ستة مشاهد لانفجار محيط معهد الأورام
سامية على
المشهد الأول
في تمام الساعة الحادية عشرة و29 دقيقة قبل منتصف الليل، يسير قائدو السيارات بطريق الكورنيش في حالة هدوء ولم تتجاوز السرعة 60 كيلومترا قبل مبنى قصر العيني في الاتجاه القادم من عبدالمنعم رياض ومتجه إلى حلوان وجميع السيارات تضيء إشارات الانتظار بسبب توقف حركة السير بالقرب من مبنى المعهد القومي للأورام.
المشهد الثاني
روى أحمد محمود، موظف وقائد سيارة ملاكي ماركة هيونداي، قائلا: “كنت أسير وراء السيارة التي تحطمت في الحادث، وحالفني الحظ بإشارة الانتظار والتقاطع أمام مبنى قصر العيني، وفجأة شاهدت تصادم السيارة وسمعت صوت انفجار ضخم، وحدثت حالة من الهلع والخوف بين قائدي السيارات والجميع ترجل منها ثم بدأت نيران كثيفة في الاشتعال وانهارت أجزاء من مبنى معهد الأورام”.
المشهد الثالث
بحسب رواية أمين شرطة تابع للإدارة العامة للمرور، قال: “شاهدنا سيارة تسير بعكس الاتجاه مسرعة، وحاول قائدها أن يخطف الطريق للسير باتجاه قصر العيني القديم وكان قادما من الرصيف الملاصق لمبنى معهد الأورام واصطدم بسيارة ملاكي ثم وقع الانفجار وتحطمت السيارات”.
المشهد الرابع
احتشد المئات من أهالي المنيل والسيدة زينب ووسط القاهرة أمام الكورنيش، ثم بدأ مرضى معهد الأورام يخرجون من المبنى، الأم تحمل ابنتها وأخرى تحمل رضيعها، وشاب يحمله والده، جميع المرضى من كل الفئات العمرية، بداية من الرضيع وحتى العجوز سواء ذكر أو أنثى، وبدأ الأهالي يساعدونهم ويحضرون زجاجات المياه والطعام، وفي نفس الوقت أصوات الهواتف المحمولة ترن بشكل مستمر دون انقطاع.
المشهد الخامس
شهد شارع الكورنيش ازدحاما مروريا، وتجمعت سيارات الإسعاف وتحولت المنطقة إلى جراج من سيارات إسعاف وإطفاء، ثم حضرت عربات الأمن المركزي والجنود وتم فرض كردون أمني، واحتشد الأهالي وبدأت سيارات الإسعاف تنقل المرضى إلى أقرب المستشفيات.
المشهد السادس
على الرصيف المقابل للمبنى، جلس العشرات من مرضى معهد الأورام القادمين من جميع المحافظات، يرددون: “هو إحنا هندخل تاني ولا خلاص كده؟”.
حضرت القيادات الأمنية ومحافظ القاهرة وفرق من النيابة العامة إلى مكان الحادث، وبدأ الجميع يساعد الأهالي في نقل الضحايا بصحبة رجال الإسعاف، وجمع أشلاء الجثث من الطريق، وتم غلق طريق الكورنيش وحضرت سيارات التشويش التابعة لوزارة الداخلية.