من السيارة للمتفجرات.. 5 أسئلة تحتاج لتفسير في حادث معهد الأورام
سامية على
مجموعة من الأسئلة والاستفسارات أثارها الانفجار الإرهابي أمام معهد الأورام، مساء الأحد، وراح ضحيته 20 شهيدا، بينهم 4 مجهولين، وكيس أشلاء، و47 مصابًا، بينهم 3 حالات خطرة في الرعاية المركزة، حيث أشار بيان وزارة الداخلية والتحقيقات الاولية إلى العديد من الأمور التي تحتاج إلى مزيد من التفسيرات.
وكشفت وزارة الداخلية، عن أنَّ الفحص المبدئي للسيارة المتسببة في الانفجار الذي وقع بمحيط المعهد التابع لجامعة القاهرة، مساء الأحد، أوضح أنَّها مُبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى تصادمها إلى انفجارها.
واستخدمت السيارات المسروقة في العمليات الإرهابية عدة مرات بين عامي 2014 و2015، كان منها تفجير مديرية أمن القاهرة واغتيال النائب العام وتفجير القنصلية الإيطالية، واختفت منذ ذلك الحين لتعود من جديد للظهور في عملية معهد الأورام.
وعن سر عودة استخدام السيارات المسروقة في العمليات الإرهابية من جديد، يقول اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن الجماعات الإرهابية تعيد إنتاج أفكارها القديمة كنوع من الإفلاس، حيث نفدت لديهم الأفكار الجديدة والابتكارية.
يعقوب أضاف أن استخدام أسلوب قديم في العمليات الإرهابية ربما يبعد الشكوك عن منفذي الحادث، نظرًا لأن الجهات الأمنية ربما لن تتوقع العودة له من جديد، كما أن السيارات المسروقة هي الأسلوب الأمثل لنقل المتفجرات واستخدامها في التفخيخ.
أما أحمد كامل بحيري، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، يرى أنه من الطبيعي أن تستخدم الجماعات الإرهابية سيارات مسروقة في عملية إرهابية داخل العاصمة، مبررًا ذلك لـ”الوطن” أن تفخيخ تلك السيارات والتحرك بها لن يمثل دليلًا أو خيطًا للوصول لأصحابها حال وقوعها في أيدي قوات الأمن، وأن اختفاءها السنوات الماضية كان بسبب اختفاء العمليات الإرهابية الكبرى في القاهرة.
واتفق بحيري مع خبير مكافحة الإرهاب الدولي، فالسيارة يتم سرقتها من مكان ما ونقلها لآخر عن طريق أرقام مختلفة وفي بعض الأحيان يتم تغيير لونها، وفي المكان الثاني يتم تجهيزها و”توضيبها” لوضع المتفجرات بداخلها.
وأشارت التحقيقات الأولية، إلى أن المتفجرات أدت لوقوع الحادث وتسببت الموجات الانفجارية الناتجة عنه في إحداث حفرة كبيرة، وتطاير شظايا وأجزاء السيارات في محيط الانفجار، وتسببت في تضرر مبنى معهد الأورام، إضافة إلى تضرر عددا من السيارات في محيط الانفجار.
الموجات الانفجارية فسرها خبير مكافحة الإرهاب الدولي على أنها مدارات مختلفة لتأثير الانفجار، حيث يكون التأثير في أقصى قوته بمركز الانفجار ثم يقل بالتدريج في المدارات المتتالية، مشبهًا تلك الموجات بالتأثير الذي يحدثه إلقاء حجر في المياه، حيث يحدث مجموعة من الموجات المتتالية التي تقل قوتها كلما اتسعت.
التأثير القوي للانفجار وصوته والإضاءة القوية التي أحدثها، والتي وصلت جميعها إلى الشوارع المجاورة لمعهد الأورام، يدل على أن طبيعة المتفجرات المستخدمة في الحادث الإرهابي قوية جدًا، حسب خبير شؤون الحركات الإرهابية، مضيفًا أن أبرز أنواع المتفجرات التي تحدث ذلك التأثير الـC4 بأنواعه المختلفة.
أما خبير مكافحة الإرهاب الدولي يؤكد وجود أنواع من المتفجرات التي تتميز بصوتها المرتفع للغاية وإحداث، والتي تستخدم لبث الخوف والرعب، وأنواع أخرى تتميز بتأثيرها القوي والمدمر، لافتًا إلى أن المتفجرات المستخدمة في حادث معهد الأورام يجب أنها خليط من النوعين.