728x90
728x90
previous arrow
next arrow
أخبار مصر

•{ الجمهورية الجديدة تحفتل بـ عيد الأوبيت بـ طريق الكباش و يشارك الحفل أكثر من 30 دولة عربية و أجنبية في صحبة فخامة دولة الرئيس عبدالفتاح السيسي }•

728x90
728x90
previous arrow
next arrow

كتب / السيد محفوظ

تنفرد جريدة تحيا مصر حره برئاسة المستشار أحمد بيك عارف بإحتفالية عيد الأوبيت طريق الكباش
إيه رأيكم تقعدوا في مكان مريح .. غمضوا عينيكم .. خدوا نفس عميق .. هصحبكم في رحلة عبر الزمن ..
كان ياما كان .. في نفس المكان … بس في سالف العصر والأوان … كان في مصر من 3000 سنة، إحتفال مهيب ‏بالعيد الشهير اللي إسمه عيد الأوپيت ..
في مدينة واسيت كما أسماها المصريون.
طيبة كما أسماها اليونانيون.
الأقصر كما أسماها العرب،
هناك .. على الضفة الشرقية للنيل .. يبدأ هذا الإحتفال من بيت آمون رع في الشمال ( معبد الكرنك / إيپيت رسيت )،
آمون رع قاعد طول السنة في قدس أقداس ‏المعبد، غرفة ضيقة شبه مظلمة يدخلها من خلال فتحة صغيرة في السقف شعاع ضوء ضعيف،
يدخل عليه الكاهن الأكبر 3 مرات يومياً لعمل الطقوس التي من أهمها تطهير تمثاله الذهبي بالزيوت العطرية وإلباسه الحلي والمجوهرات،
بس هو تدريجياً بيفقد طاقته ولازم يجددها،
في اول شهر يوليو يدخل الكهنة قدس ‏الأقداس، يحطوا تمثاله الذهبي داخل مقصورته ويضعونها على مركبه المقدس،
يحملوا المركب المقدس ويتجهوا به في موكب ناحية المخرج الجنوبي للمعبد،
يخرجوا من الصرح العاشر للمعبد حيث بداية طريق الإحتفالات، يبلغ طول هذا الطريق 2.7 كم وينتهي عند بيت آمون رع في الجنوب ( معبد الأقصر / ‏إيپيت سوت )،
هذا الطريق مزين على الجانبين ب 1200 تمثال على شكل أبو الهول، بعضهم برأس كبش و هو الحيوان المقدس لآمون رع والذي له قرنين مستديرين وهو رمز الخصوبة ( هناك أكثر من نتر في مصر القديمة يتخذ من الكبش حيوان مقدس له مثل خنوم و آتوم رع، ونستطيع التفرقة بينهم من شكل قرني ‏الكبش)، و بعض هذه التماثيل تكون برأس آدمي على جسد أسد يمثل وجه الملك، (التماثيل التي في مواجهة معبد الكرنك المواجهة لمرسى المراكب في مدخل المعبد الشرقي برأس كبش على جسد أسد ويوجد تحت الذقن تمثال للملك رمسيس الثاني في الوضع الأوزيري)،
ينتهي هذا الطريق أمام معبد الأقصر ‏( حيث نجد تماثيل أبو الهول لها وجه آدمي يحمل ملامح أجنبية، كانت رؤوس التماثيل برأس كباش لكن عندما احتل الرومان مصر، حطموا بعض هذه الرؤوس واستبدلوها برؤوس آدمية تحمل وجوه أباطرتهم في محاولة منهم لتقليد الملوك المصريين )، يحمل الكهنة المراكب المقدسة الثلاثة الخاصة بآمون رع و ‏زوجته موت (السيدة التي ترتدي تاج مصر المزدوج، إحدى ربات الأمومة و ربة الحرب والنصر، حيوانها المقدس هي اللبؤة، و إبنه خونسو ( الطفل الذي يضع القمر فوق رأسه، رب القمر و حيوانه المقدس قرد البابون أو مثل چحوتي يكون برأس طائر أبو منجل ويحمل عليها القمر وبداخله الهلال ) اللذان ‏يصحبانه في هذه الرحلة،
