الغيرة مطلوبة ولكن بحدود !!
متابعة _ السيد محفوظ
الغيرة من الأحاسيس الإنسانية الطبيعية ، تلك التي تتجدد بين الحين والآخر ، والتي تجعل العلاقات البشرية في حالة نشاط وفاعلية ، ولكن إذا أصبحت حادة وغير عقلانية تصبح مدمرة .
الغيرة تقوي المشاعر ، تجدد الحب، وتضفي على الحياة الجنسية نوع من العاطفية .
الغيرة الطبيعية هى علامة بأن أحد الشريكين يهتم بالطرف الآخر ويقدر علاقته به، وطالما ظلت داخل حدودها الطبيعية تندرج تحت الصفات والأحاسيس الطيبة.
والغيرة بالجرعات الصغيرة التي يمكن السيطرة عليها تكون قوى إيجابية فى أى علاقة ، ولكن مع بُعدها عن المنطق فالقصة نهايتها تختلف كليةً.
توصف الغيرة بأنها الخوف من فقد شيء يعني الكثير بالنسبة للشخص الغيور في الحياة، فهي مشاعر مسبقة من أجل تجنب الفقد .
كما في قصص الحب نجد أن السبب الرئيسي وراء الخلافات هى الغيرة ، فالحساسية الزائدة تبعث على غيرة الشخص حيث يشعر بوجود ما يهدد العلاقة في حين أن هذا التهديد غير موجود أصلاً إلا في مخلية الشخص الغيور نفسه فقط .
الحياة مع الشخص الغيور أمراً مرهقاً ، ففي بعض الأحيان تخرج الغيرة عن الإطار المحدد لها ، فتترجم هذه الغيرة غير الطبيعية فى صورة محاولة فرض السيطرة والتحكم المفرط فى الشريك الآخر لأن لديه شعور داخلي وغير حقيقي بعدم إخلاصه له.
كغيرة الرجل على المرأة عندما يشاهدها تتعامل مع رجال آخرين ، أو حتى لمجرد أن تتحدث معهم .. مثل هذه المواقف من الغيرة من الممكن أن تعرض العلاقة للضغوط ، وتجعل الطرف الآخر فى حالة من الترقب ، لأي تصرف يقوم به خوفاً من رد الفعل من الغيرة وكأنه يسير على قشرة البيض الهشة السهلة الكسر .
والتغلب على الغيرة يحتاج التحلي بالصبر والنظر بحيادية تامة ، فبمجرد أن يشعر الشخص بأنه بدأ فى مشاعر الغيرة ، عليه بإن يتمالك أعصابه بتذكير نفسه أن الشريك الآخر الذي يغير عليه ، يحبه ويحترمه، وبأنه شخص مخلص جداً كما عرفه منذ بداية العلاقة وأنه لم تتغير معاملته له منذ عرفه .
