كتب/ محمود عارف
“اشمعنا أنا اللي لسه باخد علاج”.. كلمات عفوية خرجت من فم الطفل مالك، بعد رحلة علاج استمرت لأكثر من عام ونصف دون أي تطور، رحلة بدأها آملًا في أن تحدث استجابة لمرضه ويعيش سنه أسوة برفاقه.
مالك محمد، طفل يبلغ من 4 سنوات، يقيم بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، يعاني من مرض نادر يعرف بـ”ثلاسيميا”، وهو مرض يؤثر في كل أعضاء الجسد، مثل الأسنان، الكبد، السكري، الكلى والقلب، حسب ما أوضحت الطبيبة المشخصة لحالة الطفل.
ينقل “مالك” الدم بشكل شهري تقريبًا، وبالتحديد كل 40 يومًا، حتى أصبح حجم الطحال 5 سم الآن، وسط مخاوف من الاضطرار لإزالته، بالإضافة إلى تأثير المرض على أسنانه، فظهرت الكسور بها، بسبب تراكم الحديد عليها.
مليون و600 ألف جنيه تكلفة العملية
“عايزة أنقذ ابني قبل ما يخسر عضو من جسمه”.. وجهت السيدة إيمان مسعد، والدة الطفل مالك، حديثها للمسئولين، مطالبة بعلاج ابنها على نفقة الدولة، حيث إن تكلفة العملية في الخارج تبلغ مليونًت و600 ألف جنيه، ووضع الأسرة لا يسمح بدفع هذا المبلغ، فالأب عامل في محل أحذية بشرم الشيخ، وفي حال لم يتم إجراء العملية، سيعيش بقية حياته على نقل الدم.
رحلة شهرية تقوم بها الأم من أجل إنقاذ ابنها، 7 ساعات متواصلة يجلسها الطفل لنقل الدم، حتى يتم إجراء عملية زرع نخاع التي لا يمكن إجراؤها بمصر، نظرًا للحاجة إلى توافق بنسبة 100% بين المتبرع والمريض، وللأسف هذا لم يحدث.
كانت بداية اكتشاف المرض لدى “مالك”، عندما كان سنه عامين ونصف، حيث انخفض الهيموجلوبين من 11 إلى 7، لذا طلب الطبيب تحليل أنيميا البحر المتوسط، وهو ما أثبت الإصابة بالمرض.
تقول الأم لـ”القاهرة 24″: “المرض بيدمر كل حاجة في الجسم، وبيوقف النمو، وأغلب المرضى بتشيل الطحال، عشان كده محتاج عملية زرع نخاع، ولازم المتبرع يكون أخ أو أخت”.
لم يكن الحظ جيدًا مع مالك هذه المرة، فرغم أن أخته الصغرى تعاني من نفس المرض، إلا أن العملية لا يمكن أن تتم بمصر: “ابنتي الحمد لله طلعت حاملة للمرض بس ينفع تتبرع لمالك، وطبعا كنت فرحانة جدا على أساس كل حاجة اتحلت، وابنى هيعمل العملية في مصر وخلاص ويعيش زي الأطفال ومش هعاني تاني في تركيب الدم والمستشفيات”.
وتابعت: “عملت التوافق بين لانا بنتى ومالك، ودى كانت زي الصدمة بالنسبالي، الأمل اللي اعتمدت عليه طبعا راح، نسبة التوافق نصفى، العملية مبتتعملش في مصر غير لما يكون متوافق بنسبة 100%، ولما عرفت أنه ممكن تتم بتركيا، فرحت ولكن سرعان ما حذفت الفكرة من بالي تمامًا، بسبب التكلفة المرتفعة علينا”.
“نفسي ابني يعيش طبيعى، ابنى بيخاف يخرج معايا”.. في كل مرة تطلب الأم من طفلها الخروج معها، يقلق ويخاف، ظنًا منه أنها تصطحبه للمستشفى رغم صغره سنه، إلا أنه لم يرغب في الخروج من المنزل، بسبب خوفه من الذهاب إلى المستشفى.