها ان تختار من تشجع واقصد بذلك الحرية فى الاختيار.. لكنى اقدر كثيرا الجماهير المصرية والتى ارى انها احد الاسباب التى ادت إلى نجاح البطولات فالبطوللات بدون جمهور لا يمكن ان يكتب لها النجاح واشكر الجماهير المصرية التى شجعت الجزائر فى النهائى وصفقت لنا بعد الفوز كما اننى احيى الجماهير الجزائرية التى تكبدت الكثير من اجل حضور المباراة النهائية.
كيف رأيت المنتخب المصرى وخروجه من البطولة من دور الـ16 ؟
– شىء محزن جدا ان يخرج منتخب بحجم وتاريخ المنتخب المصرى مبكرا فقد كان ذلك مفاجأة كبيرة بالنسبة لى..فقد كانت كل الاجواء تؤكد ان المصريين فريق سيحلق بعيدا.. وعقب الخروج دهشت من الهجوم على محمد صلاح فهو ليس كل الفريق فهو لاعب ضمن 11 لاعبا فى الملعب وليس بمقدوره ان يقدم كل شىء.. وهو لاعب كبير ويلعب فى اقوى الدوريات الاوروبية وهو الدورى الانجليزى.
هل تقبل تدريب المنتخب المصرى لو عرض هذا الأمر عليك ؟
– فقال وقد بدت الابتسامة على وجهه والتى لا تظهر كثيرا.. أنا الان مدرب المنتخب الجزائرى وعندما اترك مكانى لن اتردد لحظة فى قيادة الفراعنة فهو منتخب يملك مقومات النجاح.ولكنى انصح ان يكون للمنتخبات العربية فى البطولات الكبرى مدرب وطنى فإنه يعرف ويقدر الطموح لمنتخب بلده.
وما رأيك فى تنظيم مصر لبطولة أفريقيا ؟
– قطعا الاجواء فى مصر كانت جيدة وكل شىء كان مرتبا ومنظما وهذا لا يختلف كثيرا فى تنظيم مباريات كأس العالم وبالفعل مصر انجزت وقطعت خطوات كبير فى التنظيم وفى وقت اعتقد انه قياسى.