يمشي الكهنة حاملين المراكب المقدسة في طريق الكباش، يتقدم الموكب ملك مصر وهو يرتدي ملابس كهنوتية كإبن بار لآمون رع و هو الابن التقي الورع الذي لا يكف عن إحراق البخور ( طعام الأرواح والآلهة)، و صب العطور ( شراب الأرواح والآلهة) أمام المركب المقدس ‏طوال المسيرة،
حيث يمر على عدة استراحات،
أيضاً يصحب الموكب مجموعة كبيرة من العازفين والمطربين والراقصين و هم جميعاً من طبقة الكهنة، يصطف الشعب في حشود على جانبي الطريق يهللون و يغنون في فرحة شديدة، إنه العيد
يصل الكهنة إلى معبد الأقصر، حيث يعبروا المدخل إلى الفناء المكشوف ‏حيث نجد 3 حجرات مخصصة لحفظ المراكب المقدسة على الجانب الأيمن من الفناء،
ثم يحملوا المقاصير إلى داخل المعبد حيث نرى نقوش للملك أمنحتب الثالث و هو يصب الماء المقدس على جسد آمون رع كشعيرة من شعائر هذا العيد،
آمون رع ملك الأرباب، تارة نجده ممثلاً كإله الحرب والنصر، بجسده يكون ‏لون جلده أحمر مثل أجساد الجنود التي لوحتها الشمس رمز القوة، و تارة أخرى نجده ممثلاً بلون بشرة زرقاء فهو إله الخفاء حامل السيف الخفي الذي يعطيه لأبنائه ملوك مصر ليحاربوا به أعدائها وينتصروا عليهم، و تارة نجد جسده يتلون باللون الأسود رمز طمي النيل والخصوبة، ‏‏طقوس عيد الأوپيت تستمر 3 أسابيع، يجدد خلالها آمون رع شبابه وطاقته في إيپت سوت و عندما يستعيد حيويته، حينئذ يصبح قادراً على إحداث الفيضان، وعندئذ يستطيع العودة للإيپيت رسيت عن طريق النيل،
اذا ربط المصريين طقس إعادة الشباب والطاقة والحيوية لرب الإمبراطورية المصرية آمون رع ‏بحدوث الفيضان الذي يعيد الحياة لأرض مصر بعد فصل الجفاف مما يبشر بموسم حصاد وفير وبالتالي يؤثر على رفاهية الشعب، و هذا الربط هو ما جعل لعيد الأوپيت هذه الأهمية القصوى، ها هو آمون رع يتخذ شكل آمون كا موت إف / فحل أمه، الشاب الأسمر القوي ذو العضو الذكري المنتصب، الفحل ‏هو (فيضان النيل) الذي يخصب أمه إيزيس (أرض مصر)، يأخذ هو وزوجته وابنه مراكبهم المقدسة،
و يرجعون لمعبد الكرنك عن طريق النيل ( طريق الكباش هو طريق الذهاب، أما مجرى النيل فهو طريق العودة )،
تصل المراكب المقدسة التي تحمل الثالوث المقدس لعاصمة الإمبراطورية المصرية (واسيت) آمون رع، ‏و زوجته موت و ابنه خنسو .. إلى مرسى معبد الكرنك،
حيث يعبر الجميع الطريق المؤدي إلى المدخل الرئيسي المواجه للنيل والمزين على جانبيه بتماثيل كباش أبو الهول التي أقامها الملك رمسيس الثاني ونجد تحت ذقن كل منها تمثال صغير له في الوضع الأوزيري،
يدخل الجميع من بوابة المعبد ‏إلى الفناء المكشوف، حينئذ يعود آمون رع إلى قدس أقداسه، ويذهب كلا من زوجته وابنه إلى المعبدين المخصصين لهم في حرم الكرنك، ثم يضع الكهنة المراكب المقدسة في 3 حجرات جانبية مخصصة لحفظهم على يسار الفناء المكشوف،
إنه إحتفال رأس السنة التي تبدأ بفصل الفيضان، مصر اليوم في عيد .

اظهر المزيد
728x90
728x90
previous arrow
next arrow
زر الذهاب إلى الأعلى