تذبل الوردة أحياناً لشعورها أنها تفتقد للشيء الذي يرويها ويزهرها من جديد لتخرج للعالم بضوئها الساطع ، تفقد بهجتها تدريجياً لتصبح في عالمٍ آخر حزين لايوجد به سِوي مكان معتم بشدة يفتقد للضوء الذي يمده بالأمل ليخرج للحياة من جديد ، هكذا قلبك أيضاً عندما تتعشم في شيء ليس ملكك لكنك حاربت من أجله ، تشعر وكأن قلبك يكاد يخرج من موضعه من كثرة ألمه ، وكأن الكون كله تآمر ليكون ضدك ولا تعلم كيف ستنجو من ذلك الشعور السيء الذي ينتابك ويسيطر علي قلبك الذي كان ينشر البهجة علي الجميع ، تعيش لفترة طويلة وحيد ولا تري سوي أنك بالفعل وحيد برغم وجود أشخاص بجانبك لكن بجسهدهم فقط ليس بقلوبهم ، تفقد الثقة في الجميع وكأن هذا الكون لا يسعك !
العشم يقتلع جذور القلب هكذا لتصبح شخص يعيش بلا روح بل بلا شغف للعيش إطلاقاً وكأنك خُلقت عبثاً ،
وتسأل نفسك : هل أنا منبوذ إلي هذا الحد الذي يجعل الجميع يعدونني بأشياء وهمية ويتركوا قلبي هكذا مفتوح لكل غبار محمل بالحزن يتسلل إليه بِلا مقدمات !
ينتهي بك المطاف باللاشيء ، تجد نفسك في نقطة الصفر وكأن هذا الطريق الطويل الذي سلكته بعقباته وسوء ظروفه هُدم في لحظة وكأن شيء لم يكن ، كأنك لم تتحدي نفسك وتضغط عليها لآلاف المرات لتصل إلي هذه النقطة بعد عناء طويل جداً ، كأنك لم تتخلي عن كل شيء أحببته من أجل إكمال هذا الطريق لتلتقي بالشيء الذي تحارب من أجله ، حينها فقط ستدرك كم أنت سيء ولا تستحق العيش هنا في هذا المكان ، وهذا ما يوصله إليك عقلك الباطن لانه يكن خاطيء إلي حدٍ كبير ، تجد من الصعوبة كثيراً أن تعود لِما كنت عليه ستأخذ وقت طويل في إستيعاب الذي حدث ، ستتعلم حينها ألا تستمع لأحد سوي الصوت الذي بداخلك لانه الشيء الوحيد الحقيقي وسط كل هذا الضجيج الذي يبثه الجميع بقلبك ، ستنضج كثيراً وكأنك كبرت لكنك في الحقيقة ثابتٌ مكانك لكن ستتعلم دروس كثيرة تجعلك تتخذ قرارات لم تتخيل يوم أنك ستتخذها ، ستصبح ناضج في تعاملك مع البشر بل مع نفسك ، لكن سيأتي ويوم وتتخطي كل هذا حتماً ، سيُعاقب قلبك بطريقة سيئة لكن لا بأس سيعود أقوي مما كان عليه ، ستأخذ وقتاً لكنك ستتعافي ….